- كتب/ أسامة فلفل
دورة الألعاب الرياضية ال 15 بالجزائر أصبحت وثيقة تاريخية تؤرخ إنجازات الرياضة الفلسطينية بعاصمة الثورة الرياضية العربية، وأصبح هذا التاريخ بداية تقويم جديد للرياضة الفلسطينية بعد الإنجازات العظيمة التي حققها أبطال السباحة الفلسطينية واعتلائهم منصات التتويج في مشهد تاريخي يعيد أمجاد شعب اجترح البطولات بكل ميادين المشاركات عبر مراحل ومحطات التاريخ، وهذه الدورة هي امتداد طبيعي للمشاركة والإنجازات الخالدة لفلسطين بالدورات العربية منذ انطلاقتها في العام 1953م.
المشاعر والأحاسيس لا توصف والأبطال يعانقون المجد وهم يلتفون بعلم الوطن بألوانه الزاهية ويصدح النشيد الوطني الفلسطيني في لحظات مجيدة وخالدة بقلب عاصمة الثورة الرياضية العربية، حيث صورة المشهد عززت فينا الأمل بمواصلة منتخباتنا المشاركة بدورة الألعاب الرياضية ال 15 بالجزائر على إضافة المزيد من الإنجازات، وعكس حالة التطور والازدهار التي تعيشها الرياضة الفلسطينية رغم حجم وطبيعة الاستهداف الممنهج لكل مكوناتها وعناصرها وأفرادها من قبل الاحتلال.
اليوم وبهذا الإنجاز المبهر العظيم الذي حققته البطلة فاليري ترزي وحصولها على ميداليتين ذهبيتين، وفضيتين وميدالية برونزية، وما حققه البطل الهمام يزن البواب وحصوله على مداليتين ذهبيتين في السباحة، يكشف الرياضيون الفلسطينيون للعالم دروب الإنجازات التاريخية، ويثبتون بالنتائج المبهرة هوية الوطن والرياضة الفلسطينية في محطة تاريخية واستثنائية.
هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتاج جهد كبير وعمل متواصل دؤوب، ومتابعة حثيثة، ورؤية سديدة وأفق واسع، عمق وطني للاتحاد الفلسطيني للسباحة برئاسة فواز زلوم وأعضاء مجلس الإدارة الذين برعوا في الاعداد والتخطيط الجيد للمشاركة.
إن فلسفة الاستقطاب والتوظيف الأمثل والدمج لأبطالنا في الشتات الفلسطيني بالمنتخبات والبعثات والوفود الرياضية بالاستحقاقات الإقليمية والدولية للاتحاد الفلسطيني للسباحة حققت رؤية فلسطين في عمقها وبعدها الاستراتيجي لوحدة الوطن والجغرافيا الفلسطينية.
للتاريخ لقد دأبت القيادة الرياضية على منح المرأة مساحة وفرصة في تأكيد حضورها، والانصهار في بوتقة الإبداعات الرياضية التنافسية لصناعة منتج وطني رياضي بنكهة فلسطينية عربية أصيلة، تعبر عن حالة الرقي والتطور التي يعيشها الوطن ومنظومته الرياضية، واليوم البطلة فاليري ترزي صاحبة الذهب والفضة والبرونز تذكرنا بماجدات فلسطين اللواتي حملنا وامتشقنا البندقية جنبا لجنب مع العمل الوطني والرياضي عبر كل محطات النضال والعطاء.
ختاما ..
إن تبوأ فلسطين مكانة محترمة على جدول ترتيب الميداليات بدورة الألعاب الرياضية بالجزائر يعطي إشارة للجفن الرياضي العالمي والإنساني على عظمة وقوة إرادة أبطال الرياضة الفلسطينية في صناعة وكتابة الإنجازات وبعلامة فلسطينية مسجلة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت