- بقلم : محمد فوزي النزلي
عند الحديث عن المقاومة الفلسطينية ورجال الضفة البواسل وأبطال جنين الذين استشهدوا في ساحات المعارك، لا بد أن نتذكر التضحيات العظيمة التي قدموها من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
إنهم أبطال حقيقيون استعرضوا شجاعتهم وإرادتهم القوية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الظالم.
فمنذ عقود من الزمن، تعرض الشعب الفلسطيني للاضطهاد والتهجير والقمع على يد الاحتلال الإسرائيلي ، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، نشأت حركات المقاومة الفلسطينية التي قامت بمواجهة القوات العسكرية الإسرائيلية بكل تحدى و قوة وإصرار.
رجال الضفة الفلسطينية، الذين يشملون أفرادًا من مختلف الأعمار كأبطال كتيبة جنين ونابلس وطولكرم وأريحا الذين قدموا أمثلة بارزة على القوة والإصرار فقد استخدموا وسائل متعددة للمقاومة، بدءًا من الاحتجاجات السلمية والمظاهرات وصولاً إلى العمليات العسكرية المشتركة و قدموا تضحيات جسام في سبيل حماية أراضيهم وشعبهم، وكانوا على الدوام في مقدمة المواجهة مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ومن بين المعارك التي برزت فيها شجاعة رجال الضفة كانت معركة جنين في عام 2002. في هذه المعركة، اجتاحت القوات الإسرائيلية مدينة جنين في محاولة للسيطرة على المقاومة الفلسطينية ولكن دون جدوى وأصبحت جنين أكثر قوة عنفوانا ولحمة في مواجهة العدو.
و تشكل المقاومة الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من صمود وثبات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واجه الفلسطينيون انتهاكات متواصلة لحقوقهم وحرمانهم من حريتهم وكرامتهم إلا أنهم لم يستسلموا، بل استخدموا كل الوسائل المتاحة لهم للمقاومة والدفاع عن حقوقهم العادلة.
ولم تجدى الاحتجاجات السلمية نفعا مع العدو الإسرائيلي ، استطاعت الفصائل المقاومة تنفيذ عمليات مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، سواء في شكل هجمات مفاجئة أو عمليات استشهادية ورغم التفوق التكنولوجي والعسكري للقوات الإسرائيلية إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت المقاومة الفلسطينية فرض معادلة المقاومة المسلحة لدحر الاحتلال حيث تمتاز المقاومة الفلسطينية بتنوعها ومرونتها ، استخدم الفلسطينيون مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب للتصدي للاحتلال والمضي قدمًا في سعيهم لتحقيق الحرية والاستقلال.
و بالفعل استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تفرض معادلة المقاومة المسلحة كوسيلة فعالة لدحر الاحتلال الإسرائيلي كما اندحر من قطاع غزة حيث تصاعدت العمليات المسلحة التي قامت بها الفصائل المقاومة الفلسطينية للتصدي للاحتلال والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال استخدام التكتيكات العسكرية الذكية والمناورة الاستباقية، تمكنت المقاومة الفلسطينية من إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي والقوات الأمنية من خلال التفجيرات الاستشهادية والهجمات المباغتة على القواعد العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية، والتي أثبتت فاعليتها في تحقيق أهدافها من خلال تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية عبر السنوات، حيث تم تدريب مقاتلين ماهرين واستحداث تكتيكات ومقاومة في شوارع وأزقة المخيمات.
حيث أدرك الفلسطينيون أنهم بحاجة إلى الدفاع عن أنفسهم وتحقيق مزيد من التوازن في المواجهة مع القوات العسكرية الإسرائيلية المتفوقة.
و من المهم أن نذكر أن المقاومة المسلحة ليست الخيار الوحيد الذي يلجأ إليه الفلسطينيون، بل هي جزء من استراتيجية شاملة تتضمن العمل السياسي والدبلوماسي والمجتمعي إنها جهود متكاملة تستهدف إحراز تقدم في الحقوق والعدالة للشعب الفلسطيني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت