هل اشتعلت حرب الدرون بين المقاومة وإسرائيل ؟

بقلم: معتز خليل

  • معتز خليل

بات واضحا إن حركات المقاومة الفلسطينية في غزة تنتهج بعض من السياسات الاستراتيجية التي تؤمن بها إيران تحديدا ، ومنها محاربة إسرائيل بالطائرات الدرون.
وخلال الثلاثة أيام الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إسقاط ثلاث طائرات مسيرة أطلقت من قطاع غزة  ، وكان آخر اعتراض خلال الساعات الماضية، ولم تسبب هذه العمليات أي رد عسكري متبادل بين الفصائل الفلسطينية وتل أبيب، ليس في هذه المرات فحسب، بل منذ بدء استخدامها في عام 2014.
اللافت أن إطلاق هذه الطائرات يساهم في خلق وبلورة حالة من عدم الاستقرار ، وهي الحالة الموجودة في قطاع غزة من الأساس ، لتتفاقم الأزمات بلا حل في ظل مواصلة المقاومة لعملياتها ضد إسرائيل، وبالطبع يكون المواطن في غزة دوما ضحية هذا التصعيد.
اعتراضات
وفي تفاصيل حوادث الاعتراض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ، إن سلاح الجو خلال الشهر الجاري، رصد ٣ قطع جوية مشبوهة فوق قطاع غزة تحاول اختراق الأجواء الإسرائيلية، وجميعها كانت قيد المتابعة من وحدة المراقبة الجوية.
ولا يعترف جيش إسرائيل في الطائرات المسيرة، التي تنطلق من قطاع غزة، بأنها تحمل صفة طائرات، بينما يطلق عليها مصطلح "درون" صغيرة الحجم، أو قطع جوية أو حوامات، على الرغم من تأكيده أكثر من مرة أن هذه الوسيلة تمكنت من اجتياز الحدود، وربما تكون نفذت مهمة ما.
في العادة، لا تعلن الفصائل الفلسطينية في غزة، عن مسؤوليتها بشأن إطلاق طائرات مسيرة، خصوصاً إذا تمكنت إسرائيل من رصدها وإسقاطها، بينما تكشف عن القطع الجوية التي تتمكن من تجاوز الحدود وتصل إلى الأراضي الإسرائيلية وتستطيع تنفيذ مهمتها بعد فترة من الزمن وتعرض أشرطة مصورة للمهمات التي أدتها.
2014 أول استخدام
في إطار البحث بشأن الفصائل، التي تمتلك طائرات مسيرة، تظهر النتائج أن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تملكان هذا السلاح.
وبحسب حركة "حماس"، فإنها استخدمت الطائرات المسيرة للمرة الأولى في عام 2014، أثناء العملية العسكرية التي جرت آنذاك، ومنذ ذلك الوقت وهي تعمل على تطويرها بواسطة مهندسين متخصصين، إلى أن وصلت هذه الطائرات لمستويات لا تتوقعها إسرائيل.
أما حركة "الجهاد الإسلامي"، فأشارت إلى أنها استخدمت الطائرات أول مرة عام 2019، لكن أعلنت رسمياً عن امتلاك هذا السلاح في أبريل (نيسان) الماضي.
المتحدث باسم "حماس"، حماد الرقب، قال إن للفصائل الفلسطينية حق امتلاك ما تشاء من أنواع الأسلحة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، في ظل استخدام إسرائيل لأسلحة محرمة دولياً وانتهاكها لحقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. موضحاً أن تطوير الأسلحة مهم جداً من أجل الاستعداد لمعركة مقبلة، وهذا حق مكفول في القانون، لأن الفصائل تدافع عن نفسها وشعبها ووطنها.
لم تسبب توتراً حقيقياً
المراقبون العسكريون يصفون الطائرات المسيرة بأنها "السلاح الهادئ"، فعلى الرغم من خطورة إدخال قطع جوية في الصراع بين الفصائل وإسرائيل، إلا أنه لم يسبب توتراً حقيقياً، ولم يدخل الجانبان في مواجهة عسكرية بسبب هذا السلاح، سوى في عام 2019، بعدما ألقت طائرة مسيرة تتبع لحركة "الجهاد الإسلامي" عبوة ناسفة على آلية عسكرية إسرائيلية وألحقت بها أضراراً. حينها أغارت مقاتلات الجيش الإسرائيلي على عدد من الأهداف داخل غزة.
وتقر "حماس" بأنها تعمل على تطوير سلاحها الجوي، وبالتحديد في صناعة طائرات مسيرة، وبحسب ما أعلنت عنه، فإنها تملك ثلاثة أنواع منها، الهجومية والانتحارية والاستطلاع، وجميعها نفذت مهمات ناجحة داخل إسرائيل.
وتقديرات إسرائيلية تشير إلى أن حركتي "حماس والجهاد الإسلامي تعطيان أولوية كبيرة لتطوير الحوامات، بدلاً من مشروع بناء الأنفاق، وتعتبرها سلاحاً استراتيجياً، الأمر الذي دفعنا إلى دراسة مشاريع مختلفة لتطوير سلاح مواجهة لها".
ومن بين التخوفات، التي ظهرت في تل أبيب من سلاح المسيرات، حمل مرافقو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، أجهزة مضادة للطيران، أثناء زيارته الأخيرة لحدود غزة قبل مغادرته سدة الحكم، وذلك تخوفاً من حدوث أي طارئ، أو إطلاق "حماس" طائرات مسيرة في وقت الزيارة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت