من بدايات اللجوء والتعتير ... والظلام الدامس

بقلم: علي بدوان

thumbnail_أمين عام المم المتحدة في زيارة تجمع فلسطيني سورية.jpg
  • بقلم علي بدوان... عضو اتحاد الكتاب العرب

قام اول امين عام للأمم المتحدة النرويجي (هالفدان ترجف لي) بزيارة دمشق عام ١٩٥١، وفي تلك الزيارة كانت وكالة هيئة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى، والمعروفة اختصارا بوكالة (اونروا) في العام الثاني من تأسيسها. فقام الأمين العام بزيارة تجمع اللاجئين الفلسطينيين في منطقة السور المحاذي لحي الأمين بدمشق(الاليانس)، وفي المدرسة القائمة التابعة للوكالة والتي تحمل حتى الآن اسم (مدرسة فلسطين)، وهي بواقع فترتين من الدوام للذكور والاناث.

في زيارته، التقى الأمين العام للامم المتحدة مع ممثلي لاجىء فلسطين في سورية. والقت المرحومة (من مدينة صفد) بوران الخضراء كلمة ابناء فلسطين، مؤكدة ان الجميع بانتظار تدخل الأمم المتحدة لعودة لاجىء فلسطين من لجوئهم المؤقت الى فلسطين، وطن الشعب العربي الفلسطيني...

وقد أبدى الأمين العام للامم المتحدة تعاطفت مع قضية فلسطين. وكانت عمليا تلك اول زيارة لتفقد اوضاع لاجىء فلسطين بعيد النكبة من قبل مسؤول اممي رفيع المستوى...

thumbnail_تريغف هالفدان لي.jpg

ثم تبعتها زيارات لشخصيات دولية مؤثرة لتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والاردن ولبنان والضفة الغربية والقدس....

واقعة تضاف الى سيرة النكبة والتشرد والتعتير لشعبنا الصابر الصامد على ارض فلسطين التاريخية وفي الشتات بدول الطوق الثلاثة...

ان العلامة المضيئة في الظلام الدامس الذي ساد بعد النكبة في حينها، كان في وقوف شعبنا اللاجىء الى قطاع غزة ضد مشاريع ما يسمى بالتوطين في سيناء وغيرها بديلا عن فلسطين، كما طرحها عدد من المبعوث الدوليين. فكانت المظاهرات الصاخبة في القطاع التي كان على رأسها قيادات وكوادر ومناضلين يتقدمهم الشاعر الأديب والقائد المرحوم معين بسيسو...فسقطت مشاريع التوطين خارج فلسطين، ومازال حق العودة عنوانا للكفاح الفلسطيني من جيل الى جيل...

المارد الفلسطيني مازال واقفا، رغم كل المأسي، وعهده اما فلسطين، واما فلسطين، وستكون فلسطين في النهاية...

(الصورة الاولى للأمين العام للامم المتحدة، والثانية له في الاليانس عام ١٩٥١ حيث احتشد لاجىء فلسطين. ويشار بأنه أول من شغل منصب الأمن العام للأمم المتحدة وذلك للفترة 1946 ــــ 1952)


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت