أوعز وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، لسلطة السجون بتقييد زيارات عائلات الأسرى من الضفة الغربية، لمرة كل شهرين بدلا من مرة كل شهر، حسبما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الجمعة.
وفقا للصحيفة العبرية، سيبدأ تطبيق هذه التعليمات اعتبارا من بعد غد الأحد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها إن بن غفير اتخذ القرار بشأن تقييد الزيارات للأسرى من دون تنسيق مع أجهزة الأمن، ورغم معارضة مفوضة سلطة السجون، كيتي بيري، التي حذرت بن غفير من عواقب قراره.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين في سلطة السجون يرون بقرار بن غفير أنه "غير مسؤول"، ويطالبون بأن يبحث المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) موضوع تغيير ظروف الأسرى الفلسطينيين كلّه، خاصة وأن للأسرى مكانة خاصة ومؤثرة على الشارع الفلسطيني ويشكلون قضية حساسة وقابلة لإشعال الوضع في الأراضي الفلسطينية.
وينضم هذا القرار إلى قرار تعسفي وانتقامي آخر ضد الأسرى، أعلن عنه بن غفير، ويقضي بإلغاء التسريح الإداري (الإفراج المبكر) لأسرى مرضى ومسنين أوشكت مدة حكمهم على الانتهاء، والذي تستخدمه سلطة السجون من أجل تخفيف الاكتظاظ في السجون. وأعلن رئيس الشاباك، رونين بار، عن معارضته لهذا القرار.
وتقليص زيارات الأسرى آخر قرار ضمن سلسلة قرارات اتخذها بن غفير للتضييق على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ توليه منصبه مطلع العام الجاري، من بينها اغلاق المخابز في بعض السجون، وتقليل فترة الاستحمام، ويدفع باتجاه إقرار قانون في "الكنيست" يسمح بإعدام الأسرى الفلسطينيين.
فارس: مواصلة بن غفير استهداف الأسرى سيكون عنوان الانفجار المقبل في وجه الاحتلال
وأدان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس، قرار "الفاشي إيتمار بن غفير"، المتمثل بتقليص زيارات عائلات الأسرى لأبنائها في سجون الاحتلال.
وقال فارس، في بيان، يوم الجمعة، "إن قرار المتطرف بن غفير يأتي في إطار سلوك انتقامي عنصري يريد من خلاله إيقاع الأذى بالأسرى وعائلاتهم، والمساس بحقوقهم الأساسية، بشكل يتعارض مع القوانين والأنظمة الإسرائيلية، وليس فقط القانون الدولي".
وأضاف أن "بن غفير يبادر وبشكل محموم باتخاذ إجراءات قهرية، ويحوّل بذلك شروط حياة الأسرى إلى قضية صراع سياسي وتحدٍ لإرادة أبناء شعبنا، وقواه الحية، وهو يعلم أن شعبنا لن يستسلم له ولا لحكومته، ولن يترك الأسرى وحيدين في معركة الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم".
وتابع أن "مواصلة استهداف الأسرى سيكون عنوان الانفجار القادم في وجه الاحتلال وعلى كافة الجهات"، مؤكدًا أن "فصائل، وقوى شعبنا، ومؤسساته ستكون موحدة داخل المعتقلات الإسرائيلية وخارجها، خلف قضية الأسرى، وهو ما سيسحق هذا المنهج الفاشي الخطير، الذي يتصرف من واقع إحساسه بالفشل والإحباط، وعدم قدرته على تنفيذ الوعود التي كان يتشدق بها خلال الحملة الانتخابية".
وأكد فارس أن "الأيام والأشهر المقبلة ستثبت أن بن غفير يشكل خطرا على الأمن والاستقرار في المنطقة، وخطرًا على أمن إسرائيل نفسها".
الزغاري يحذر من المس بزيارات الأسرى وخطوات مرتقبة من الحركة الأسيرة لمواجهة القرار
وحذر نائب رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، من قرار "الفاشي بن غفير"، المسّ بنظام زيارات عائلات الأسرى، وتقليصها، مشيرا إلى أنّ هذا القرار يأتي مع استمرار الاحتلال بحرمان الآلاف من أفراد عائلات الأسرى من الزيارة لذرائع أمنية.
وأضاف الزغاري، في تصريح له، أنّ خطوات مرتقبة للحركة الأسيرة بصدد الإعلان عنها لمواجهة هذا القرار، مؤكّدا أن الحركة الأسيرة، وعلى قاعدة الوحدة، مستعدة لاستئناف معركتها المستمرة ضد سياسات وإجراءات حكومة الاحتلال.
وشدد على أنّ جملة هذه الإجراءات ستقود إلى مواجهة مفتوحة مع الأسرى، بعد عدة جولات من المعارك خاضتها الحركة الأسيرة على مدار الفترة الماضية، وتحديدا منذ تولي حكومة الاحتلال الفاشية سدة الحكم، خاصّة أن هذا القرار يأتي بعد أسبوع على إعلان بن غفير توجهه لحرمان الأسرى من القنوات التلفزيونية، والمس بالبُنى التنظيمية للأسرى، في إطار تهديداته غير المنتهية.
وتابع الزغاري أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الفاشية تصر على استخدام قضية الأسرى لكسب الرأي العام الإسرائيلي والخروج من أزمتها الراهنّة، عبر فرض المزيد من القوانين والقرارات العنصرية الانتقامية.
وأشار إلى أنه ومنذ تولي الحكومة الفاشية سدة الحكم، سعت إلى فرض واقع جديد في السّجون، إلا أنّ الأسرى تمكّنوا عبر أدواتهم النّضالية من فرض حالة من المواجهة المستمرة ضد ما سعت إليه هذه الحكومة، وتحديدا الإجراءات التي أعلن عنها الفاشي بن غفير.