أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، كتابا نقديا للمفكر محمد نعيم فرحات، عن تجربة الأديب الشهيد غسان كنفاني بعنوان (كمين غسان): كيف تعقّب النص تاريخه وأدركه.
قدم للكتاب، الناقد والباحث فيصل دراج لأهمية ما جاء فيه عن تجربة غسان الإبداعية، والدراسة التي نقب من خلالها الباحث فرحات في طبقات النص وسياقاته.
يقول دراج في مقدمته: "سبب آخر يُحرّضُ على قراءة هذه الدراسات، ماثل في احتفائها بالذاكرة الوطنية الثقافية، التي توحّد بين زمن مغترب مضى، لا يزال يعزّز نفسَه باستمراره، ومستقبل منشود يظلّ قيد الإمكان بالقوة مهما كان الطريق إليه شاقا، فلا وجود لأدب فلسطيني يقرأ لذاته، فقد منع عنا اغترابنا هذا الترف، ولا معنى لقراءة فلسطينية تتوسّل "لذّة النص"، بلغة مستريحة.
جاءت قراءة محمد فرحات وتعقُّبه اليقظ لخطاب غسّان كنفاني مهجوسة بفلسطين وبأسئلتها الكبرى، وأضمرت القراءة أيضا الأفق الفسيح لتأمّل النشيد عند محمود درويش، ووضوح الوعي الصّارم عند إدوارد سعيد، ومساهمات أخرى لفلسطينيّين كُثر ترامت في آفاق متعددة".
بدوره، قال الأمين العام للاتحاد الشاعر مراد السوداني في كلمة الغلاف عن الكتاب: "(كمين غسان) كيف تعقب النصُ تاريخه وأدركه، دراسة نقدية فارقة لناقد ومفكر حصيف امتلك أدواته النقدية مدا ومددا وصولا إلى نبالة المعنى وشرف القول في زمن التلطي، والمواربة، والمداجاة".
وأضاف أن الكتاب توغل في عوالم النساج الجمالي غسان كنفاني، وتناوب بين الاستكناه، والاستشراف لسياقاته الروائية والقصصية، في مقاربة نظرية، ومنهجية إلى علم اجتماع الثقافة، وهو ميدان احترافه النبيه والمنتبه محمد نعيم فرحات.
الكتاب الصادر عن الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين عام 2023 جاء تزامنا مع إصداره عن دار عائدون للنشر في عمان- الأردن، والغلاف صورة غسان كنفاني حفر الفنان وديع خالد، والإخراج الفني للفنانة سناء صباح، وجاء الكتاب على 240 صفحة من القطع المتوسط، بطباعة أنيقة.
والكتاب محكّم من طرف مركز البحث العلمي في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية "كراسك" وهران التابع لوزارة البحث العلمي بوزارة التعليم العالي الجزائرية.