اشتكى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم دعوته إلى البيت الأبيض في واشنطن، رغم مرور نحو 6 أشهر على تشكيل حكومته.
وقال نتنياهو في مقابلة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "أعتقد أن الأمر (الدعوة للبيت لأبيض) قد يستغرق بعض الوقت، لكنني أعتقد بالطبع لقاء الرئيس (جو) بايدن".
وأضاف: "قضية الدعوة هذه تشوش آراء الناس، وفي الواقع فإن التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي، بما في ذلك الإنترنت، أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى بين حكومتينا".
وعادة ما يوجه الرئيس الأمريكي الدعوة لرؤساء الحكومات الإسرائيلية لزيارة البيت الأبيض فور استكمال تشكيل الحكومة.
وشكل نتنياهو حكومته نهاية العام الماضي (2022)، لكنه لم يتلق حتى الآن الدعوة لزيارة البيت الأبيض.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الخلاف بين الحكومة والمعارضة بإسرائيل حول التعديلات القضائية المثيرة للجدل هي أحد أسباب تلكؤ البيت الأبيض بتوجيه الدعوة لنتنياهو.
وفي ذات المقابلة أشار إلى أنه سيدفع بالتعديل القضائي المخطط له دون الجانب الأكثر إثارة للجدل، وهو بند من شأنه أن يسمح للكنيست بإلغاء أحكام المحكمة العليا.
وكان نتنياهو جمد في مارس/أذار المضي في تشريعات "الإصلاح" القضائي بانتظار نتائج الحوار مع المعارضة الذي يقوده الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وقال: "سعيت بالتأكيد إلى إجماع واسع، ربما باتفاق رسمي مع المعارضة، لكن ما اكتشفناه بعد الضغط على زر الإيقاف المؤقت... بعد شهر شهرين وثلاثة أشهر، هو أن المعارضة كانت تحت ضغوط سياسية بحيث لا يمكنها الموافقة على الحد الأدنى من التفاهم".
كما تختلف الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل بشأن القرارات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وفي المقابلة، رفض نتنياهو المنطق القائل إن حكومته اليمينية هي العائق أمام تطبيع العلاقات مع السعودية التي تشترط حل القضية الفلسطينية أولا قبل أي تطبيع.
وقال: "أعتقد أن السلام ممكن مع دول عربية إضافية، مما ينهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل فعال، وأعتقد أن ذلك سيؤدي إلى السلام مع الفلسطينيين أيضًا".
وبشأن حلفائه اليمينين المتشددين بالحكومة، قال نتنياهو: "هم انضموا إلي لم أنضم إليهم. وفي النهاية يتم تحديد السياسة من قبلي أنا وزملائي في الليكود " وهو الحزب اليميني الذي يقوده.
وفيما يتعلق بالدعوات الغربية لإسرائيل للمساعدة بتسليح أوكرانيا، أعرب نتنياهو عن قلقه من إمكانية الاستيلاء على الأسلحة أو أنظمة الدفاع الإسرائيلية وتسليمها إلى إيران، وبشكل أكثر تحديدًا، نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي.
وقال نتنياهو: "إذا وقع هذا النظام في أيدي إيران، فسيظل ملايين الإسرائيليين بلا حماية ومعرضين للخطر".
وأضاف أن إسرائيل قد زودت أوكرانيا بالفعل بنظام دفاع صاروخي للإنذار المبكر.
أما فيما يتعلق بمساعي الولايات المتحدة للتوصل الى اتفاق نووي مع إيران، فقال: "إن أي اتفاق مع إيران لا يعيق بنيتها التحتية النووية، ولا يفككها بشكل أساسي، ليس مفيدًا للغاية".
وأضاف: "من الواضح أن الصفقة التي ستمنحهم (الإيرانيين) مئات المليارات من الدولارات وتمكنهم في غضون عامين أو ثلاث سنوات - فيما يسمى بشرط انقضاء الوقت - لإزالة جميع القيود المفروضة على التخصيب النووي هي صفقة أسوأ بكثير".
وتابع في إشارة إلى ما يتم تداوله عن اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران: "صفقة كاملة أو صفقة الصغيرة، لن يمنعنا أي شيء من القيام بما نحتاج إلى القيام به للدفاع عن إسرائيل ضد نظام يقول صراحة إنه يهدف إلى تدميرنا ويسعى لتحقيق الوسائل للقيام بذلك".
ويتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى بشأن صفقة لإعادة فرض قيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضها بعد انسحاب واشنطن في مايو/ أيار 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.