من الخليل إلى حوارة مرحلة جديدة من المقاومة

بقلم: ميسرة بحر

ميسرة بحر

 

✍️ بقلم: ميسرة بحر

عمليتان بطوليتان ترسمان ملامح مرحلة جديدة من المقاومة في الضفة الغربية في إطار الدفاع الشرعي للشعب الفلسطيني عن نفسه، فبعد ما يقارب ال 24 ساعة من تنفيذ عملية بطولية قتل فيها مستوطنين في حوارة التي تتعرض للإرهاب المنظم من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة، تلقى ضرية أكثر إيلاماً في ذكرى إحراق المسجد الأقصى اليوم الاثنين 21/8/2023م، في مستوطنة كريات أربع في الخليل بعملية بطولية أخرى قتل فيها مستوطن وأصيب الآخر إصابة بالغة.

ويجدر الإشارة إلى أن هاتين العمليتين تأتي كرد فعل طبيعي على الاعتداءات الصهيونية على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتصاعد الاعتداءات على المسجد الاقصى، وتتزامن مع تصاعد وتيرة التجارب والمناورات للمنظومة الصاروخية، والطائرات بدون طيار في قطاع غزة حيث شهد اليوم الإثنين والأمس الاحد محاولة القبة الحديدية التصدي للطائرات بدون طيار التابعة للمقاومة على حدود غزة، وسبق ذلك يوم السبت 19/8/2023م، مناورة صاروخية نوعية نفذتها المقاومة.

باعتقادي أن هاتين العمليتين تمتازان، بالتوقيت، والتنفيذ، والموقع، *فهل نحن مقبلون على مرحلة جديدة في تنفيذ العمليات البطولية تكون اكثر توجيها وتنظيما؟*

أرى أن المؤشرات التالية تجيب عن السؤال/

1. قدرة المنفذان على الانسحاب من مكان العملية، وصعوبة الكشف عن هويتهما رغم اتخاذ قوات الاحتلال إجراءات كبيرة، وإغلاق مناطق كاملة، بالاضافة للجهد الاستخباري.

2. التنفيذ المتقن: حيث أن منفذ عملية حوارة قام برصد المستوطنين وانتظر قدومهم إلى مكان فيه ضجيج (مغسلة سيارات) وقام بقتلهم والانسحاب من المكان قبل أن يتم كشف العملية، أما عملية الخليل اليوم رغم تضارب الأنباء حول كيفية تنفيذ العملية لكن الأخبار الواردة تفيد أنه تم تنفيذ العملية من سيارة مسرعة، أطلقت النار ثم وجدت محروقة مع عدم وجود أثر للمنفذين.

3. استهداف العمليتين للمستوطنين في الضفة غربية في مواجهة واضحة للخطوات التي اتخذتها الحكومة الصهيونية لتوسيع الاستيطان.

من وجهة نظري أن المؤشرات السابقة تعطي قراءة واضحة أننا أمام مرحلة جديدة من تنفيذ العمليات الفدائية؛ فإن التنفيذ المحكم للعمليتان، وعدم قدرة العدو على الكشف عن المنفذان بسهولة يدلل بصورة واضحة على التطور في تنظيم العمليات البطولية، بالإضافة إلى أن التوقيت، واختيار موقع التنفيذ يؤكد على ذلك، ويدلل على التنسيق بين الجبهات، وتوجيه للعمليات بما يخدم تحقيق الاهداف الوطنية الكبرى.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت