الاعلامي والكاتب والناشط الفلسطيني د. رضوان عبد الله ، يعمل ضمن مجال الثقافة والاعلام و العمل الوطني الفلسطيني بشكل عام والسياسي بشكل خاص .
تزوج في أول يوم في شعبان منذ 29 عاما.... يتميز بالترحال من منزل الى اخر....فاستحق بجدارة وسام الترحال....
اجرت المقابلة: المستشارة الاعلامية زهور احمد احمد
عضو الاتحاد العام للاعلاميين العرب
رضوان عبد الله شخصية وطنية فلسطينية معروفة ، عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب، وعضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، قبل ان يتم فصله الى اتحادين للكتاب والادباء من جهة وللصحفيين من جهة اخرى.
عمل بعدة مجالات مؤسساتية فلسطينية وعربية ، و وطنية على المستوى الفلسطيني وتنقل بين المهام المؤسساتية والنقابية الكثيرة التي انعكست على حياته الخاصة واختطفت منه اوقاته العائلية وذكرياته الخاصة ، فكان له الدور المؤسس للاتحاد العام لطلبة فلسطين فرع لبنان، مع زملاء طلبة اخرين، بعد العام 1985، وكذلك اتحاد الصحفيين الفلسطينيين والرابطة الثقافية والاتحاد العام للاعلاميين العرب، ايضا رابطة مثقفي مصر والشعوب العربية حيث تقلد فيها موقع دائرة العلاقات الخارجية والاعلام المركزي ، واسند اليه مسؤولية فرعي لبنان وسوريا بالرابطة ، كما كان له دورا كبير في انشاء عدة مؤسسات على الاراضي اللبنانية ..وعمل مستشارا لمؤسسات مجتمع مدني اخرى...
تميز بالجرأة ونقاء القلم وصفاء الذهن ..كما تميز بشفافية العمل حيثما وجد حتى قيل له لماذا تعمل مشاكل كثيرة حيثما تعمل.. ؟؟فكانت اجابته صادمة......فكتب مقالتين ، كما ذكر لنا ، فكانت احداهما تحت اسم (المناليك)...اما الاخرى فقد اسماها (الحماثير)... ... هما مشاغبتين بارزتين وكلمتين جديدتين بالقاموس العربي...ولمزيد من القراءة عنهما وعن بقية المقالات فهي موجودة على العديد من المواقع الالكترونية الفلسطينية والعربية .
عند الحديث مع زميلنا رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد العام للاعلاميين العرب، وعن حياته الاجتماعية تشعر أن الدكتور رضوان عبد الله غارق في الثقافة والاعلام والتربية والسياسة التي ناضل بين جنبات دوائرهم وغرق فيهم حتى أذنيه،فلا يتحدث الا عن التربية والثقافة والاعلام وعن فلسطين بشكل خاص، ولايعرف غير ذلك حتى في اهتمامته الاجتماعية والانسانية اليومية وفي كافة المناسبات، فهو كاتب واديب ، ورجل ثقافي واجتماعي واعلامي وتربوي و نقابي وسياسي بامتياز.... وحاصل على تعليم جامعي من الجامعة اللبنانية وعلى درجة دكتوراه لمرتين من مؤسسات دولية مرموقة، يشهد له كل من يعرف بمناقبية وعصامية عالية...
ولايشغل باله الا قضايا اللاجئين الفلسطينيين الذي عمل عنهم وعن المجازر وعن فلسطين خمسة كتب احدهم باللغة الانكليزية ، ويحضر لطباعة ثلاثة اخرين حين تسنح الظروف المالية بذلك ، ولا يتمنى غير ذلك ، كي تصل المعرفة الى كل الناس كما صرح لنا بذلك.
وكالة الشعلة الدولية للانباء ، ومن مكتب طرابلس بشمال لبنان،حاولت أن انتقل بالدكتور رضوان عبد الله في دردشة تليفونية سريعة بمناسبة عيد الاضحى المبارك ، بعيدا عن السياسة ، واسلط الضوء على الجانب الإنساني التربوي الاجتماعي له فكان لنا معه هذا الحوار الاخوي...الجريء والصريح ..والطويل لاننا استمتعنا باللقاء حتى لو طال....
كيف تقضي وقتك في العيد؟
أول يوم امضيه مع العائلة واهلي ، واقتصر بقية المعايدات هاتفيا ، ونشعر بطعم العيد كونه شعيرة من شعائر ديننا الحنيف حيث يأتي بعد صيام يوم عرفة ومن ثم ثاني يوم صلاة العيد وزيارة الاهل فقط .
هل لديك طقوس خاصة في العيد؟
هي سنة نبوية و عادات اجتماعية دينية هامة نعيشها كفلسطينيين على الصعيد العائلي أو على الصعيد العام حيث تكثر المعايدات ولكن كما قلت لك اقتصرها بالاتصالات الهاتفية فقط حيث يكون تبادلنا المعايدات مع الأصدقاء والأهل والإخوة....هاتفيا ...
هل تسمح مشاغل رضوان عبد الله بقضاء أوقات عائلية؟
أستطيع أن أقول أن الاوقات العائلية لدي شبه معدومة ، وذلك منذ سنوات طويلة حتى قبل عملي الثقافي والاعلامي.. اي منذ كان عملي بالطلاب والكشافة....كان منزلي يتحول في اغلب الايام الى مكتب للمراجعات...والى انجاز مجلة طلابية ورقية كنت اشرف على تحريرها واسمها الشعلة .
مم تتكون أسرة رضوان عبد الله؟
لدي ولدين وبنتين والحمدلله، اكمل ولد وبنت دراستهما ،ويكمللان الاخرين دراستهما الجامعية والمهنية . كل واحد حسب عمره .
هل أنت مدخن؟
لا لم أدخن طيلة حياتي ولا اتناول الارجيلة ايضا.
ما هي الأكلات التي يفضلها الاعلامي عبد الله في الاوقات العادية او حتى في العيد ؟
بصراحة أنا لا مشكلة عندي حول الاكل في البيت..ماذا تأكل !!!؟ أنا آكل من الموجود ..وهذا أحيانا يسبب إشكال في المنزل ويزعج زوجتي لأنها تحب أن اطلب شيء معين ، وانا لم أعتد هذا النمط من الحياة ، لكن افضل بعض انواع اليخنات ، والسلطة بانواعها ، تبولة او فتوش ، واللبن في بعض الاوقات، وأبتعد عن اللحوم نوعا ما خصوصا الدجاج،ولا احبذالمعجنات ، وافضل السمك،كما أفضل قللا من الشوكولاته كحلويات في العيد على بقية الحلويات ...
هل هناك فرق بين العيد زمان و العيد اليوم؟
هناك فرق كبير، في الطفولة كنا نعيش في جوار مدينة صور ومخيماتها ننتظر مدفع الإفطار برمضان المبارك ، بفارغ الصبر ، وبعده عيد الفطر ومن ثم عيد الاضحى ، كنا نذهب إلى الحارات وخصوصا اماكن المراجيح او عند البحر ، ناكل بعض الترمس او الفول النابت(المسلوق) وبعض الحلويات..والذرة او التفاح المغموس بالحلو(كان اسمه عنبر ) وكان يباع بفرنك...خمسة قروش.. ونحن أطفالا في جوار مدينة صور وفي مخيماتها كنا نصحو بالليل في رمضان، على صوت المسحراتي بطبلته وكلامه المشجع للقيام الى السحور... ويعتبر جزءا من تراثنا ولكنه اختفى حاليا الا في بعض المناطق...وأشعر بفرح كبير عندما أتذكر تلك اللحظات التي نتوق شوقا لها في هذه الأيام....
هل من احد تتمناه ان يكون معك بالعيد؟
بالتأكيد أتذكر والدي رحمه الله ، ووالدتي اطال الله بعمرها، لم يغيبا عني للحظة واحدة خصوصا الوالد واهتمامه بنا وبشراء الثياب الجديدة لنا والتأكيد على صلاة العيد وبقية الصلوات.. ووالدتي ايضا التي كانت تحرص على الاهتمام بنا من جميع الجوانب وخصوصا ايام رمضان والعيدين.. كما تهتم بكعك العيد..وبالخبز المنزلي ، كانت تخبز لنا على فرن حطب او على مازوت كما تعمل لنا بقية الامور التراثية والماكولات والمربيات الخ.... ..كالطحن على الجاروشة وسلق القمح والذهاب بالسيارة مع والدنا لطحنه ، برغل ناعم وخشن في المصحنة في احدى الضيع المجاورة لمنزلنا ...اشعر بفرح كبير عندما اتذكر تلك اللحظات...ونتوق لها في هذه الايام...
هل هناك ذكريات مؤلمة في عيد الاضحى.. ؟!
نعم بالتاكيد خصوصا ما يتعلق باهلنا في فلسطين فعدونا غدار ولا يرحم ..وكثيرا من المناسبات كان يستغلها ليقصف شعبنا ويشتغل المجازر ..عدو غاشم ولا يرحم...ويتميز قادته بالاجرام. .وهذا يؤلمني كثيرا...ومنذ الصغر ونحن نعاني من ظلم العدو وجوره وقصفه لمخيمات اللجوء والشتات ،خصوصل في لبنان ، وايضا قصف و الاعتداء على الاراضي المحتلة بجميع مناطقها في الضفة الغربية و القدس كما في غزة ...
هل تحب السفر.. ..؟
الداخلي فقط ، اقصد في لبنان ، ولكن الى الخارج ليس كثيرا لكن ان كان هناك ضرورة فلا مانع عندي ...وقد شاركت بمؤتمرات طلابية وشبابية واخرى تتعلق بحقوق الانسان وغير ذلك...وحرمت من المشاركة ببعض المؤتمرات ان كان بالبرتغال او الجزائر او المغرب او حتى ابسالم في النروج رغم حصولي على الفيزا من اجل السفر ولكن كانت المشكلة بالتذكرة التكلفة التي كانت مرتفعة ولا استطيع تغطيتها شخصيا...ولا مجال لتغطيتها من قبل مؤسسات او دوائر فلسطينية معنية ، ولكن المؤتمرات التي حضرتها كنت ، وبفضل الله ، اتحدث باسم الطلاب او الشباب او عن اللاجئين....حتى لو لم يتم تغطيتي ماليا من المعنيين...لكن المؤسسات المانحة لم تقصر بهذا المجال ...في بعض المشاركا ...حتى ان الرئيس ابو عمار رحمه الله توجه الي مرتين بالتنويه بسبب عملي مع زملاء لي على قضايا طلابية و اجتماعية خدماتية، اضافة الى التكريمات الاخرى من قبل مؤسسات تتبع للمنظمة وللمجتمع المدني ايضا.
لاحظت من خلال متابعاتي لكتاباتك انك كتبت تحت عدة مسميات او عناوين رمزية...مثل نهفات وطن ...منارات ...بالعامية...بالمشبرح...كي لا يكون اعلامنا اخرسا....واخيرا رأينا وقرأنا"رضوانيات " لكن لم تكتب تحت اسم مستعار، هل من هدف لذلك او تقصد ان لا تختبيء تحت مسميات وهمية؟ ام ان هناك اسباب اخرى..؟؟؟؟
الحقيقة كتبت تحت عدة عناوين...وكانت كتاباتي باغلبها نقدية ساخرة ...لكن لم اقصد الاختباء وراء اي اسم وهمي...لاني لا اقصد التجريح بكتاباتي...لكن المقصود كان انتقاد الواقعين الفلسطيني والعربي...بطريقة أدبية راقية ..ويكون الهدف التوعية والإصلاح والتصويب..وكانت كتابات اخرى تربوية اجتماعية هادفة. أما المواضيع الاعلامية عموما فلان الاعلام الفلسطيني برمته مقصرا تجاه قضيتنا المركزية ...فلسطين..... وخصوصا ان كثيرا من القيمين على وسائل الاعلام الفلسطيني ليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالاعلام ، ولا بتخصص اعلامي ، ولا بخبرة او مهارة اعلامية.. ، بل ياتون وفق المحسوبيات ووفق مصالح تنظيمية او حزبية ضيقة...لها اهداف حزبية او شخصية ، واحدهم عاتبني بسبب احدى المقالات قائلا لي...خفف قليلا من نقدك للاعلام الفلسطيني ، فمن يتسلم وسائل الاعلام فليتسلم.....حتى ان ارسل لي معاتبة غير مباشرة مع صديق لي بان اخفف او اتوقف عن الكتابة عن الاونروا، توقفت قليلا ومن ثم استمريت لاني اكتب بقناعاتي وبالدفاع عن مصالح شعبنا ، دون مواربة ولا تجريح .
لماذا تشن هجومات قاسية ، ان صح التعبير ، على الاونروا وخصوصا دوائر التوظيف وما شابه؟؟؟
لا ليست هجومات بل هي حقائق فملفات الفساد بالاونروا واسعة النطاق ومتشعبة...ولا حسيب ولا رقيب...يتاجرون بشعبنا و بتمويلات تأتي لدوائر الاونروا وتبيض ذهبا باسم اللاجئين الفلسطينيين ...وكتبت كثيرا عن الاونروا وبتجربتي الشخصية......ولم اتجن(ى) عليهم ولا بحرف...وكان يجب محاسبة القيمين على طغمة الفساد بالتوظيف ، لكن الفساد بالاونروا من فوق لتحت.....
لاحظت انا بكتابتك انها متنوعة.ما بين نثر ودراسات وابحاث وشعر...وكأنها موهبة متنقلة ومتصاعدة...فما تعليقك؟؟؟
عملت خمسة كتب دراسات عن فلسطين والمجازر واللاجئين ومن بينهم كتابين عن القدس ، واشرفت على انشاء مجلة طلابية واخرى تتبع لمؤسسة غير حكومية ، كما كتبت عشرات المقالات بعدة مجالات، ونظمت فوق ال٣٠٠ قصيدة ما بين وطني ووجداني...موزون وعامودي...وقليلا من الغزل.... وقد تكفلت منظمة التحرير الفلسطينية مشكورة بطباعة الكتب الخمسة وتم توزيعهم مجانا...اما الدراسات فقد تم نشرها بصحف ومجلات فلسطينية وعربية، ورقية والكترونية....وكثيرا من الدارسين والباحثين استندوا على كتاباتي من اجل انجاز رسائلهم الجامعية ، وافتخر بهذا، بل ويسعدني كثيرا ان جامعات بدول عربية تحتوي مكتباتها على نسخ من كتبي وابحاثي ، ولا ابالغ حين اقول ان احدى الطالبات الجامعيات في لبنان استندت في غالبية رسالة الجدارة على كتاباتي ، هذا ما قالته لي حين تفاجأت هي بالتعرف علي في احدى لقاءات العمل ، ان الاستاذ المناقش قال لها ممازحا (ما زال كل شي مرجعك الكاتب رضوان عبد الله ، ولا نعترض على ذلك، كان عملتي الرسالة باسمه....)
هل من كلمة يوجهها الزميل د. رضوان عبد الله؟؟؟
كلمة شكر لك ولتعبك معي عالهاتف...وتحية لاهلنا الصامدين الصابرين بالقدس الشريف وفي كل ارجاء فلسطين، وان شاء الله حين تسمح الظروف ساكمل خطتي بطباعة بقية الكتب ان شاء الله ، وكما وعدت نفسي والآخرين بالاستمرار بالمسيرة الثقافية ولنا قدوة كل مثقفي شعبنا من ادباء وكتاب وشعراء وباحثين كبار لهم تاريخهم النضالي واغنوا المكتبات الفلسطينية والعربية و الدولية بانتاجهم وبمخزونهم الادبي والفكري ...اما الجاهلون والمتسلقون والانتهازيون فسيرميهم التاريخ في مزابله اللعينة ، وان موعدنا الصبح.....اليس الصبح بقريب....؟؟!!!
الشكر لزميلنا وصديقنا الاخ العزيز الاعلامي د.رضوان عبد الله...ونتمنى أن تكون لقاءاتنا قريبا بالقدس الشريف عاصمة فلسطين الابدية ، تاريخيا ودينيا وعربيا، خالدة محررة باذن الله