بجهاز التنفس الاصطناعي المرافق له في قسم العناية المشددة منذ قرابة الـ40 يوماً يجاهد عز الدين كنعان للبقاء على قيد الحياة، بعد إصابته برصاص قناص إسرائيلي في مدينة جنين.
الشاب عز الدين (20 عاما) من بلدة جبع جنوب جنين لم يكن داخل المدينة أو المخيم عندما شنت سلطات الاحتلال العدوان في أوائل الشهر الماضي، بل أن ذنبه الوحيد أنه حضر من قريته للتبرع بالدم لصالح المصابين، وقبل وصوله المستشفى استهدفه قناص من جيش الاحتلال برصاصة في رأسه.
شلت حركة عز الدين، وقيدت حياته، وأصبح رهينة السرير للسنوات القادمة من عمره، تغيرت حياتنا كثيرا بعد هذه الإصابة، يقول والده محمود كنعان وهو يزور نجله الذي يتعالج في إحدى مستشفيات رام الله الخاصة، حيث أنه موجود فيها منذ 40 يوما.
يتابع الوالد: زيارتي لا تتجاوز الـ10 دقائق لكن لا أستطيع أن أفارقه رغم أنه موجود في العناية المشددة ولا يرانا، لصعوبة وضعه الصحي، خاصة انه موصول بأجهزة التنفس وفاقد للحركة والنطق بعد إصابته برصاصة قناص إسرائيلي اخترقت نخاعه الشوكي، بعد أن دخلت الرصاصة من فمه وانفجرت في رقبته.
يضيف، " كانت رصاصة متفجرة أحدثت تهتكاً في النخاع الشوكي لعز الدين وفق ما قاله الأطباء، وعند نقله إلى غرفة الطوارئ وصف الطاقم المسعف حالته بالميؤوس منها".
ويوضح والد المصاب عز الدين، أنه بعد اسعاف نجله تم نقله إلى هنا إلى رام الله، وهنا أخبروني أنه أصيب بالشلل الرباعي الكامل، ولا أمل في عودته للحركة أبداً، لا أعلم ماذا أقول، كل يوم يمر علينا أصعب من سابقه، سيبقى عز الدين على السرير لبقية حياته"
كان آخر عمل يحاول القيام به هو التبرع بالدم لإنقاذ حياة مصاب برصاص قوات الاحتلال، قبل أن يصبح هو المصاب الذي لا أمل في إنقاذه أبداً.
يقول والده: " عز الدين كان نشيطا جداً، يحب الحركة، والتنقل مع أصدقائه، يعمل من الصباح حتى المساء، لا يقوى على البقاء في المنزل، كيف سيتحمل فكرة البقاء على السرير طوال الوقت وبدون أي حركة".
الجميع يفتقده في المنزل وحتى البلدة، أخوته يفتقدون حسه ووجوده، ضحكته، حركاته ومزحة معهم، وشقيقاته الثلاث يفتقدن حنيته عليهن " يقول والده.
والدة عز الدين هي الأخرى تلازم نجلها، تجلس أمام سريره في غرفة العناية، تقرأ آيات من القرآن الكريم حينا، وتدعو له حيناً آخر، ولا تنقطع دموعها طوال اليوم، تقول إن حياة عز الدين انتهت، فالأطباء لم يعطوها أي أمل بالشفاء، وأنه حكم عليه بالشلل الكامل.
" كان يعمل في البناء، كنا نخطط لنؤسس له منزله الخاص، وبعدها لتزويجه، عز الدين محبوب في البلدة كلها، جدع ونشيط ومحب للحياة، حرموه من الحياة وهو في أوج شبابه، أفقدوه الحركة بشكل كامل". تقول أم عز.
يقول الأطباء المشرفون على حاله عز الدين أن الرصاصة دخلت من فمه وانفجرت داخل رقبته ما تسبب في تهشم في الفم وتهتك في النخاع الشوكي وهو ما تسبب له بفقدان النطق، إضافة إلى شلل في الأطراف الأربعة وفقد الإحساس في جميع أنحاء الجسم، إضافة لمضاعفات أخرى قد تتمثل في القدرة على الهضم والتحكم وغيرها.
وحتى اليوم لا يمكن التنبؤ بمصير حالة عز الدين الصحية، فهي تتبع لتغيرات قيمة الحيوية التي تكون في بعض الأيام جيدة وفي بعضها الآخر متراجعة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين فجر الثالث من يوليو الماضي مدعومة بالطائرات الحربية، واستشهد في الاقتحام الذي وصف الأعنف منذ عملية الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية عام 2002، حوالي 13 مواطنا، بينهم 5 أطفال، فيما أصيب 140 مواطناً بينهم 30 بحالة خطرة