تبرئة ضابط إسرائيلي من تهمة قتل فلسطيني أعزل مُصاب بالتوحد

والدة الشهيد إياد الحلاق.jpg

والدة إياد الحلاق لشبكة" CNN":"سأقاتل حتى في قبري من أجل العدالة لابني"

برأت محكمة في القدس المحتلة،، ضابطا في الشرطة الإسرائيلية من تهمة "القتل غير العمد" في حادث إطلاق النار المميت على الفلسطيني الأعزل، إياد الحلاق.

وتم اتهام الضابط الذي لم يُذكر اسمه بإطلاق النار المميت على إياد الحلاق الذي وقع في 30 مايو/ أيار 2020 في البلدة القديمة بالقدس، وفقا لوثائق محكمة منطقة القدس حسب ما ذكر موقع شبكة "CNN" بالعربية.

ومنحت المحكمة المتهم حق عدم ذكر اسمه بناء على طلب من "شرطة حرس الحدود" الإسرائيلية، بحسب خالد زبارقة، أحد محامي عائلة الحلاق.

وقررت المحكمة أن الضابط تصرف فيما يعتقد أنه "دفاع عن النفس"، وقبلت دفاعه بأنه ارتكب "خطأ صريحا" نتيجة "سوء فهم" للوضع في ذلك الوقت، بحسب وثائق المحكمة.

وكان الحلاق مصابا بالتوحد، وعمره العقلي يبلغ ست سنوات، كما قالت عائلة الحلاق لشبكة "CNN" يوم استشهاده، وكان في طريقه إلى مدرسة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة عندما وقع الحادث المميت.

وقال زبارقة إن الحلاق لديه وثيقة "احتياجات خاصة" صادرة عن التأمين الوطني الإسرائيلي، وهي هيئة حكومية.

وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية في يوم استشهاد الحلاق أن "وحدات الشرطة في دورية رصدت مشتبها به ومعه جسم مشبوه يشبه المسدس. وطالبوه بالتوقف وبدأوا في مطاردته سيرا على الأقدام، وأثناء المطاردة، فتح الضباط النار على المشتبه به وتم تحييده".

وطبقا لوثائق المحكمة، قال الضابط للمحققين إنه بعدما أطلق النار على الحلاق مرة، صرخ عليه بالعبرية بألا يتحرك. وقالت والدة الضحية، رنا الحلاق، لشبكة "CNN" إن ابنها لا يفهم أو يتكلم اللغة العبرية.

وأكد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية في وقت لاحق لشبكة "CNN"، أن الضباط الذين فتشوا جثة الحلاق لم يعثروا على سلاح بحوزته.

وقالت القاضية التي أصدرت الحكم، تشانا ميريام لومب، إنها تصدق ضابط الشرطة الذي قال إنه يعتقد أنه يواجه "إرهابيا مسلحا"، ولم تدرك أن الحلاق "رجل بريء من ذوي الاحتياجات الخاصة"، وفقا لمحضر المحكمة.

وتمت قراءة الحكم بحضور والدي الحلاق وعائلته ومحاميهم.

ووصفت رنا الحلاق (60 عاما)، الحكم في تصريحات لشبكة "CNN"، بأنه "ظالم وغير عادل"، مضيفة أنها "غضبت وفزعت" من القرار.

ونُقل عن إيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، قوله في بيان أصدره حزبه "القوة اليهودية": "أرحب بالبراءة". وتابع البيان: "مقاتلينا الأبطال الذين خرجوا للدفاع عنا وعن دولة إسرائيل بأكملها، سيحصلون على دعم كامل مني ومن الحكومة الإسرائيلية".

وسيعود الضابط إلى الخدمة الفعلية، ويشارك في "دورة القائد"، وفقا لبيان "حرس الحدود" يوم الخميس.

في المقابل، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية "بشدة" بالبراءة في بيان، الخميس، واصفة الحكم بأنه "دليل على تواطؤ النظام القضائي الإسرائيلي مع الاحتلال".

وقال محامي الأسرة زبارقة لشبكة "CNN" إن "الحكم سياسي"، زاعما أنه يظهر تأثير الحكومة الإسرائيلية الحالية على حكم المحكمة. وأضاف أنها "عملية قتل ثانية لإياد الحلاق واستخفاف بالدم الفلسطيني، هذا الحكم يعطي الشرعية لقتل الفلسطينيين على يد إسرائيل".

وقالت الأم إن عائلة الحلاق وممثليهم القانونيين يعتزمون استئناف الحكم، وصولا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، إذا لزم الأمر.

وأضافت والدة الحلاق لشبكة" CNN": "لقد كان حياتي"، قائلة إنها مصممة على تحقيق العدالة "لابنها الحبيب". وأردفت: "سأقاتل حتى في قبري من أجل العدالة لابني"، مضيفة: "مهما يتطلب الأمر لتحقيق العدالة، سأقاتل من أجلها".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - CNN