مركز إسرائيلي: فلسطينيات تعرضهن لتفتيش عار تحت التهديد بالخليل

- نشر مركز "بتسيلم" الإسرائيلي تقريرا حول الواقعة التي حدثت جنوبي الضفة الغربية وأثارت ردود فعل فلسطينية رسمية ونقابية غاضبة

- وفق المركز الحقوقي تعرضت النساء الفلسطينيات إلى تفتيش جسدي وهن عاريات بواسطة مجندات، وسط أجواء من الرعب والتهديد بالكلاب أمام الأطفال الصغار

- المركز الحقوقي الإسرائيلي: "أصبح الإذلال جزءا من الروتين العنيف لنظام الفصل العنصري في الضفة الغربية، وسط تجاهل تام لكرامة السكان"

روت 3 نساء فلسطينيات تفاصيل اقتحام جنود إسرائيليين لمنازلهن بالخليل جنوبي الضفة الغربية وإجبارهن على الخضوع لتفتيش جسدي وهن عاريات أمام مجندات إسرائيليات تحت تهديد الكلاب.

وقدمت ديالا عجلوني (24 عاما) وأمل عجلوني (21 عاما) وزينب عجلوني (17 عاما)، شهاداتهن لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" عن الواقعة التي حدثت في 10 يوليو/ تموز 2023 وطالت 4 نساء وفتاة.

لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية تعليق حول الحادثة  التي أثارت ردود فعل غاضبة فور نشرها الاثنين على صحيفة "هآرتس" العبرية، حيث أدانتها جهات فلسطينية رسمية ونقابية وفصائلية.

وندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الثلاثاء، في بيان "ما كشفت عنه منظمات حقوقية إسرائيلية بقيام جنود الاحتلال بارتكاب انتهاكات فظيعة بحق نسائنا".

ووصف اشتية الاعتداءات بـ "المشينة" داعيا دول العالم إلى "إدانتها، وتقديم الجناة للعدالة الدولية".

 شهادات حول الحادثة
وفي شهادتها قالت أمل عجلوني: "أمرتني الجندية بأن أخلع ثيابي وأتعرّى. بدأت بخلع ثياب الصلاة والقلادة التي كانت حول رقبتي أصدرت بعض الضجيج ففكّت الجندية حزام الكلب فاقترب مني حتى ملامستي تقريباً".

وأضافت: "كان هذا مرعباً لي وللأولاد فصرخنا جميعاً. توسلت إلى الجندية أن تبعد الكلب وقلت لها إننا نخاف من الكلاب. قلت لها إنه ليس هنالك أي شيء على جسمي وأنا ثيابي خفيفة جداً ولا مبرر لخلع ملابسي الداخلية. توسلت إليها أن لا تجبرني على فعل ذلك أمام الأولاد لكنها هددت بإفلات الكلب".

وتابعت: "لم يكن أمامي خيار آخر فخلعت كل شيء وأنا أبكي. أمرتني الجندية بالالتفاف بينما كان أطفالي ينظرون إلي ولم يتوقفوا عن البكاء. كان يرتجفون من الخوف".

وأردفت: "لا أستطيع نسيان ما حدث. التفتيش والإذلال اللذين عشتهما أمام الجنديتين والعجز والخجل اللذين شعرت بهما أمام أولادي".

أما ديالا عجلوني، فقالت في شهادتها: "كان في الغرفة جنديّتان ملثّمتان وكانتا تمسكان بكلب ضخم. من شدّة الخوف تشبّثتُ بالباب. حاولتُ الخروج فصرختا عليّ وأمرتاني بالتوقّف. قلتُ لهما إنّني خائفة من الكلب لكنّهما أمرتاني بخلع جميع ملابسي".

وأضافت: "رفضتُ القيام بذلك فهدّدتني إحدى الجنديّتين بإفلات الكلب إذا لم أُطِعْها. لم يكن لديّ خيار، فخلعتُ كلّ ثيابي، بما في ذلك الملابس الداخليّة. أمرتني الجنديّة بالالتفاف أمامهما، ففعلْتُ".

وتابعت: "كان هذا الأمر مُذِلًّا ومهينًا. بدأتُ أبكي ثمّ أمرتاني بارتداء ملابسي وأعادني بعض الجنود إلى الغرفة مع جميع النساء".

وبدورها قالت زينب العجلوني في شهادتها: "أمرتني المجندتان أن أخلع ملابسي. رفضت فهددتني إحداهما صارخة بأنها ستطلق الكلب نحوي. سمعت صوت ديالا تقول لي إن عليّ تنفيذ ما تقوله المجندة فخلعت الطبقة الخارجية من ملابسي. أمرتني المجندة أن أخلع ما تبقى من الملابس فخلعتها وأنا أبكي وبتّ عارية تمامًا".

وأضافت: "كان الأمر مهينًا ومذلًّا. سمحت لي المجندة لاحقًا أن أرتدي ملابسي. دخل عدد من الجنود إلى غرفة التفتيش حيث المجندتان وأعادوني إلى غرفة الضيوف ثم اقتادوا روان زوجة زكريا للتفتيش وتركوا أطفالها يبكون ويصرخون".

  ملثمون مع كلاب
وقال "بتسيلم" في روايته لتفاصيل الحادث، إنه "في يوم الإثنين 10 يوليو نحو الساعة 1: 30 (بالتوقيت المحلي) قبل الفجر، اقتحم عشرات الجنود الملثمين، مع الكلاب، منازل عائلة عجلوني الموسعة في حي خلة القبة في جنوب مدينة الخليل".

وأضاف: "هدد الجنود بأسلحتهم أفراد العائلة الـ26 الذين كانوا في المنازل في تلك الأثناء وحبسوهم في إحدى الشقق. وخلال ذلك، كبّلوا أيدي ثلاثة من أفراد العائلة، من بينهم فتى (17 سنة) وغطوا أعينهم واقتادهم إلى شقة أخرى".

وتابع: "ثم فصل الجنود من تبقى من الرجال عن النساء والأطفال، الذين كانوا محتجَزين في غرفة الاستقبال، وأجروا على أجسادهم تفتيشاً في غرفة منفردة".

وذكر "بتسيلم" أنه "بعد ذلك، اقتاد الجنود إحدى النساء إلى غرفة كان ينام فيها أولادها (4 -7 سنوات) فاستيقظ الأولاد مذعورين بينما منعت جنديتان ملثمتان الأمّ من الاقتراب من أولادها وهددتاها بالكلب الذي كانتا تمسكان به إذا لم تخلع ثيابها كلياً أمامهما".

وقال: "هكذا اضطرت الأم إلى خلع ثيابها والاستدارة أمامهما وهي عارية تماماً، على مرأى من أولادها المرعوبين".

وأضاف: "وبعد أن ارتدت ثيابها، نقل الجنود الأولاد إلى غرفة الاستقبال بينما اقتادوا ثلاث نساء أخريات وفتاة (17 سنة) للتفتيش الجسدي وهن عراة".

وتابع: "وتدريجياً، قام الجنود بفصل جميع الأولاد الـ13 (3 أشهر ـ 14 سنة) عن أمهاتهم واحتجزوهم في غرفة الاستقبال لأكثر من عشرين دقيقة، تحت الحراسة".

 عنف غير مبرر
وأشار "بتسيلم" إلى أنه "حوالي الساعة 5: 30 (بالتوقيت المحلي) غادر الجنود المكان وعندئذ عثر السكان على اثنين من أبناء العائلة محبوسين في غرفة في إحدى الشقق وأيديهما مكبلة وأعينهما مغطّاة".

وقال: "لم يتم العثور على حربي عجلوني (37 عاماً) في الشقة واكتشفت زوجته ديالا عجلوني (24 عاماً) لاحقاً أن الجنود اعتقلوه واقتادوه معهم إلى سجن عوفر (وسط الضفة) بشبهة حيازة السلاح، تم تمديد اعتقاله 35 يوماً ثم 40 يوماً أخرى".

وأضاف: "واكتشف السكان أيضاً أن الجنود سرقوا من المنازل مجوهرات ذهبية بوزن 150 غراماً و2,000 شيقل (العملة الإسرائيلية) نقداً".

ولفت إلى أنه "في اليوم نفسه، قدم السكان شكوى في شرطة كريات أربع (مستوطنة على أراضي الخليل) وفي اليوم التالي أعيدت إليهم المجوهرات الذهبية التي سرقها الجنود بذريعة أنهم أخذوها بالخطأ".

ونقل المركز عن الجيش الإسرائيلي قوله: "تم العثور على سلاح في منزل عائلة عجلوني".

وقال "بتسيلم": "لكن ليس في هذا الادعاء ما يمكن أن يبرر، ولو بالحد الأدنى، العنف الذي استخدمه الجنود والجنديات في تلك الليلة، المس الذي لا يُحتمل بالنساء والرعب الذي عاشه الأطفال وباقي سكان المنزل".

وأضاف: "اقتحامات الجنود والكلاب لمنازل الفلسطينيين في الساعات المتأخرة من الليل، مع نشر الرعب في نفوس السكان، وخاصة الأطفال، هي أعمال تخريب".

وتابع المركز الحقوقي الإسرائيلي: "الإذلال والصدمة، أصبحت منذ زمن بعيد جزءاً من الروتين العنيف الذي يُنتجه نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) في الضفة الغربية، وسط تجاهل تام لكرامة السكان، سلامة أجسادهم وحياتهم، بمن فيهم الأطفال الصغار".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول