- ✍️ميسرة بحر
صمود أسطوري تسطره المقاومة الباسلة في جنين القسام؛ فبعد ما يزيد عن عشرين عاماَ على العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال عام 2002 على المخيم مستخدمة كل أسلحة الفتك والقتل في محاولة بائسة للقضاء على المقاومة المشروعة في المخيم، ينتفض المخيم اليوم من جديد وتعيد المقاومة تشكيل خلاياها العسكرية فيه، ويعود المخيم لصدارة مشهد المقاومة في ضفة العياش، حتى أصبح العدو عاجزاً عن مواجهة المقاومة في المخيم بالوسائل التقليدية التي من المعتاد استخدامها في الضفة الغربية بعد أن طورت المقاومة من وسائلها وخاصة استخدام العبوات الناسفة التي جندلت بها قوات العدو المقتحمة للمخيم يوم 19/6/2023م، مما اضطرها لاستخدام سلاح الجو في الهجوم على المقاومين في جنين لتثبت فشل الصهاينة وعجزهم.
استمر التخبط الصهيوني من الضربة التي وجهت لآلياته العسكرية، ومن عجزه على مواجهة تطور المقاومة؛ حتى أعلن يوم 3/7/2023م، عن عملية عسكرية في جنين القسام ودفع بأكثر من 1000 جندي صهيوني، وما يزيد عن 65 آلية عسكرية، مدعومة بسلاح الجو الذي شن سلسلة من الغارات الغاشمة.
📌تأتي هذه العملية في ظل أزمات داخلية يعيشها الكيان أهمها أزمة التعديلات القضائية وما يتبعها من احتجاجات مستمرة من قبل المعارضة، بالإضافة للنزاع بين "الدولة العميقة" "العلمانيين" وبين الحكومة الصهيونية "الدينيين" على هوية وشكل الدولة، تتزامن هذه الأزمات الجوهرية مع تصدر وصعود المتطرفين الصهاينة الذي يحملون الفكر الخلاصي، ويسعون لحسم الصراع، ومحو الفلسطينيين عن الوجود، مما يحفز رئيس الحكومة "نتنياهو" على الهروب من أزماته الداخلية نحو تصعيد الاعتداءات على الفلسطينيين.
📌في المقابل تتصاعد المقاومة وتطور من وسائلها وأساليبها؛ حيث وجهت اللكمات للعدو التي قضمت من قوة ردعه، وأضعفت من هيبته وصورته في ظل أزماته الداخلية التي يعيشها، مما دفعه للبحث عن أي عمل يرمم له قوة ردعه، ولكن أنّى له ذلك.
📌وأما بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي تتم العملية العسكرية الصهيونية على الأراضي التي تقع تحت سيطرتها؛ فإنها تظهر حالة من العجز في القيام بدورها الوظيفي بحماية أمن العدو حاصة في مناطق شمال الضفة الغربية، وذلك نتيجة لفشلها في تصدير رؤية فلسطينية للتعامل مع العدوان الصهيوني بالإضافة لفشلها الذريع في كل مشاريعها السياسية، وعدم جنيها أي ثمار وطنية للمفاوضات التي تبنتها منذ عشرات السنين.
بالإضافة لمواجهتها مجموعة من الأزمات الداخلية والخارجية من أهمها تركيز كل الصلاحيات بيد رئيس السلطة ورئيس المنظمة ورئيس حركة فتح محمود عباس، وعدم وجود أي بديل مقنع عنه في ظل الحديث عن مرحلة (ما بعد عباس).
من خلال قراءة المشهد يمكن التركيز على مجموعة من الدلالات للعملية العسكرية التي تنفذها قوات العدو الصهيوني كما يلي/
أولا: إن تنفيذ العدو لهذه العملية العسكرية وضخ كل هذه القوات وتسخير كل هذه المقدرات العسكرية يعبر عن فشله الذريع في القضاء على المقاومة وكبح جماح تطورها.
ثانيا: تنامي حالة الرعب لدى العدو من تصاعد وتطور المقاومة في الضفة الغربية وتحول جنين إلى حاضنة للمقاومة وبؤرة انطلاق للعمل المقاوم لباقي مدن الضفة الغربية.
ثالثا: فشل السلطة وعجزها عن القيام بدورها الوظيفي بقمع المقاومة ومنعها من التطور.
رابعاً: يسعى العدو من خلال قوة النار التي يستخدمها في الضفة الغربية إلى ترميم صورة ردعه المتآكلة، ويسعى لإشغال الرأي العام الإسرائيلي عن الأزمات الداخلية نحو القضايا الأمنية.
في الختام/
🟢ستبقى المقاومة الفلسطينية حاضرة ما دام هذا المحتل جاثماً على أرضنا ولن تستطيع أي قوة في الأرض ثني هذا الشعب عن تمسكه بثوابته وحقوقه الوطنية.
🟢 نسأل الله أن يربط على قلوب المقاومين وان يقوي شوكة المقاومة في جنين البطولة وان يكتب لهم النصر على العدو إن شاء الله
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت