- د. طلال الشريف
قلناها في مقال مع بداية الحرب حين احتلت روسيا مساحات كبيرة من اوكرانيا بسرعة بأن من احتل الأرض سيكون هو الفائز وخاصة أنه مضى ما يقارب عام ونصف العام على احتلال المناطق الأوكرانية أو التي كانت في حوزة أوكرانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية لا فرق بينهما مادامت الأراضي التي تقول روسيا بتبعيتها وأجرت فيها الاستفتاءات ونجحت أو هي أراضي أوكرانية بالأساس، حيث أصبحت ثلث مساحة اوكرانيا في حوزة الروس ولم تستطع أوكرانيا وحلفاؤها من فعل أي شيء يذكر حتى الآن لإحداث توازن على الأقل في مسيرة الحرب وأن الروس لو أرادوا توسيع العملية لحرب فيستطيع الروس احتلال اوكرانيا كاملة وليس هناك مؤشرات أن من يوقف تقدم الروس هو الجيش الاوكراني أو حلف الناتو لكنها طبيعة الخطة الروسية التي لم تكتمل وتسير كما يريدها بوتين..
النتيجة انتصرت روسيا في الحرب وكل ما يدور بعد تثبيت الاحتلال للأرض من فعل او رد فعل أوكراني مدعوم هو عبارة عن "مقاومة" بالمعنى الحقيقي كما اي أرض تحتل وهنا المقاومة لها حيثيات غير الحرب، أي كحرب الجيوش تفرض شروطها، لأنه وضح تماما أن الجيش الأوكراني فشل من تنحية الروس عن الأرض... وهنا أريد التنويه قبل الشرح بأن احتلال روسيا للأرض الأوكرانية ليس استعمارا كما كان الاستعمار سابقا لإمكانية إجلائه بفعل المقاومة بل هو الروسي يدعي تبعية الأرض والسكان، يعني استيطان وليس استعمار ولذلك مادام الاوكران تحولوا للمقاومة ولا يستطيعون الحرب فعليهم التفاوض بسرعة قبل خراب مالطا ودمار بلدهم دون نتائج.
الآن تذهب طائرة مسيرة للعمق الروسي أو للقرم أو زوارق لتفجر كوبري أو نفق او سد فهذا عمل مقاوم لا يحرر أرض، قد يشغل المحتل نعم، لكنه لن يحرر الأرض، ولنا في هذا الموال كفلسطينيين الخبرة لمدة ثمانية عقود في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني الذي يحتل الأرض الفلسطينية ويغير في جغرافيتها وديموغرافيتها، وبصراحة لا نتائج لإستعادة أراضينا حتى الآن ومن خسائر لخسائر لأن هذا بحاجة لجيوش لإعادة احتلالها أو تحريرها، والعرب عاملين زي حلف الناتو معندوش لا قوة ولا جنود ولا أسلحة ولا قذائف جاهزة للدخول في حرب مع روسيا، باستثناء الخيار النووي، وروسيا منذ بدء العملية في أوكرانيا هددت جديا بالنووي وهذا ردع أي إمكانية لحلف الناتو من الاقتراب للسلاح النووي ...
وعليه سيضيعون الوقت والامكانيات والقتلى في تطويل مدة عدم اعترافهم بالهزيمة لأوكرانيا والناتو وأوروبا أمام روسيا وهذا سيكلفهم الكثير، لان النصر حسمته روسيا وتمتلك الأرض، وعليهم اعلان الهزيمة وفتح طريق المفاوضات لتجنب مزيدا من الخسائر، وطبعا المنتصر في الحرب يفرض شروطه في المفاوضات ، هذا هو قانون الحرب والتاريخ.
أيها الناتو وأوروبا والاوكرانببن وافقوا على شروط المنتصر وليأخذ ما أراد من مناطق لتامين دولة روسيا وليعد ما يريد من الأرض التي احتلها وعلى العالم عدم موافقة انضمام أوكرانيا لا لحلف الناتو ولا للإتحاد الأوروبي وعلى الاوكران أن يفتحوا صفحة جديدة بدون زيلينيسكي ويتحالفوا مع روسيا بعد هذه الهزيمة لتستقر دولتهم وتستقر المنطقة فمصلحتهم مع روسيا وليس مع الناتو والروس لن يقبلوا ببقاء روسيا مهددة من الناتو ومن إلتحق به من دول خاصة بعد انتصارهم في الحرب، وعندما تستطيعون هزيمة روسيا في المستقبل إفرضوا شروطكم واستوطنوا أرض روسيا فليس في الجغرافيا ثوابت بل تتبع قانون القوة ..
هذه هي شروط المنتصر الطبيعية والمتعارف عليها تاريخيا وإلا استمرار الحرب معناه خسائر للعالم كله وستقسم اوكرانيا أو لن تبقى دولة أوكرانيا لأن دول الناتو ستتغير أجنداتها وخاصة بولندا وحتى ألمانيا لأملاك مقسمة سابقة على الحرب العالمية الثانية تماما كما حصل بين روسيا وأوكرانيا الآن ستتغير الاجندات أيضا بمرور وقت أطول لهذه الحرب الخاسرة لاوروبا والناتو، ومن يملك القوة يملك الجغرافيا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت