- كتب / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
الديمقراطية التنظيمية وممارستها تحتاج إلي وعي وثقافة تهدف الي الارتقاء بالعمل التنظيمي نحو اختيار الأفضل وافساح المجال أمام الكفاءات القادرة علي العطاء والتطوير والاعداد لبداية مرحلة جديدة في البناء والارتقاء ، وضخ دماء جديدة في الجسم التنظيمي لمن هم علي قدر المسئولية وانصافهم باختيارهم لتأدية دور ريادي بالتقدم وفق برامج ورؤية وخطط لاستنهاض التنظيم ،
والديمقراطية التنظيمية تشكل رسالة لمن ظنوا أن المراتب والتكاليف والمسميات القيادية بالتنظيم طابو وملك خاص لهم وحكراً عليهم بأن هذا المكان ليس ثابت وان الديمقراطية سلاح لمعاقبة من فشلوا وأخفقوا بالعمل واستكبروا ولم يلتفتوا للنصائح واستبدلوا الميدان بالمكاتب وتوهموا أن المسمى القيادي بالتنظيم وزارة وإمارة وبريستيج وتشريف وليس تكليف ،
هذه رسالة لهم بأن مصيرهم مهما طال الوقت والزمن هو بالعودة إلى صندوق الانتخابات ليكون القرار والاختيار والتقييم للكادر وسيجني كلاً حصاد ما عمل وأسس ،
وهذا يحتاج لوعي من الكادر بأن يكون قادر علي التمييز والاختيار وفق الكفاءات لا العلاقات والتعامل مع صوتك بأنه أمانة تستحق أن تؤديها بكل قناعة بعيداً عن الحسبات الخاصة والكوتات وبعيداً عن التأثيرات والقوائم والتوافقات والتربيطات والتحالفات ،
يجب أن يُشكل الوعي الوطني والتنظيمي ميزان ومقياس للاختيار ، فالآن أنت صاحب القرار فيما ستختاره ، ليصبح قرارك ومصيرك بيد من اخترته بإرادتك ، لذلك فكر ألف ألف مرة لاختيار الافضل والأكفأ والاقدر لأداء المهمة والبناء والانجاز ،
فالكادر التنظيمي يجب أن يكن حراً ومؤهلاً لممارسة الديمقراطية كخطوة هامة نحو الارتقاء للأفضل ويستطيع أن يفرق بين الغث والثمين دون تأثيرات العواطف والعلاقات والمحاباة ، بين القائد المناضل الذي يشعر بهم ويقف معهم ويلتفوا حوله بمحبة وبين أشباه القيادات والأدعياء وأصحاب الامتيازات والبريستيج ،
الديمقراطية التنظيمية تعني اختيار الأفضل والأقدر علي حمل الأمانة والمسئولية ومن يكمل المشوار معكم حسب القدرة والكفاءات وصدق الانتماء والوفاء وليس حسب العلاقات والمزاجية ، فهذا وطن وليس بيارة خاصة للورثة والأقارب والمعارف ،
القائد يصنع قادة لا أتباع ، والقيادة ليست كلمات إنما سلوك وأفعال ، والفرق بين القائد والتابع هو الإبداع ، والمنصب لا يصنع قائداً ، بل القائد هو من يصنع المواقف والمواقع ،
والقائد واثق بنفسه وبقدراته ولا يستجدي أصوات الناخبين ولا يمارس الخداع من أجل الوصول ،
القائد مؤمن بالعملية الديمقراطية ولا يبيع أوهام ، ولا ينتقم فالقائد ليس بحاقد ،
القائد قوته بنفسه وفكره وعمله وابداعاته ونجاحاته وقربه من الناس ولا يستمد قوته بالتحالفات والتربيطات ،
القائد في كل وقت ومرحلة هو أداة بناء ، والعمل الوطني لا يحتاج مسمي ولا تكليف ، فالقائد يعرف ما عليه من واجبات ويؤديها دون اللهث خلف تكليف ومسمي قيادي ،
ودون ذلك فهؤلاء أشباه قادة كل أمنياتهم التسلق لنيل مسمي قيادي يطمحون من خلاله مصالح ذاتية ،
رسالتنا كانت وستبقي بأننا أحرار ، لسنا في جيب أحد ، لسنا في حسبات أحد ، نمارس قناعاتنا بحرية مطلقة وفق رؤية وطنية ، وقدرة علي التمييز والتقييم الصحيح ،
نحن نبحث عن وطن ولا نبحث عن قيادة .
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت