أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب ومداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، أن نحو 50 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، واعتدت عليهم، ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح ورضوض.
وكان قد أصيب ثمانية فلسطينيين بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت والرصاص المطاطي عند باب الأسباط داخل المسجد الأقصى المبارك ظهر الجمعة.
وتعاملت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني مع إصابة كسر في القدم جراء قنبلة صوت، وجرى نقلها من المسجد الأقصى إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت مع قوات الاحتلال التي اعتدت على المصلين عند باب الأسباط قبيل أداء صلاة الجمعة.
وأصيب ثلاثة من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي خلال تصدّي المقدسيين لاعتداءاتهم عند باب الأسباط.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقدسي شاكر الزعتري من باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى.
وقال الناشط المقدسي الحقوقي زياد الحموري، إن اعتداءات الاحتلال المتكررة على المصلين بالأقصى، تكشف عن مخطط كبير لإرهاب المقدسيين.
وبين أن المسجد الأقصى مقبل على زيادة وتيرة الاعتداءات، وأن جنود الاحتلال لا يتورعون في استهداف المصلين.
وأشار إلى أن ما يحدث في المسجد الأقصى هو جزء من الخطة الخمسية الإسرائيلية، لزيادة الوجود الأمني الصهيوني بالأقصى.
وأوضح أن الأوضاع في المسجد الأقصى تتجه نحو الانفجار، وهي شبيهة بالأحداث التي سبقت سيف القدس.
ولفت إلى أن الاحتلال يفرض ضغوطات يومية مختلفة على المقدسيين، تمس حرية العبادة والحياة اليومية.
ونوه إلى أن الاحتلال يسعى لتصفية الوجود الفلسطيني بالمدينة المقدسة، وتهجير المقدسيين عن القدس.
وأدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، بشدة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة على المصلين عند أبواب المسجد الأقصى المبارك.
ووصف فتوح، في بيان، الاعتداء بأنه عمل عدواني إرهابي فاشي، وهو انتهاك لحرية العبادة، محملا حكومة الاحتلال الفاشية اليمينية المسؤولية عن إشعال المنطقة لتفجير الأوضاع، مضيفا أن الاقتحامات المتكررة من أفراد شرطة الاحتلال والمتطرفين والاعتداء على المصلين من أطفال ونساء وشيوخ وإصابة العديد منهم، هو استفزاز لملايين المسلمين وصب للزيت على النار.
وقال إن عدم اهتمام المجتمع الدولي وعدم محاسبة إسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني، يعكس بشكل سافر التواطؤ مع جرائمها والتجاهل لكل قيم القانون الدولي.
وحيا فتوح أهلنا في مدينة القدس المحتلة، والمرابطين والمصلين الذين يؤمون المسجد الأقصى، لدفاعهم عن الأقصى والمدينة المقدسة وتصديهم البطولي لجنود الاحتلال والمستوطنين.
وأكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، أن اعتداء الاحتلال على المصلين عند باب الأسباط هو اعتداء خطير وهو دليل على وحشيته ونازيته وعدوانه على دور العبادة والمصلين.
وبين أن هذا الاعتداء هو نتيجة استهداف الحكومة الفاشية للاحتلال بشكل مباشر لمن يريد أن يصلي بالمسجد الأقصى من المسلمين، في الوقت الذي تسمحُ به لليهود بتدنيس الأقصى.
وشدد أن الحرب الدينية التي تشنها حكومة الاحتلال المتطرفة باتت معالمها تتضح أكثر وأكثر من خلال العدوان الوحشي على المصلين مدفوعة بكل الإجرام المتأصل في داخلها.
ونوّه إلى أن الشعب الفلسطيني سيجعل الاحتلال يدفع الثمن غاليًا ويلقنه الدروس جراء هذا العدوان الفاشي.
ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتفاف حول الأقصى المبارك والتصدّي لعدوان الاحتلال، مؤكدًا أن الأيام ستثبت للاحتلال عظيم جرمه باعتدائه على المصلين في ساحات الأقصى.