تقدير موقف: مع انتصارات المقاومة ....الوضع الاقتصادي يدخل مرحلة حساسة ودقيقة

بقلم: معتز خليل

نشطاء مقاومة الجدار والاستيطان وفعاليات كفر اللبد يزيلون بؤرة استيطانية اقامها مستوطن على اراضي القرية قرب طولكرم.jpg

معتز خليل

لا شك أن هناك حالة من الانتصارات المتميزة التي حققتها المقاومة الفلسطينية في الضفة ، وهو ما كان له بالطبع ثمن ، سواء على الصعيد الاستراتيجي أو السياسي على حد سواء
ما الذي يجري ؟
مع التصعيد الأمني الحاصل في عموم الضفة الغربية ، بات واضحا إن الآلاف من المواطنين الفلسطينيين يواجهون الكثير من التحديات ومنها:
1-    مصاعب في الأوضاع الاقتصادية تتمثل في تشديد الرقابة على المعابر وفرض الحظر علي الكثير من المناطق .
2-    تعطل الكثير من الأعمال الاقتصادية في فلسطين نتيجة لتشديد الحصار الناجم عن التصعيد ومواصلة العمليات العسكرية.
3-    تصاعد نسب البطالة بصورة لافتة ، وهو ما بات واضحا في الكثير من الإحصاءات والرسوم البيانية التي تصدرها المؤسسات الرسمية الفلسطينية بين الحين والآخر.   
4-    هناك ربط ملحوظ بين نسب ومعدلات تصاريح العمل التي يحصل عليها أبناء الشعب الفلسطيني للعمل في داخل إسرائيل وبين منسوب التهدئة ، بمعنى أن معدلات تصاريح العمل ترتفع مع خفض العنف ، والعكس صحيح وهي قلة معدلات تصاريح العمل مع تصاعد القتال ضد إسرائيل .
5-    مع التطور المجتمعي والاستراتيجي الحاصل في الضفة الغربية يمكن القول بأن ما يجري على أرض الواقع بات يوثر بالفعل على التوجهات الاستراتيجية للمواطن، لأن الفلسطيني في النهاية هو أب مسؤول عن أسرة ، أو أبن يرغب في دعم الأسرة ، أو حتى شاب أعزب يريد بناد مستقبله الاقتصادي.    
وخلال الفترة الأخيرة يمكن القول بأن هناك رغبة من المواطنين الفلسطينيين تتمثل في رغبة أهالي الضفة الغربية في أن تفرض السلطة سيطرتها على الكثير من المناطق التي يتصاعد بها العنف، والسعي جديا نحو خفض معدلاتها ، وهو ما سيؤدي إلى الحفاظ على استقرار الوضع الاقتصادي بصورة واضحة.
في هذا الصدد يجب ألا ننس تقديرات وتوقعات المؤسسات الاقتصادية الدولية إزاء ما يجري في فلسطين ، حيث توقع تقرير للبنك الدولي، تراجع نمو الاقتصاد الفلسطيني في 2023، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الاقتصاد قد واصل انتعاشه بمعدل نمو قدره 4% في عام 2022، إلا أن سبب ذلك يرجع إلى استمرار تعافي الاستهلاك الخاص، مع انحسار القيود المفروضة على التنقل بسبب جائحة كورونا. لكن زيادة التوترات في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، تحمل مخاطر سلبية كبيرة.

عموما بات واضحا تماما أن ما يجري على أرض الواقع يؤثر في سلوك الفلسطيني ويدفعه دوما للتفكير نحو المستقبل، وفي نفس الإطار لا يمكن نسيان معلومة وحقيقة تاريخية تتمثل في أن الفلسطيني هو مواطن مقاتل ، صامد منذ عام ١٩٤٨ على أرضه ، ورغم التشوهات الناجمة عن الاحتلال لا يزال صامدا وصبورا ومحتسبا للمستقبل ما يجري ، غير آن هناك معطيات على أرض الواقع ربما تغير الكثير من الحسابات في عقول المناضلين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت