الإعلان عن تعيين سفير لقرغيزيا في فلسطين وإنشاء اللجنة المشتركة بين البلدين
أكد رئيس جمهورية قرغيزيا صادر جباروف وقوف بلاده الدائم مع فلسطين، وتقديم كل الدعم الممكن لتمكين الشعب الفلسطيني من التمتع بحقوقه في دولته المستقلة ذات السيادة، بما يعود بالأمن والمنفعة والاستقرار للمنطقة ككل.
جاء ذلك خلال استقباله، يوم الأحد، في مقر إقامته الصيفية بمدينة اسيكول، وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، الذي يقوم بزيارة رسمية لقرغيزيا تستمر ثلاثة أيام.
ورحب الرئيس جباروف بالوزير المالكي والوفد المرافق له، ونقل تحياته إلى الرئيس محمود عباس ومن خلاله إلى الشعب الفلسطيني، معبرا عن اهتمام بلاده بتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع فلسطين في مجالات مختلفة، وكذلك تأكيده على استمرار دعم الحقوق الفلسطينية على الساحة الدولية، بما فيها منظمات الأمم المتحدة المختلفة ومنظمة التعاون الإسلامي، معتبرا زيارة الوزير المالكي فرصة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن سياسة الانتقائية والازدواجية في المعايير، خاصة ما يتصل بالقضايا الفلسطينية، لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه كافة، والتنعم بمقدراته في ظل قيادته الحكيمة، وصولا إلى إحقاق كافة حقوقه المشروعة تحقيقا لطموحاته.
وتحدث الرئيس جباروف عن زيارة الرئيس محمود عباس الأخيرة إلى قرغيزيا في حزيران الماضي، والتي كانت مثمرة جدا وأعطت زخما كبيرا، معتبرا إياها بالصفحة الجديدة التي سترفع من مستوى العلاقة بين البلدين والشعبين اللذين يتشاركان التاريخ والدين والمبادئ نفسها.
بدوره، أوضح الوزير المالكي أن زيارته كموفد خاص تأتي متابعة للقاء الرئيسين الأخير في العاصمة بيشكيك، للمتابعة مع نظيره القيرغيزي لما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين، وترجمة الاتفاقات إلى مشاريع وبرامج عملية. ونقل للرئيس القرغيزي تحيات الرئيس محمود عباس وشكره الخاص لدعم بلاده المبدئي والثابت لفلسطين على مختلف الأصعدة، مؤكدا حرص فلسطين على تطوير التعاون بين البلدين، بما فيه ما يتعلق بإصدار توجيهاته لسفراء دولة فلسطين في مختلف المنظمات الدولية بضرورة الحفاظ على التنسيق رفيع المستوى مع سفراء قرغيزيا فيها، بما يلبي المصالح المشتركة للبلدين.
وأضاف أن وجوده على رأس وفد فلسطيني في هذا البلد الصديق يأتي أيضا لتكون فلسطين أول من يقدم التهاني لمناسبة ذكرى استقلال قرغيزيا الذي يصادف الخميس المقبل، مشيرا إلى أن عام 2024 سيشهد الاحتفال بمرور 30 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتابع الوزير المالكي أن هناك عدد من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها مع نظيره جيينبيك كولوباييف في مجالات التشاور السياسي، والصحة، والزراعة، والإعلام الرسمي، والثقافة، وقد اقترح تأسيس اللجنة المشتركة التي وافق عليها الرئيس القرغيزي ووجه مساعديه للعمل على إنجازها.
كما شكر الوزير المالكي الرئيس القيرغيزي على تخصيصهم مساحة أرض لبناء سفارة دولة فلسطين في العاصمة بيشكيك، ناقلا تعليمات سيادة الرئيس بجهوزية البدء ببنائها بشكل فوري، لتكون صرحا يعكس عمق العلاقة بين البلدين، واستعداد فلسطين لتقديم أرض تخصص لبناء سفارة قرغيزيا فيها.
وطلب من الرئيس جباروف تعيين سفير لبلده الأمر الذي قوبل بالإيجاب، حيث أعلن الرئيس القرغيزي تعيين سفير غير مقيم لبلاده إلى حين استكمال إجراءات تعيين سفير مقيم.
وفي الشأن السياسي، أطلع الوزير المالكي الرئيس جباروف على الأوضاع في فلسطين من مختلف الجوانب واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة الإجراءات الاحتلالية منذ أكثر من 75 عاماً، ومع ذلك وقف المجتمع الدولي ساكنا دون حراك، وغياب إجراءات المساءلة والمحاسبة، في نموذج صارخ للانتقائية في التعامل وازدواجية المعايير بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي يسارع المجتمع الدولي إلى تنفيذها في مناطق بعينها غاضا البصر عنها في فلسطين رغم أكثر من 800 قرار صادر عن الجمعية العامة و86 قرارا عن مجلس الأمن.
وأكد إصرار الشعب الفلسطيني وقيادته على تحصيل حقوقهم كافة، موضحا للرئيس القيرغيزي قرار دولة فلسطين باعتماد المسار القانوني بعد رفض الطرف الإسرائيلي للمفاوضات، الأمر الذي أكد عليه الرئيس جباروف واستعداد بلاده دعم التحركات الفلسطينية على الساحة الدولية، وصولا إلى تحقيق آمال الشعب الفلسطيني وحقوقه كافة.
وبخصوص التعاون التنموي، قدم المالكي للرئيس القيرغيزي لمحة عن عمل الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي في مجال تبادل المعرفة التخصصية، مؤكدا جهوزيتها لوضع كافة الإمكانيات المتاحة تحت تصرف هذا البلد الشقيق في كل ما يخدم تحقيق أولوياته واحتياجاته التنموية بشكلٍ ثنائي، وبالتعاون أيضا مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ضمن إطار التعاون الثلاثي والجنوب جنوب، وكذلك المساهمة في إنشاء الوكالة القرغيزية للتعاون الدولي والتعاون المشترك لخدمة دول ثالثة تقع ضمن أولويات البلدين واهتماماتهما، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي ومنتديات رجال الأعمال .
وقد أكد الرئيس القرغيزي على مجالات التعاون المقترحة، ودعا إلى مشاركة مزيد من الطلبة الفلسطينيين لمتابعة تعليمهم في بلاده، خاصة في مجال الطب وغيرها.
وشارك في الاجتماع من الجانب الفلسطيني، سفير دولة فلسطين لدى أوزباكستان وقرغيزيا جواد عواد، ومساعد الوزير للتعاون الدولي، مدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، السفير عماد الزهيري، ومن الجانب القرغيزي وزير الخارجية جيينبيك كولوباييف، ومدير إدارة تخطيط السياسات الخارجية في الرئاسة القرغيزية مرادبيك ازمباكييف