كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن العلاقة مع الإدارة الأمريكية "في أدنى مستوياتها"، معتبرا أنه لا يمكن التعويل عليها في الضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها بحق الشعب الفلسطيني.
وقال مجدلاني، وهو وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية للصحفيين في رام الله إن العلاقة مع الإدارة الأمريكية في "أدنى مستوياتها وأن مستوى الاتصالات محدود للغاية"، مشيرا إلى أنها "لا تريد تقديم أي خطة أو مشروع لإنقاذ عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه".
وأضاف مجدلاني أن "عام ونصف تقريبا هو ما تبقى من عمر هذه الإدارة، ولا نتوقع خلال ما تبقى من عمرها أن تتقدم بأي خطوات عملية ملموسة لإنقاذ عملية السلام التي دخلت في غيبوبة عميقة".
وتوقفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس عام 2014، ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولة مستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وطالب الفلسطينيون مرارا الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه المتمثلة بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس ومكتب منظمة التحرير في واشنطن ودعم موازنة السلطة الفلسطينية والضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها أحادية الجانب واحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية.
وتصاعدت في الأشهر الأخيرة حدة الانتقادات الفلسطينية للإدارة الأمريكية جراء تلكؤها بتنفيذ أي من وعودها، بالإضافة إلى صمتها على ممارسات إسرائيل اليومية في الضفة الغربية وشرق القدس وقطاع غزة وتوفير الدعم الكامل لها.
وقال مجدلاني "لا يمكننا التعويل على الإدارة الأمريكية ولا نحمل أي رهان على أن هذه الإدارة يمكن أن تمارس أي ضغط من أي نوع كان على حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أن الإدارة الأمريكية مازالت "شريكة لحكومة الاحتلال رغم التباين في المواقف تجاه الوضع الداخلي الإسرائيلي وليس تجاه عملية السلام"، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية لها "مصلحة في إنقاذ إسرائيل لأنها ستواجه إشكالية داخل المجتمع الأمريكي ومؤسساته الدستورية المختلفة حال لم تقم بذلك".
واتهم مجدلاني إدارة الرئيس بايدن بتوفير "الغطاء السياسي والدبلوماسي والحماية لإسرائيل في المنظمات الدولية المختلفة واستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي".
وتشهد الضفة الغربية توترا ميدانيا بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين، حيث استشهد أكثر من 200 فلسطيني منذ بداية العام الجاري برصاص إسرائيلي وفي غارات جوية، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
فيما قتل 26 إسرائيليا في عمليات نفذها فلسطينيون داخل الأراضي الإسرائيلية، وردت إسرائيل على ذلك بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة تركزت في مدينتي نابلس وجنين في شمال الضفة الغربية تقول إنها طالت "مطلوبين" متهمين بأن لهم علاقة بتنفيذ هجمات ضد مواطنيها.
من جهته، اتهم نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول، إسرائيل بمحاولة خلق أمر واقع جديد وفرضه على الأراضي الفلسطينية على ضوء الممارسات اليومية بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم.
وقال العالول لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية إن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول خلق أمر واقع جديد وفرضه على الأرض الفلسطينية، وهذا واضح من توجهات الحكومة الإسرائيلية بتوسيع الاستيطان واقتحام المدن والمناطق وعمليات القتل ومصادرة الأراضي".
وأضاف أن جهودا كبيرة تبذل لمواجهة الممارسات والإجراءات الإسرائيلية من خلال صناعة موقف فلسطيني موحد في أعقاب اجتماع الأمناء العامين للفصائل في مدينة العلمين المصرية الأحد الماضي.
وأشار إلى أن حراكا سياسيا يترافق مع ذلك باتجاه مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ودول العالم، وحراكا ميدانيا من أجل تعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة الممارسات و"الجرائم" الإسرائيلية.
واعتبر العالول أن الإجراءات الإسرائيلية متواصلة ولا تتوقف، ما يقتضي الإسراع باصطفاف الكل الفلسطيني لمواجهتها وحماية القرى والتجمعات السكانية من خلال تصعيد المقاومة الشعبية السلمية ونشرها بشكل أوسع وزيادة المشاركة فيها.