مباحثات المصالحة في القاهرة بين النجاح والفشل

بقلم: معتز خليل

لقاء وطني بغزة يدعو لإنجاح اجتماع القاهرة المرتقب
  • معتز خليل

يوم الثلاثاء الماضي رصدت بعض من الصحف والمواقع الفلسطينية صورة لإقدام عناصر مسلحة تابعة لحركة حماس بمهاجمة شاب من داخل حركة الجهاد داخل أحد مساجد مدينة رفح ، وهو ما عرف باسم حادثة "جامع العودة".
وتصاعدت حدة المواجهات بين الفريقين الجهاد وحماس في رفح مع دخول أطراف العائلات في القضية، الأمر الذي عكس وبوضوح ما يمكن وصفه بعمق لشعور كراهية متبادل ومخزون بين الجهاد الإسلامي وحركة حماس .
ما الذي يجري؟
الحاصل فإن دقه وحساسية ما حصل في حادثة "جامع العودة" يعود إلى بعض من العوامل ، على رأسها :
1-    التوقيت خاصة وأنه يأتي بعد أيام من الاتفاق على عقد لقاء سياسي للفصائل في القاهرة.
2-    التصعيد يأتي عقب انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين ، الأمر الذي يؤكد وجود مشاحنات بين حماس والجهاد تحديدا بسبب اتهامات وجهت إلى حركة حماس بغيابها  الكامل عن التصدي للقوات الإسرائيلية عند اقتحامها للمخيم ، باستثناء بعض من عناصر حركة حماس الفردية .
3-    الخلاف المشتعل على أثر ما حصل في حادثة "جامع العودة" يأتي عقب بعض من التغيرات الدولية والإقليمية ومنها مثلا مصالحة إيرانية مع السعودية ، فضلا عن تعمق العلاقات بين الفصيلين حماس والجهاد مع إيران .  
ويشير تقدير موقف وضعته إدارة فلسطين في واحدة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن الرئيس عباس وعقب اطلاعه الجدي على ما جرى في محيط منطقة "جامع العودة"  يدرس اقتراح تأجيل موعد الاجتماع لحين تهدئة الأمور ، غير أنه يتوجس من رد فعل القاهرة تحديدا حيال ذلك.
اللافت إن التقدير أشار إلى آن التوقعات من هذا اللقاء المرتقب ليست بالمتفائلة في ظل الأزمات المتواصلة التي تعيشها الحالة السياسية الفلسطينية.
التقدير الإسرائيلي وفي الجزء الثاني منه أشار إلى دقة وخطورة الموقف حاليا إزاء قضية جوهرية تتمثل في الاعتقال السياسي الذي قامت به السلطة الفلسطينية بحق بعض من النشطاء السياسيين ، وهو ما دفع ببعض من قيادات الجهاد وفي اجتماعات مغلقة رصدها هذا الجهاز الإسرائيلي للحديث الصريح عن التهديد بعدم المشاركة في اجتماعات المصالحة بالقاهرة إلا عقب إفراج السلطة الفلسطينية عن بعض من النشطاء السياسيين ، وقد أرسلت إسرائيل هذه المعلومة للمخابرات الفلسطينية منذ عدة أيام.   
وينتهي التقدير الإسرائيلي بالحديث عن وجود ما يمكن وصفه بالبطء في مسار العلاقات الإيرانية المصرية ، وهو ما دفع بجهات في إيران غير متحمسة لعقد هذا اللقاء لطرح هذه الملفات الآن من اعتقال السلطة لبعض من النشطاء في الفصائل ، وعدم مشاركة حماس سياسيا في العمليات العسكرية ضد إسرائيل في جنين من أجل نسف هذه المباحثات وإرسال رساله لمصر وتحديدا جهاز المخابرات بها من أن نجاح أي مباحثات فلسطينية سيكون أكيدا بل وحتميا عند التعاون المصري مع إيران.   

تقدير استراتيجي
من الواضح إن كافة أسباب استمرار الأزمة الداخلية في فلسطين موجود ، وهو ما سيقف بالتأكيد كعامل يمنع حصول أي تقدم سياسي على أي صعيد بالساحة الفلسطينية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت