شارك عشرات الفلسطينيين، يوم الأحد، في جنازة رمزية بالضفة الغربية لـ75 فلسطينيا قتلتهم إسرائيل أو توفوا في سجونها وتحتجز جثامينهم.
الجنازة أقيمت وسط مدينة نابلس شمالي الضفة، وتخللها حمل توابيت بعدد شهداء المحافظة المحتجزة جثامينهم.
وتمثل الجنازة إحدى فعاليات رسمية وشعبية لإحياء "اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب" في 27 أغسطس/آب من كل عام.
وقال رئيس لجنة دعم الأسرى في نابلس مظفر ذوقان لوكالة "الأناضول" إن الجنازة "نُظمت إحياء لليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء.. إسرائيل تحتجز جثامين 398 شهيدا، إما في مقابر الأرقام أو في ثلاجات الموتى".
و"مقابر الأرقام" هي مدافن بسيطة محاطة بالحجارة دون شواهد، ومثبّت فوق كل قبر لوحة معدنية تحمل رقما لا اسم صاحب الجثمان، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهات الأمنية الإسرائيلية.
وأضاف ذوقان أن رسالة الجنازة الرمزية هي "إبقاء قضية الجثامين حاضرة في المشهد الفلسطيني، ولتذكير مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي أن الاحتلال هو الجهة الوحيدة في العالم التي تعاقب الضحايا باحتجاز جثامين الشهداء واستخدام كافة أشكال التنكيل بعوائلهم".
وأشار إلى "تحرك فلسطيني على مستوى القيادة ووزارتي الخارجية والعدل لتدويل قضية الجثامين والمطالبة باستعادتها، بما في ذلك التحرك لدى المحكمة الجنائية الدولية (مقرها في مدينة لاهاي بهولندا)".
وقالت "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن المفقودين" (غير حكومية)، في بيان، إن إسرائيل كانت تحتجز 103 جثامين في مثل هذا التاريخ (27 أغسطس) من العام الماضي.
وتابعت: أما اليوم "فيوجد في الثلاجات 142 شهيدا، رغم تحرير جثامين 26 شهيدا خلال العام، إضافة إلى حوالي 256 شهيدا في مقابر الأرقام و75 مفقودا حسب سجلات الحملة الوطنية".
الحملة أوضحت أن من بين الجثامين المحتجزة 11 أسيرا "استشهدوا في الأسر جراء التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي، و14 طفلا لم يتموا الثامنة عشرة من أعمارهم، وامرأة واحدة تضاف إلى 4 نساء أخريات في مقابر الأرقام".
فيما شددت "لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة" على أنه رغم هموم وقضايا الشعب الفلسطيني الوطنية، إلا أن "قضية استرداد جثامين شهدائنا وشهيداتنا من أكبرها أهمية وأولوية".
اللجنة استطردت، في بيان وزعه نادي الأسير الفلسطيني، أن إسرائيل تسعى "من خلال احتجاز الجسد بعد قتله ونزع ملامحه الإنسانية وحرمان ذويه وأبناء شعبه من أداء طقوس وداعه وتكريمه، إلى كي وتعذيب الوعي الفلسطيني الجمعي المقاوم".
وفي سبتمبر/ أيلول 2019، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يجيز للقائد العسكري الإسرائيلي احتجاز جثامين فلسطينيين قتلهم الجيش ودفنهم مؤقتا لأغراض استعمالهم "أوراق تفاوض مستقبلية".
ويحيي الفلسطينيون في 27 أغسطس/ آب سنويا "اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب"، الذي أقرّه مجلس الوزراء في 3 من الشهر نفسه عام 2008.