جامعة النجاح الوطنية التاريخ والحضارة ورغم كل المعيقات فهي في مقدمة الجامعات الفلسطينية

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله.jpg
  • اعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله

أثار قرار وبيان وزارة التعليم العالي امتعاض الفلسطينيين واعتبر القرار من غالبية المواطنين أنه يفتقد للمهنية والموضوعية وفنده البعض ضمن سياسة المماحكة ورغم كل المعيقات والعراقيل ومحاولات فرملة خطوات ألجامعه للتقدم إلا أنها يوم عن يوم تكتسب ثقة اتحاد الجامعات العربية والبحث العلمي .

للعام الثالث على التوالي، جامعة النجاح الوطنية تتصدر الجامعات الفلسطينية وتحافظ على المرتبة الأولى فلسطينياً في تصنيف التايمز العالمي للتأثير المجتمعي للجامعاتTimes Higher Education-Impact Ranking 2023 ، وحصلت الجامعة على المركز الأول على مستوى الجامعات الفلسطينية والمركز الحادي عشر عربياً، وضمن قائمة أفضل 300 جامعة على مستوى العالم متفوقة على كثير من الجامعات العالمية والعربية بعشرات المراكز.

ويصدر هذا التصنيف عن مجلة التايمز البريطانية للتعليم العالي المتخصصة بتصنيف الجامعات حول العالم، ويعتمد في منهجيّته على تقييم جهود الجامعات والتزامها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (SDGs). التي تم تحديدها من قبل منظمة الأمم المتحدة عام 2015، وتغطي هذه الأهداف مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مثل: الفقر، والجوع، والصحة، والتعليم، والتغيّر المناخي، والمساواة بين الجنسين، والمياه، والصرف الصحي، والطاقة، والبيئة، والعدالة الاجتماعية، وغيرها.

ويتطلب دخول الجامعات لهذا التصنيف المشاركة بأربعة أهداف على الأقل من أهداف التنمية المستدامة، حيث يتم اختيار الهدف السابع عشر كهدف إجباري (عقد الشراكات لتحقيق الأهداف)، بالإضافة الى نتيجة أفضل 3 أهداف شاركت بها الجامعة.

وتمكنت جامعة النجاح من المشاركة في جميع أهداف التنمية المستدامة ال 17 التي وضعتها الأمم المتحدة لتقييم أداء التأثير المجتمعي

وتم تصنيف جامعة النجاح وفقاً لأهداف: القضاء على الجوع، الصحة الجيدة والرفاه، الاستدامة في الإستهلاك والإنتاج وعقد الشراكات العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وجاء الإعلان عن نتائج التصنيف خلال القمة العالمية للتعليم العالي التي تم عقدها في رحاب حرم جامعة الملك عبدلله للعلوم والتكنولوجيا – جدة، في المملكة العربية السعودية في الفترة بين 30 أيار إلى 2 حزيران 2023 حيث شاركت الجامعة في أعمال القمة العالمية حيث مثل الجامعة نائب رئيس الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة د. نضال دويكات.

جامعه بهذه المواصفات وهذا التصنيف يفترض في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تفخر بهذه الانجازات وأن تقدم  كل الدعم والتسهيلات لا أن تضع العقبات أمام هذا التقدم والانجازات التي تحققها جامعة النجاح وهي مفخرة الكل الفلسطيني .

بيان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والذي جاء فيه " تفاجأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإعلان جامعة النجاح الوطنية عن استقبال طلبات الالتحاق بعدد من البرامج للعام الأكاديمي (2023-2024) في ما أطلقت عليه الجامعة "الموقع التعليمي أو فرع مدينة روابي/ جامعة النجاح الوطنية".

وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أنه يجب على أيٍ من مؤسسات التعليم العالي الحصول على ترخيصٍ مُسبق قبل إنشائها أو فتح فروع أو مواقع تعليمية لها كما ورد في قانون التعليم العالي رقم ٦ لعام ٢٠١٨م.

وأضافت: "لم يتم ترخيص فرع أو موقع تعليمي لجامعة النجاح الوطنية في مدينة روابي من قِبل الوزارة، وبالتالي فإن الفرع - الموقع التعليمي المذكور في إعلان الجامعة غير مرخص".

وأهابت الوزارة بالطلبة عدم التسجيل في هذا الفرع - الموقع التعليمي أو في أي برنامج في أي مؤسسةٍ أو فرعٍ لمؤسسة تعليم عالٍ غير مرخصة من الوزارة حسب الأصول.

هذا البيان بمضمونه وبما تتضمنه يجب أن يكون موضع مسائله من قبل جهات الاختصاص والمراكز الحقوقية والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان  ومؤسسات المجتمع المدني لتوضيح الأسباب والمسببات ألموجبه  لنشره  وكان يفترض قبل نشره مخاطبة إدارة ألجامعه وانتظار رد ألجامعه  على ادعاءات وزارة التعليم والبحث العلمي أما أن ينشر بهذه ألطريقه فله تفسيرات ودلالات هي بعلم القائمين على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  

ان غياب سلطة ألرقابه على أعمال الوزارة والوزراء وانعدام المسائلة بات فيه إخلال في ميزان القرارات وان المراسيم وال انظمه والمعايير في اتخاذ القرارات في غالبية الأحيان تلحق ضرر بالمؤسسات وان ما صدر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فيه  إجحاف بحق جامعة النجاح وبدلا من دعم مسيرتها وتقدمها فان هذه القرارات المجحفة بحقها  هدفه فرملة خطواتها

جامعة النجاح الوطنية جامعة فلسطينية مركزها الرئيسي مدينة نابلس ولها تاريخ وحضارة  ولها فرع في طولكرم وهذا يعطيها الحق لفتح فروع في مختلف الجغرافية الفلسطينية ، وتعد أحد أكبر الجامعات الفلسطينية من حيث عدد الطلاب.

عبر تاريخها الذي قد يتجاوز المائة عام لعبت الجامعة دوراً كبيرا  في الحياة اليومية السياسية، والاقتصادية الفلسطينية. وبرز منها العديد من الشخصيات الذين أسهموا إسهاما كبيرا في تاريخ القضية الفلسطينية ومنهم من تبوأ مناصب كبرى وهناك المئات من خريجيها اليوم يتبوءون مناصب ومراكز مهمة

جامعة النجاح لم تصل لما وصلت اليه الا بجهود القائمين على هذه ألجامعه جل غايتهم وما يسعون لتحقيقه هو بهذا الصرح العلمي والاكاديمي والتاريخي ولم يضعوا نصب أعينهم الربح المادي وتحقيق النفع كما حال العديد من الجامعات

هي الحضارة والتاريخ انطلقت لتصنع وطن وهي مصنع الرجال الذين هم فخر فلسطين اليوم ، إنها جامعة النجاح الوطنية، عين تاريخ فلسطين وحضارتها. لم تكن جامعة النجاح مجرد حاضنة دافئة لتاريخ شعب، وثقافة أمة، وإنما كانت منارة علم تضيء لفلسطين طريق المستقبل المواكب لتطورات العصر، وكما كانت جامعة النجاح الوطنية منارة مشعة، فقد كانت، في الوقت نفسه، قيثارة صدحت أنغامها عبر السنين تشدو للأجيال لحن الصمود والعلم والأمل.

وبصمود الشعب الفلسطيني وكفاحه، صمدت جامعة النجاح، على الرغم من إغلاقها عام 1988، لتعود عام 1992 إلى الحياة الأكاديمية بطاقة جديدة أقوى من سابقتها، فقد شهدت التسعينات تطورا ملحوظا في المسيرة العلمية والأكاديمية للجامعة، فأنشأت كليتي الشريعة والزراعة، وازدادت برامج الماجستير عام 1992، كما أنشئ مركز الحاسوب في العام ذاته ليوفر خدمات عدة للدوائر الإدارية والأكاديمية من جهة، والطلاب من جهة أخرى، ضمن شبكة حاسوب موسعة، ربطت الجامعة أيضا مع المجتمع المحلي من خلال دورات تدريبية يقدمها المركز للمؤسسات والشركات.

وبما أن المجتمع الفلسطيني، شأنه شأن أي مجتمع حضري، يحوي ميولا مختلفة في النبوغ والإبداع، فقد حرصت جامعة النجاح الوطنية على أن تكون الأولى والوحيدة بين الجامعات الفلسطينية التي يحتوي صرحها الأكاديمي على كلية للفنون الجميلة تم إنشاؤها عام 1993.

وليس للطموح حدود، فقد شهد عام 1994 افتتاح كلية الصيدلة، وإنشاء مراكز علمية متخصصة تزيد من توثيق العلاقة بين الجامعة والمجتمع، ومن هذا المنطلق فقد أنشأت الجامعة البرنامج الأكاديمي للهجرة القسرية لدراسة هذه الظاهرة (ظاهرة الهجرة) في منطقة الشرق الأوسط، ويعد هذا المركز واحداً من أصل ستة مراكز في العالم تشترك في مشروع اليونسكو للتوأمة بين المراكز المتخصصة بمراكز اللاجئين.

كما افتتح أيضا عام 1994 مركز "الدراسات المائية والبيئية" لتنمية الموارد المائية وزيادة وعي المجتمع في كيفية التعامل مع البيئة، و "مركز الدراسات والاستشارات والخدمات الفنية" ليقدم خدماته الاستشارية للمؤسسات العامة والخاصة ولينمي إمكانات الجامعة وقدراتها على تقديم الخدمات والحوافز للعاملين فيها.

 

وفي عام 1995 أنشئت كلية القانون، تأكيداً من الجامعة على ضرورة وجود من يحافظ على العدالة للأجيال القادمة، كما استقلت الدراسات العليا عن عمادة البحث العلمي هذا العام. وتعد عمادة البحث العلمي الرئة التي يتنفس من خلالها الأكاديميون في الجامعة ويعبرون عن طموحهم وتطلعاتهم نحو صياغة مستقبل علمي واعد للوطن والأهل.

وفي العام 1996 نقلت كلية الزراعة في هذا من الحرم الجامعي في نابلس إلى (خضوري) في طولكرم للحفاظ على أراضي خضوري أولا ، ولتدعيم صمود أهالي طولكرم ثانيا ولتوفر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية هناك وإمكانية استخدامها في التطبيقات العلمية المندرجة ضمن ما تقدمه الجامعة من تخصصات.

وترتقي جامعة النجاح الوطنية درجة أخرى في رحلة وصولها إلى القمة عام 1998 حيث بدأت العمل ببرنامج الدكتوراه في الكيمياء، بالتعاون مع جامعات أكاديمية بريطانية وكندية، كما ازدادت برامج الماجستير.

واستكمالا لمسيرتها العلمية في استحداث مراكز تقدم خدمات للمجتمع المحلي والدولي، فقد تم عام 1996 إنشاء مركزي "علوم الأرض وهندسة الزلازل" وهو الأول في فلسطين الذي يغطي هذا العلوم، ومركز "بحوث الطاقة المتجددة" الذي أصبح المستشار الرئيسي لسلطة الطاقة الفلسطينية فضلا عن كونه أحد المراكز المعروفة لدى معظم دول السوق الأوروبية المشتركة ومراكز الطاقة في الأردن.

إن من أهداف الجامعة إنشاء جيل متوازن ليس داخل ذاته فحسب وإنما في علاقته مع المجتمع، وحرصا على حقوق الإنسان التي تخلق هذا التوازن، تم عام 1997 وبالتعاون مع اليونسكو إنشاء "برنامج حقوق الإنسان والديمقراطية، ليكون برعمة تبشر بمستقبل اجتماعي أفضل، و "برنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها".

ولما كانت المكتبة من أهم المرافق الخدماتية في الجامعة التي تعتبر المرجع الثقافي الرئيسي للطلبة والعاملين، فقد توجت جامعة النجاح مسيرتها بتطوير مكتبتها التي تعتبر أكبر مركز خدماتي وتحمل معها تاريخية الجامعة مذ كانت مكتبة لمدرسة النجاح الوطنية، ثم تطورت لتصبح مكتبة للجامعة، تضم رفوفها 12 ألف مادة قرائية عام 1977، وها هي اليوم تنتقل إلى مبناها الرئيسي الجديد المرتبط بعدد من المكتبات الصغيرة وهي تحوي ما يقارب 120 ألف مجلد و 700 دورية أجنبية وعربية، إضافة إلى توفيرها المعلومات عن طريق اشتراكها بالرسائل والمصادر المعلوماتية الالكترونية.

جامعة النجاح الوطنية مسيرة وطن  تعكس التاريخ الفلسطيني وهي رافعه من روافع الحضاره في فلسطين  ، هي قلب كل فلسطيني ينبض،  هي طموح وطني يتجدد، واكبت وتواكب  التطور العلمي مع حفاظها على شخصيتها العربية، عرفت منذ البداية أن المستقبل يكمن في صناعة جيل، فأخذت على عاتقها تربية الأجيال تربية أخلاقية وعملية ليكون مستقبل الأبناء خيراً من حاضر الآباء.

أنها جامعة النجاح بجهود القائمين ومجلس أمنائها وإدارتها الذي لا يدخر وسعا في تطوير الجامعه ومؤسساتها وتطوير مشفاها الجامعي ، جامعه بهذه المواصفات يجب أن تكون محط أنظار الجميع واهتمام وزارة التعليم والبحث العلمي لا أن تضع العراقيل والعصا في الدواليب لتعيث حركة التطور والتقدم والازدهار  هي بالمحصلة تزيد مجلس أمنائها وادارتها على المضي قدما في تطوير الجامعه وفتح الفروع للتخفيف عن كاهل المواطنين وهي متقيده بالقوانين والانظمه التي للاسف يتجاهلها أو يجهلها البعض

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت