• بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

الدكتور زهير حسين غزاوي، مُثقف فلسطيني بامتياز، عاش نكبة شعبه منذ ولادته تحت سماء فلسطين في مدينة حيفا عام 1942، التي عاش طفولته بين حواريها، وأزقتها، ولتلافيفها، من (هدارها) نزولاً الى شاطىء بحرها. فكان الشاهد ومنذ طفولته على قصة التهجير والنكبة، والمآلات التي انتهت اليها الحال الفلسطينية سنتذلك، حين تم تفكيك وتدمير الكيان الوطني والقومي لشعب فلسطين وتشتيته مابين الداخل وبلدان الطوق المحيطة بوطنه.

عائلة زهير غزاوي، كان طريقها الى سورية في الهجرة المؤقتة باتجاه العودة لفلسطين. فحطت رحالها في مخيم النيرب شمال سوريا قرب مدينة حلب. ومازالت جموع ابناء مخيم النيرب على موعد العودة الى فلسطين. المخيم الذي قدم مئات الشهداء قرابين على مذبح حرية فلسطين مع انطلاقة الثورة والحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.

زهير غزاوي، كان من شبان البدايات ومعه عموم شقيقاته وشقيقه، الذين ساروا على طريق الجلجلة الى فلسطين. فكان زهير غزاوي عضواً في حركة فتح منذ العام 1968، وشقيقه في الجبهة الشعبية ومن المقاتلين الأبطال الذين صنعوا مآثرة الصمود في بيروت اثناء الحصار صيف العام 1982، وكذلك شقيقاته.

دَرَسَ في ثانوية المأمون في حلب، وانتسب لجامعة دمشق كلية الآداب/قسم الفلسفة وعلم الإجتماع، وتخرج منها عام 1965، ليعمل مُدرساً في مدارس الأونروا بمخيم النيرب، وليتم تعيينه بعد ذلك في وزارة الثقافة في سورية، وصولاً الى موقع رئيس المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة من 1969 ــــ 1979، ليتفرغ بعدها كلياً في صفوف حركة فتح.

وفي سياق اهتمامه بالكتابة والثقافة كـــ "ناقد وقاص ومبدع"، واكتساب المزيد من التحصيل الدراسي، نال شهادة الدكتوراة في التربية من جامعة بودابست في هنغاريا عام 1994 إبان عمله في سفارة فلسطين هناك.
من اعماله الإبداعية : السؤال  مجموعة قصصية بيروت 1975. القرار مجموعة قصصية بيروت 1980. دائرة الصنوبر دمشق 1983. اوراق عن الناس وبيروت والحصار دار الحوار اللاذقية 1984. اغنية القلعة مسرحية بيروت 1989. ثرثرة على وقع نهاية البحر قصص دمشق 1996. اللحظات المسروقة وزارة الثقافة دمشق 1997. دراسة في علم نفس الطفولة 1993.

أنجب ذرية صالحة، فابناءه من أصحاب التحصيل العلمي العالي، من الشاب الرجل حسين المقيم في مخيم حندرات الى الدكتور يسار الإخصائي في المشافي الألمانية ... الى حاملي الشهادات العليا في كندا وألمانيا ... نزار وعمار ويزن ... وابنتيه...

  عضو اتحاد الكتاب العرب. وعضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. توفي رحمه الله، وفي اوج عطائه في دمشق يوم الجمعة الثاني من شهر آذار مارس عام 2012.

(الصورة أثناء فعالية ثقافية اوائل السبعينيات من القرن الماضي)

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت