زمن المماسيخ ؟؟ !

بقلم: رضوان عبد الله

رضوان عبد الله.jpg
  • بقلم الاعلامي د.رضوان عبد الله*

   لن نسعى الى مناصب ولكن نسعى دوما للدفاع عن ادبياتنا واخلاقنا وتراثنا والاهم من ذلك بالدفاع عن ديننا ومقدساتنا ، وبالاخص اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، لن نقبل ان نكون شهود زور، جالسين تحت هواء منعش لمكيفات حديثة، فقد دافعنا عن القدس والاقصى وفلسطين حين كان اعلامنا ورقيا ويتم سحب النشرات على ماكينة (ستانسل) ، بعد طباعتها على ورق كربون ، وبالتالي لن نسكت حين اصبح اعلامنا متطورا ان كان جريدة او مجلة ، اسود وابيض او ملون ، او مواقع الكترونية او واتساب او فيسبوك وتويتر وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي ، حتى لو سكت الخرس الذين لا ينطقون الا عن هوى وعن تزوير واتوا الى مرابع وكراسي بطرق التفافية تفوق التفافاتها التفافات رمال صحاري الجهل والعمى والامية وسراب الضلال.
   لن نسكت عن الدفاع عن مقدساتنا لاننا كلنا معنيين ، كلنا مسؤولين وكل مسؤول يجب ان يدافع عن اخلاق وتراث ودين ومقدسات شعبه .اين هم اعلاميو الشعب الفلسطيني والشعوب العربية؟؟؟ اليست القدس لكم جميعا...يا من تقعدون على كراسي ليست لكم ، وعلى مناصب لا تهمكم الا بالاموال والمواخير وتعدد النساء و((الزعرنات...)) اجلّ الله القاريء من هذه الصفات وابعدها عنه ،ام انها لكم حين المزاودة والبيع والشراء والجلوس على الكراسي والمناصب والعروش،والاستوزار.
   اين انت يا ايتها الصحافة الفلسطينية والعربية والعالمية الحرة من اليمين الى اليسار، ومن العلماني والوطني والقومي الى الديني عموما والاسلامي والمسيحي على وجه الخصوص ، واين انتم يا اسر التحرير والراي والرأي الاخر والراي المضاد والراي المعاكس؟؟؟ اين هي اتحادات وروابط وجمعيات وجامعات العمل الاسلامي والمسيحي؟ ام تحولت الى جمعيات ووسائل "عمى" اسلامي ومسيحي لا ترى ولا تغني ولا تذر،الا تعنيكم مقدسات فلسطين،اليست هي وقف اسلامي ومسيحي ولكل العرب و المسلمين ، كما هي معروفة ،ام هي حين تكون تحت سكين الخذل والجبن والعار تتركونها تغتصب بلسان فاسق او فاجر او حتى منافق وزنديق او من احفاد المماليك؟؟؟.
   اليست القدس عربية واسلامية ومسيحية؟؟؟هل هي فلسطينية فقط حين تذبح وحين يتم التنكيل بمقداستها واهلها ، وحين يكون هناك بيع وشراء تصبح عربية اسلامية ويتم المتاجرة بها بأبخس الاثمان واحقرها،وليس لشعبنا الفلسطيني اي دخل ولا علاقة له حتى بالدفاع البسيط عنها؟؟؟ خسئتم ايها الانجاس المناكيد، يا شعراء وعلماء السلاطنة و بغايا وراقصي وكتاب العهود المملوكية الظلماء القديمة و الحديثة ، ومن تدعون انكم ادباء عرب منافقون واراذل وسفلة .
   عميت ابصاركم واضلكم الله عن قول الحق بلسانكم واخزاكم حين المواجهة الحقة،فلا كلام حق ينطق منكم امام الباطل الذي يجتمع اهله بين الحين والاخر ويتهجم علينا نحن اهل بيت المقدس واكناف بيت المقدس،اهل فلسطين الذين قاومنا الحروب الصليبية بالدماء الزكية لأجدادنا ، ورفضنا الذل والهوان خلال الهبات الجماهيرية على مدار مئة عام منذ بلفور الاول الى بلفور ترامب اللعين الاشرم،ولم نخف لا من طائرات بيغن ولا دبابات بيريز ولا بوارج شارون، ولا مدافع الصهيونية كلها مجتمعة بحقدها الاسود.
   سترجع ايام العز الشامخ كما كانت ايام اشبال ال ار بي جي كما كانت واكثر ، وتمتشق السلاح عاليا ضد الباطل (((وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)))،وسيخسأ الجهلة والفاسقون والمنافقون ، واصحاب الطموحات بالكراسي والمناصب المتعملقون على نضالات المناضلين ، وتبقى القدس صامدة عزيزة غالية رغم انف الحاقدين الطغاة البغاة الظالمين.
   وسنرجع يوما الى كل فلسطين بهمة المناصلين الابطال حاملي البندقية والقلم والقرطاس ، ومبضع الجراح وزنبقة الكشافة ومطرقة الحقوقي ومسطرة المهندس وريشة الفنان وانشودة الحادي.و سنبقى مدافعين عن قدسنا ومقدساتنا حيث الدفاع الاكيد عن كرامتنا وعن شرفنا وعرضنا ولن نستكين. فسكان لبنان نحو اربعة ملايين ونصف المليون نسمة كما يتم تقديرهم ، واللاجئون الفلسطينيون في لبنان نحو اربعمائة وخمسين الف نسمة ما بين مقيم ومغترب لكنه مسجل على قيود الاونروا في لبنان ، بمعدل عشرة بالمئة من سكان لبنان .

   بالمناسبة ، ومنذ فترة ليس ببعيدة احتج عند السفارة الكندية في شرقي بيروت ما بين ال٤٥٠  الى ٧٥٠ شخص على ابعد تقدير ، مطالبين بالهجرة ، وهذا العدد تم التحضير له بقوة وباموال طائلة لانجاح هذه الخطوة المشبوهة من قبل من دعوا اليه من داعمين للهجرة الى خارج دول الطوق العربية، وامنوا الاتصالات والمواصلات والترتيبات مع من يلزم منعا لاي تصادم ولا مشاكل هناك.. بمعنى ان من حضر الى مكان السفارة الكندية في جل الديب شرقي بيروت ، رغم التحضير المكثف لهذه الخطوة لمدة تزيد عن اسبوعين ، كانوا نسبة قليلة جدا من عدد اللاجئين المسجلين على قيود الاونروا، والبقية بقيت تناضل في مخيمات اللجوء رغم انها واسرها تعاني الامرين وتكابد تحت حر الشمس وقيظها ، ورفضت الذهاب و أاثرت على نفسها ان تبقى تحت ظلم القوانين العربية واللبنانية والاممية معا مطالبين بحق شعبنا كلاجئين بالعيش الكريم في مخيمات اللجوء لحين عودتنا الى ديارنا ، ومن بين الحقوق حقنا بالعمل والتملك والصحة والتعليم المجاني وبقية الحقوق المدنية ، والتي اقرتها الاعراف والمواثيق والشرائع العربية منها والدولية ، معربين عن رفضهم للذل البغيض وطالبين للعيش الكريم عند اخوة واشقاء عرب ، منعا للهجرة البعيدة عن الوطن كي لا نزداد عن غربتنا اغترابا طويلا وجديدا...
    من نافلة القول كان حريّ بمن دعا الى هذه الخطوة ، غير الوطنية ولا تمت لاخلاقيات شعبنا لا من قريب ولا من بعيد ، ان يعمل على دعم من اخذهم الى السفارة كي يهاجروا اي كي يهربوا من مواجهة الظلم والواقع التعيس ، بان يدعمهم بالعيش ويدعم خطواتهم وبقية اهلنا بالصمود في مخيمات اللجوء والبؤس والشتات ، فبدل ان يساعدهم ( ذلك الغيور عليهم!!!) للهروب من المشكلة او المشاكل المتراكمة كان من الاولى ان يدعم صمودهم ويحثهم على المطالبة بكافة الطرق المشروعة كي ينالوا حقوقهم ، كلاجئين .

   وكم مرة حذرنا من دور مشبوه للمماسيخ ، لمؤسسات تدعي انها مؤسسات مجتمع محلي...وهي ليس كذلك بمعظمها بل انها مؤسسات تهدف الى تحويل مخيماتنا الى مجتمع فارغ من اللاجئين ، بعد ان يتم تهجير ابنائه ان استطاعوا الى خارج دول الطوق كما حصل مع اللاجئين الذين كانوا متواجدين بدول عربية اخرى بسبب الازمات الامنية المفروضة على دول جوار فلسطين وجوار جوار فلسطين ، وذلك بعد ان عجزت دبابات ومدافع وطائرات العدو الصهيوني وعملائه من افراغ هذه المخيمات من ساكنيها ، تلك المخيمات والتجمعات ايضا التي صمدت وصبرت وناضلت لسبعة عقود ويزيد كي تعود الى فلسطين، لان الكبار توفوا او استشهدوا والصغار لا زال الامل بهم ان ينتصروا لانهم لن ينسوا فلسطين ، وما لم يستطيع العدو تنفيذه بالنار يحاول العملاء تنفيذه بالدولار والسولار في اماكن او بالتهجير الجديد او لربما بالتوطين والتجنيس في اماكن اخرى.

*كاتب و باحث فلسطيني مقيم في لبنان                                        
* رئيس الهيئة التنفيذية – للاتحاد العام للإعلاميين العرب،
*رئيس لجنة العلاقات الخارجية والإعلام/ رابطة مثقفي الشعوب العربية – دولة فلسطين.

 * سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت