قالت مصادر دبلوماسية إن محاولة إسرائيل الانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرات الأمريكية مرهونة بتجربة مدتها شهر تبدأ يوم الخميس، تسمح خلالها السلطات الإسرائيلية بحرية سفر الأمريكيين من أصل فلسطيني المقيمين في الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وتسعى إسرائيل منذ فترة طويلة إلى الانضمام لبرنامج الإعفاء من التأشيرات، الذي يعني عدم حاجة مواطنيها للحصول على تأشيرة قبل السفر إلى الولايات المتحدة. لكن القيود على دخول الأمريكيين من أصل فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل تعرقل هذه المساعي.
وقال مسؤول إسرائيلي إن سفير إسرائيل لدى واشنطن، مايك هرتسوج، سيوقع مذكرة تفاهم مع وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في واشنطن يوم الأربعاء، والتي تحدد شروط انضمام إسرائيل المحتمل لبرنامج الإعفاء من التأشيرات.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه بتوقيع مذكرة التفاهم تبدأ فترة مراجعة تستمر من أربعة إلى ستة أسابيع، وبعد ذلك ستقرر الولايات المتحدة ما إذا كانت إسرائيل مؤهلة للانضمام إلى البرنامج.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن ذلك مسبقا، قالت مصادر دبلوماسية إسرائيلية وأمريكية إن التجربة ستبدأ يوم الخميس. وأضافت المصادر أنه إذا سارت التجربة على ما يرام، فسيستفيد المواطنون الإسرائيليون من برنامج الإعفاء من التأشيرة اعتبارا من أكتوبر تشرين الأول.
وأشارت المصادر إلى أن وفدا من وزارتي الخارجية والأمن الداخلي الأمريكيتين سيتولى مراقبة العمليات خلال التجربة، إذ يقوم بزيارات إلى مطار بن جوريون بالقرب من تل أبيب والمعابر بين الضفة الغربية وإسرائيل، على أن يتم تقديم النتائج في موعد أقصاه 30 سبتمبر أيلول.
وتحدثت ثمانية مصادر لرويترز عن البرنامج التجريبي شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية المسألة. وقال اثنان من المصادر إن التجربة ستستمر لمدة شهر.
وردا على سؤال حول خطط زيارات الوفد الأمريكي، قال متحدث باسم السفارة الأمريكية "هذه التفاصيل لم يتم الانتهاء منها بعد".
وأحال المتحدث أسئلة أخرى إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية، التي أحالتها بدورها إلى مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رفض بدوره التعليق.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الشهر الماضي إن التجربة، التي وصفها بأنها برنامج "تجريبي"، ستبدأ في منتصف يوليو تموز. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.
وقالت المصادر إنه في إطار التجربة سيتمكن الأمريكيون من أصل فلسطيني المقيمون في الضفة الغربية من السفر من وإلى مطار بن جوريون. وحتى الآن يضطر هؤلاء عموما للسفر جوا عبر الأردن ثم العبور إلى الضفة الغربية عن طريق البر، وعادة ما يواجهون قيودا إذا أرادوا دخول إسرائيل بعد ذلك.
وقالت المصادر إنهم سيتمكنون أيضا من بدء استخدام نماذج إسرائيلية جديدة عبر الإنترنت لتقديم طلبات دخول إسرائيل من معابر في الضفة الغربية كسائحين أمريكيين.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي من أقرب حلفاء واشنطن، بسبب السياسات التي تتبعها حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة مع الفلسطينيين وكذلك خطة التعديلات القضائية التي يعتبرها المنتقدون مناهضة للديمقراطية.
وقال مصدر مطلع إن مسألة برنامج الإعفاء من التأشيرة أُثيرت عندما استضاف بايدن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في البيت الأبيض يوم الثلاثاء. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أو جنسيته "لقد استعرضا التقدم المحرز، ومن المتوقع أن تكتمل العملية قريبا".
وسيركز المسؤولون الأمريكيون الذين يقيّمون التجربة أيضا على ما إذا كان الأمريكيون من أصل فلسطيني أو غيرهم من الأمريكيين من أصل عربي يتعرضون لتدقيق انتقائي من قِبل أفراد الأمن الإسرائيليين.
وقال أحد المصادر إنه في حين أن إسرائيل ستمنع أي شخص يُعتبر تهديدا أمنيا، فإنها لا تخطط لأن تكون هذه سياسة لتقييد دخول أي أمريكيين مؤيدين لدعوات مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.
وتقدر مؤسسة المعهد العربي الأمريكي عدد الأمريكيين من أصل فلسطيني بنحو 122500 و220 ألفا. وقدر مسؤول أمريكي أن من بين هؤلاء 45 ألفا إلى 60 ألفا يقيمون في الضفة الغربية.
وقدم مسؤول إسرائيلي تقديرات أقل، قائلا إن هناك ما بين 70 ألفا و90 ألف أمريكي من "أصل فلسطيني في أنحاء العالم، وأن 15 ألفا إلى 20 ألفا منهم يقيمون في الضفة الغربية.