في ذكرى ميلاد المفكر الاسير وليد دقه.... تتجدد الامنيات .....

بقلم: حسن قنيطة

وليد دقة #.jpg
  • بقلم الأستاذ حسن قنيطة مدير عام هيئة الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية

18/7/2023
منذ سنوات طوال و الأسير المفكر وليد دقة من باقة الغربية، إحدى مدن المثلث شمال فلسطين المحتل، يسطر في تاريخه النضالي العديد من الضربات الموجعه للاحتلال من داخل السجن والذي وصفه بأنه اسوء اختراع عرفته البشرية لمعاقبة الانسان، صاحب الارادة الفولاذية وليد دقه استطاع ان يألم سجانه مرات ومرات ، تارة عندما نال درجات علمية وتارة ينتج كتابا او رواية ادبية ولا يخلو الامر من كتابات سياسية فكرية ادبية وتاره اخرى يفاجأهم بقرار ارتباطه وعقد قرانه داخل السجن وهي ظاهرة فريدة ولم تكرر. ولم يتوقف بل انجب ايضا ابنته ميلاد عبر النطف المحررة لتكون له بسمه وأمل وفجر جديد نحو حريه يتوقها لاجلها، وكما وصفها والدها بأن نبض قلبها هو من نظم له ضربات قلبه التي تخفق شوقا لاحتضانها والمسح بيده على شعرها.كيف لا، وهو من منحها الحياة ومنحته الأمل.
والأسير المفكر وليد دقة، وعلى الرغم من سنوات السجن الطويلة والمرض الخبيث الذي أنهك جسده مؤخرا ، فإن عقله ظل حرا، وما زال يكتب سر حكاية الآلاف من الأسرى الفلسطينيين الذين عانوا المرض والإهمال الطبي، والجرائم الطبية المتعمدة، وتعرضوا للقتل البطيء. ضمن سياسة ممنهجة من قبل الحكومات الاسرائلية المتتالية واخرها حكومة اليمن المتطرف التي لم تتدخر جهد في انتهاج قوانين جديدة تزيد من معاناة اسرانا الابطال داخل السجون الإسرائيلية.
ومن وسط كل ذلك تخيم اجواء من الصمت المريب عن الممارسات الاسرائيلية المنتهكه لأبسط قواعد حقوق الانسان. يأتي العيد يوم ذكرى ميلاد الاسير وليد دقه وهو محروم من حريته ومن حقه في تلقى العلاج رغم كل المحاولات للمطالبة بالافراج الفوري عنه للسماح له بتلقى العلاج المناسب والفوري نظرا لخطورة وضعه الصحي والمدعم بتقارير من مستشفيات اسرائيلية تؤكد بان هناك خطر حقيقي على حياته.
وبدلا من البهجة والفرحة، تغمر مدينه باقه الغربية وخاصة بيت الاسير وليد مشاعر الحزن نتيجة الاهمال الطبي الذي يعاني منه وليد ورفاقه وما زال هذا الهم متواصل وما زال الاسرى يفقدون اخوة ورفاق لهم نتيجة هذا الاهمال الطبي والذي يوازي سياسة الاعدام وينفذ بشكل بطىء .كل هذا وغيره ينفذ على مرأى ومسمع العالم وما زال الصمت هو سيد الموقف ولا مجتمع دولي ولا مؤسسات اممية تصدر صوت لاسقاط هذا الظلم التاريخي بحق الاسرى الفلسطينين فلا يكاد يخلو يوم من انتهاكات وعربدات احتلالية، أقل ما يقال فيها انها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
مع كل يوم ميلاد جديد تتجدد فيه الصلوات والدعوات الفلسطينية من ذوى الاسرى بانتهاء مآسات ابناءهم وتتجدد تطلعاتهم الى ذلك اليوم الذي يزول فيه الاحتلال ويتحرر ابناءهم من قيود الظلم. ويتحرر معهم العالم والمجتمع الدولي من صمتهم الذي اعطي الشرعية للاحتلال بالديمومة والاستمرارية في ظلمه لابناء الشعب الفلسطيني.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت