نريد النجاح لاجتماع الفصائل وملتزمون بتحقيق مخرجاته وندعمه بقوة
- ثورة يوليو جسدت التلاحم بين قوى الثورة والشعب وكانت بداية نهضة كبيرة لمصر
- السفير المصري: لم ولن نتوقف عن بذل المساعي الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية
قال رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية: "نحن ومصر على وفاق في القضايا الاستراتيجية المهمة، والمتمثلة في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، وأن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وأن الوحدة الوطنية الفلسطينية طريق إنهاء الانقسام".
جاء ذلك خلال مشاركته في الاحتفال بالذكرى 71 لثورة يوليو المجيدة، بتنظيمٍ من سفارة جمهورية مصر العربية في فلسطين، بحضور السفير إيهاب سليمان وطاقم السفارة، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، ووزراء ومحافظين وشخصيات دينية وأمنية واعتبارية، وممثلين عن المؤسسات المجتمعية والأهلية والقطاع الخاص، وأعضاء السلك الدبلوماسي في فلسطين.
وقال رئيس الوزراء: "باسم شعبنا الفلسطيني والسيد الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية الحاضرة هنا، أتقدم بأصدق التهاني والتبريكات إلى شعب مصر الشقيق والقيادة المصرية، بقيادة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ودولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لثورة يوليو المجيدة".
وأكد أن "هذه الثورة أرادت لشعب مصر الحرية، وجسدت التلاحم بين قوى الثورة والشعب، وحملت معاني عظيمة للكرامة والاستقلال، وكانت بداية نهضةٍ كبيرةٍ لمصر، تجلت فيها عزيمة الشعب المصري وقدرته على تحقيق التغيير والتحرير، والأمل باستقلال القرار العربي وإظهار حقيقة قوة شعوبنا العربية، وألهمت حركات التحرر بما قدمته من نموذجٍ للعدالة والقيم الإنسانية، وهناك انتعش الفن والأدب، والمسرح والشعر، وتجسدت الروح الوطنية العالية في مصر".
وأضاف اشتية: "من فلسطين، نتوجه إلى روح الزعيم العربي جمال عبد الناصر صاحب الهيبة والكريزما، الذي أشعل ثورة 23 يوليو، بالتحية والتقدير، ولكل من كان معه وتلاه في قيادة مصر"، مؤكداً أن "عبد الناصر مثّل رمزاً للكرامة الوطنية والفخر القومي، وكان داعماً لقضية فلسطين، حيث شهدت فترةُ حكمِهِ انطلاقَ منظمة التحرير الفلسطينية، وحركتنا العظيمة حركة فتح".
وحيا رئيس الوزراء "الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤسس الجمهورية الثانية، على النهضة التي تعيشها مصر اليوم على كل المستويات"، مشيراً إلى أن "التراكم الذي أحدثته ثورة يوليو والبناء على مخرجاتها هما ما أوصل مصر إلى ما هي عليه اليوم"، وهنا استحضر كلام الرئيس السيسي (الوطن يعلو ولا يُعلى عليه)".
وقال: "قبل شهرين كنا في زيارة إلى مصر، بضيافة أخي دولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي أوجه له التحية، ورأينا بناء الجمهورية الثانية، مؤسسياً وتنظيمياً وبنى تحتية، في مشهدٍ متكاملٍ يجعل كل مصريٍّ يفتخر بما يتم تحقيقه".
وأضاف رئيس الوزراء: "ما تقدمه مصر لفلسطين كثير، فهي راعية الوحدة الوطنية وداعمةٌ للشرعية وبناء المؤسسات، والتنسيق السياسي بين الرئيسين مستمر، وفي زيارتنا الأخيرة ركزنا على تجسيد قوة وعمق العلاقة بين الشعبين والبلدين من خلال علاقاتٍ تجاريةٍ أقوى، ومأسسة العلاقة مع القطاع الخاص، إضافةً إلى ما تقدمه مصر مشكورةً من منح للطلبة الفلسطينيين، وعلاجٍ للمرضى وإعادة إعمارٍ لقطاع غزة."
وأشار إلى أنه "خلال الزيارة، تم اللقاء مع شيخ الأزهر الشريف الإمام محمد الطيب، الذي نحييه على شجاعته ومواقفه في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وجعله صوت الأزهر عالياً ضد الاعتداءات الإسرائيلية، وكذلك نوجه التحية إلى بابا الإسكندرية بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي نقدر عالياً اهتمامه وحرصه على فلسطين ومقدساتها".
وأضاف: "نتوجه بالتحية أيضاً إلى جيش مصر، الذي أبدع في في صفحات بطولية تاريخية، بدءاً من حصار الفالوجة وعراق المنشية، مروراً بحرب أكتوبر 1973، وصولاً إلى يومنا هذا".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن "ما يحدث في إسرائيل اليوم ليس تبديل حكومة بحكومة، بل نظام بنظام، نظام أكثر إجرامية، فمنذ بداية العام هناك 205 شهداء، و4651 أسيراً يقبعون في زنازين الاحتلال، و162 جثماناً يحتجزها الاحتلال في ثلاجاته، ويحرم عائلاتهم من حقهم في دفن أبنائهم الذين قتلهم الاحتلال، إضافة إلى أكثر من 400 جثمان مدفونة في مقابر الأرقام، إلى جانب العدوان المتواصل على القدس والمسجد الأقصى، وإعادة احتلال الضفة، واجتياحات مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، وغيرها من الأعمال العدوانية التي كان آخرها الحرب على تاريخنا وآثارنا في سبسطية".
وأضاف اشتية: "إن الحكومات الإسرائيلية السابقة كانت تسعى لتدمير حل الدولتين بشكلٍ ممنهج، ولكن الحكومة الحالية تستهدف كل مكونٍ من فلسطين، الإنسان والأرض والمؤسسات، وتعمل لإنهاء مشروعنا الوطني، إلا أننا نواصل العمل بجد من أجل صمود شعبنا وإنهاء الاحتلال، ولتحقيق الوحدة الوطنية".
وتابع: "نُقدِّر دور مصر الكبير في استضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي دعا له سيادة الرئيس محمود عباس، ونتطلع بشكل إيجابي لهذا الاجتماع، الرئيس محمود عباس وإخواني في اللجنة المركزية ومجلس الوزراء نريد لهذا الاجتماع أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحقيق مخرجاته وندعمه بكل قوة".
وقال رئيس الوزراء: " نؤكد لمصر أننا سنعمل كل الممكن لضمان أمنها وأمن فلسطين ورفعتها ورفعة فلسطين، وسيظل فكر التحرير والثورة طريق العدالة حتى إنهاء الاحتلال، وكرامة الإنسان أهم قواسمنا المشتركة مع مصر والعرب والعالم المؤمن بالسلام والعدالة".
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالقول: "نحيي شعب مصر الشجاع وقيادته الحكيمة، تحية لمصر في يوم مصر، في عيدها الوطني، والتحية لشبية مصر، وسيظل الشعب المصري الشقيق قريباً من فلسطين قرب القاهرة للنيل، وقرب غزة من البحر، وقرب القدس من السماء، عاشت مصر، عاشت فلسطين، والنصر للعرب، والسلام للعالم".
بدوره، قال سفير مصر لدى فلسطين إيهاب سليمان: " لقد كانت مصر وستظل ملاصقة للشعب الفلسطيني الشقيق في كافة مراحل القضية، منذ وقبل نكبة 48، وحتى يومنا هذا، فما زلنا نعمل جاهدين من أجل نصرة القضية الفلسطينية، ووقف إراقة دم الشعب الفلسطيني، والعمل على توفير الحماية الدولية له، ورفض أي محاولات من شأنها المساس بالثوابت التي بنيت عليها القضية الفلسطينية العادلة، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف سليمان: "إيماناً منا بأهمية الحفاظ على اللحمة الوطنية لفلسطين، فإن مصر لم ولن تتوقف عن بذل مساعيها الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية المنشودة لإعادة الوحدة بين شطري الدولة الفلسطينية، وفقاً للاتفاقيات التي وقعتها الفصائل الفلسطينية على مدار السنوات الماضية، في القاهرة وغيرها من العواصم، ولعل حرص مصر على استضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة الأسبوع المقبل، والذي دعا إليه فخامة الرئيس محمود عباس، هو أبرز دليل على أن مصر لن تدخر جهداً من أجل السعي لإنجاز ذلك الملف".