المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين بشدة اقتراف قوات الاحتلال جريمتي قتل منفصلتين دون أي مبرر

أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة اقتراف قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمتي قتل منفصلتين دون أي مبرر، أمس الجمعة، راح ضحيتهما مدنيان فلسطينيان، أحدهما طفل، في نابلس ورام الله، في الضفة الغربية، ضمن عمليات الإعدام الميداني التي تقترفها تلك القوات في الأرض الفلسطينية المحتلة، بقرار من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل.

ووفق المعلومات التي توفرت لطاقم المركز حول مقتل مواطن في نابلس، ففي حوالي الساعة 10:50 مساء يوم الجمعة الموافق 21/7/2023، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية سبسطية، شمال غرب نابلس، وتمركزت على مدخل البلدة. أطلق أفراد القوة وابلاً من الأعيرة النارية دون أي مبرر تجاه مركبة من نوع بولو يستقلها المواطنان فوزي هاني مخالفة، 19 عامًا، وصديقه محمد عمر مخيمر، 19 عامًا. أسفر ذلك عن مقتل سائق المركبة، وهو فوزي مخالفة، بعد إصابته بعدة أعيرة نارية في أنحاء الجسم، إحداها في رأسه، ونقل جثة هامدة إلى مستشفى رفيديا في نابلس، وإصابة صديقه قبل أن تعتقله قوات الاحتلال، ولم تتضح طبيعة إصابته.

 
وأفاد شاهد عيان لباحثة المركز بما يلي:
أطلق جنود الاحتلال الذين كانوا يتمركزون على مدخل بلدة سبسطية وابلاً من الأعيرة النارية تجاه مركبة لدى مرورها من المكان، ثم واصلت المركبة مسيرها، وكان من الواضح أن سائقها فقد السيطرة عليها، حيث استمرت بالتحرك حتى ارتطمت بجدار. اقترب الجنود من المركبة، وأطلقوا المزيد من الأعيرة النارية تجاهها، ومنعوا طواقم الإسعاف من الاقتراب منها. ولاحقًا انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة بعد أن اعتقلت شخصًا من داخل المركبة وهو جريح، في حين نقلت طواقم الإسعاف الشخص الآخر وهو الذي كان يقود المركبة عبارة عن جثة هامدة.

 ووفق المعلومات التي جمعتها باحثة المركز حول مقتل طفل في رام الله، ففي حوالي الساعة 1:00  عقب صلاة يوم الجمعة المذكور أعلاه، انطلقت مسيرة سلمية من أمام مجلس قروي أم صفا، شمال غربي مدينة رام الله، تنديدًا بإقامة بؤرة رعوية استيطانية في أراضي المواطنين، المحاذية للشارع الرئيسي بالقرب من مستوطنة "عطيرت" المقامة على أراضي القرية. رفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد الاحتلال ومستوطنيه. وفور تجمهر المشاركين على الشارع وسط البلدة قرب المجلس، وجدوا عدداً كبيراً من قوات الاحتلال بانتظارهم. على الفور قمعت تلك القوات التظاهرة وأطلقت وابلا ًكثيفاً من قنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم. واندلعت مواجهات في المنطقة أطلق خلالها الجنود الأعيرة النارية والمعدنية تجاه المواطنين، أصيب خلالها الطفل محمد فؤاد عطا البايض، 17 عامًا، بعيار ناري في رأسه، جراء تعرضه لإطلاق نار مباشر من جنود الاحتلال من مسافة 20 مترًا.  وعندما حاول مواطن آخر سحبه، أطلق الجنود النار تجاهه وأصابوه هو الآخر بعيارين ناريين ووصفت حالته بأنها خطيرة.

وأفاد شاهد عيان لباحثة المركز بما يلي:
في حوالي الساعة3:30 مساءً، وخلال المواجهات في قرية أم صفا، أطلق أحد الجنود النار تجاه أحد المتظاهرين من مسافة 20 متراً فقط وأصابه بعيار ناري في رأسه. لحظتها حاول أحد المواطنين سحبه إلى منطقة آمنة إلاّ أن أحد الجنود أطلق عليه عياريين ناريين، الأول أصابه في يده والثاني في صدره، ووقع الاثنان أرضا، ومن ثم تمكن المواطنون من نقلهما إلى مستشفى الاستشاري في ضاحية الريحان داخل مدينة رام الله، وهناك ادخل المصابان إلى قسم العناية المكثفة، وأعلن الأطباء عن مقتل أحدهما في حوالي الساعة 4:49  مساء اليوم نفسه وهو المصاب الأول الطفل محمد فؤاد عطا البايض، 17 عامًا، متأثرا بإصابته، وبقى المصاب الثاني، 28عاما، يعاني من جروح خطيرة.

  المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حذر من تصاعد سياسة القتل دون أي مبرر التي تقترفها قوات الاحتلال في الضفة الغربية ويكرر دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني.

وجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله