- بقلم علي بدوان .... عضو اتحاد الكتاب العرب
يُشكّل أهالي بلدة (صفورية) الواقعة في الجليل الفلسطيني، والتابعة لقضاء مدينة الناصرة، كتلة سكانية كبيرة في مخيم اليرموك، من بين لاجئي فلسطين، كذا الحال في لبنان. فــ (صفورية) البلدة الجليلية الفلسطينية، تصول وتجول في مخيم اليرموك، حيث الأعداد الكبيرة من أبنائها وذريتها يعيشون في هذا الموقع الفلسطيني، عاصمة الشتات.
في منتصف اليرموك يقع شارع صفورية العريض، واصلاً بين شارعي حيفا صفد، مروراً بشارع عز الدين القسام، مُتخذاً (لبة) مخيم اليرموك وحاراته القديمة مكاناً له، حيث يعيش على جنباته العدد الأكبر من سكان بلدة صفورية في مخيم اليرموك. وفي موقع مُحدد من حاراته الفرعية تقع مضافة صفورية التي انشأها المرحوم عاطف موعد (أبو محمد) وبقيت حتى الآن دالة من دالات مخيم اليرموك.
يتميز أهالي صفورية بطباع حميدة، أكثرها متوارث من أيام البلاد في فلسطين، وبعضها مكتسب في بيئة وتقليعات المخيم بعد سنوات طويلة من نكبة الوطن الفلسطيني. تلك العادات والطباع التي تتصدرها صفة الطيبة وحب الصداقة والإخلاص لها، والممزوجة باللغة الحوارية المُستقاة من لهجة القرى والبلدات النصراوية بالتركيز على حرف (القاف) كما حال أهالي بلدة لوبية قضاء طبريا. وفوق كل ذلك فهم ملوك (الملوخية) من بين الفلسطينيين.
بلدة صفورية، وهي أكبر بلدات الجليل الفلسطيني من حيث المساحة وعدد السكان، تعرضت عام النكبة لعملية تطهير عرقي على يد العصابات الصهيونية فغادرها نحو (90%) من أبنائها بإتجاه سوريا ليقيموا فيها في أكثر من مكان وخصوصاً مخيم اليرموك، بينما غادرها نحو (50%) الى سورية، ونحو (40%) من أبنائها بإتجاه لبنان، حيث يقيمون في الغازية ومخيم عين الحلوة ومخيم البداوي ومخيم نهر البارد بشكلٍ رئيسي. وتبقى من أبنائها نحو (10%) في فلسطين المحتلة عام 1948 في الناصرة وشفاعمرو، ومن أبرز شخصياتهم في الداخل المناضل الفلسطيني محمد بركه.
يمتاز أهالي صفوربة بعدد من الطرائف، ومنها أن اللكنة بحرف القاف تجمعهم مع اهالي لوبية قضاء طبرية، لكنهم على تنافس دائم مع اللوابنة، من التنافس على المخترة، الى وصفهم اللوابنة دوماً بانهم أصحاب "قُحمة" عالية، وهي الكلمة التي تضيع عندي تفسيراتها، لكنها تفسيرها الشائع بأنهم يحبون "الفشخرة". حتى أنه قبل فترة، صادفني في احد اسواق دمشق الصفوري الصديق جمال عتابا، الذي بادرني على الفور بالقول "ليش ماعمنشوفك صاير قُحمتك عالية متل اللوابنة" ....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت