- بسام سعيد عرار
القراءة بكل أنواعها الفاعلة ومتطلباتها الهامة وكلماتها الناجعة والناجزة.. تظل فعل نور ومعرفة يشق ظلمات الحياة، زاد ومداد للعقل والروح، توسع المدارك وتحفّز العقول، تستنهض وتخصب المخيلات وتشحذ الهمم، تحث على التفكير والبحث العلمي والابتكار، تتيح تبادل المعرفة والتجارب والآداب.. تساهم في بناء الإنسان وصقل شخصيته، لها الأثر الإيجابي في نشأة الضمير والوعي الجمعي ونضج وارتقاء وديمومة المجتمعات بما يعزز الطاقات والإبداعات، تساهم في فهم التحولات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية العميقة.. كما أنها مدخل ثقافي حضاري، تجوب العوالم الممتدة بين الماضي والحاضر واستشراف المستقبل، تساعد على مواكبة واستيعاب التقدم التكنولوجي والتقنيات والمفهومات الحديثة بما يساهم في اختصار المسافات المكانية والزمانية والتواصل مع الفكر والأدب العالمي واستدعاء التفاعل والحضور الإنساني..
وبالنظر إلى الواقع والتحديات تبرز أهمية العمل على تطوير مواد قرائية بما يلائم الفئات المستهدفة والمراحل العمرية، كذلك تمكين المعلم والطالب من تطوير المهارات المعرفية ومواكبة جميع قدرات الطلبة التفاعلية والتعليمية ومخرجات الأداء الطلابي بأسلوب معاصر وآفاق التغيير الخاصة بالنمط التعليمي، والنظر إلى أهمية الإجراءات والمبادرات التي تهتم بالفئات المهمشة والفقراء والمتسربين من المدارس وذوي الاحتياجات الخاصة وضرورة تسوية أوضاعهم، كذلك الاستفادة من الخبرات والأنشطة العامة التي تعمل على زيادة وعي وقدرات المجتمع بكل مقوماته، مع أهمية الشراكة الراقية والتعاون بين جميع مكونات المجتمع وتقديم كل ما يسهم في التنشئة السليمة وبناء مجتمع الثقافة والمعرفة والعلم..
وانطلاقا من أهمية وضرورة القراءة يتطلب تشجيع المبادرات الفردية والمجتمعية المميزة والهادفة التي تغرس قيم التعلم بحب وشغف والتصالح مع القراءة وجاهيا أو عن بعد، ورقيا أو الكترونيا، في المدرسة والمنزل، في التجمعات ومع الأهل، عند التنقل والإقامة، في مرافق الحياة المختلفة، وفي كل مكان برا وبحرا وفضاء، والاستفادة من كل سانحة بالخصوص، مع العمل على تحويل القراءة إلى سلوك ثقافي وعادة اجتماعية مع الاستمرارية والمواظبة، وتعزيز ثقافة القراءة بكل الإمكانيات والسبل لما لها من أهمية وأثر عظيم ممتد..
ويبقى الكتاب هو الصديق الحقيقي للإنسان، وهو سجل الحضارات وتراكم المعارف والعلوم في مناحي ومجالات الحياة المختلفة، يساهم في البناء والتنمية، يضيف إلى ثقافتنا، من خلاله نستطيع فهم الذات وتنميتها ونتعرف على الآخر وثقافته وتجاربه، يقدم لنا كل ممتع ومفيد، يساعدنا في استيعاب المتغيرات وتجاوز المعيقات، يؤسس للثقافة والحضارة والتقدم وارتياد فضاءات أرقى وأرحب.
بقلمي
بسام سعيد عرار
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت