العاروري: الاغتيالات لم ولن توقف مد المقاومة

صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ظهر بالبزة العسكرية بعد التهديدات الإسرائيلية باغتياله.webp

أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، أن "الحركة حاضرة في المقاومة بالضفة الغربية، وتبني القسام لعدة عمليات فدائية يخضع للتقدير العسكري، وهي ليست سياسة جديدة، وتسير وفق اعتبارات تتعلق بمصلحة المقاومة."

وقال العاروري خلال حوار مع "الجزيرة نت" إن "حماس اليوم تشكل العمود الفقري للمقاومة، ودخولها العلني يؤثر في بيئة المقاومة ويعطي رسالة قوية أن المقاومة لها قيادة سياسية تسعى لتحقيق هدف، وأنها ليست مجرد تعبير عن الغضب من ممارسات الاحتلال".

وتابع قائلاً: "المقاومة لها هدف سياسي، وتشارك فيها حركة بثقل وقوة حماس التي ترفع شعار المقاومة من أجل التحرير وحماية المقدسات"، مشيراً إلى أن المقاومة في شمال الضفة الغربية نمت بشكل سريع وكبير، لتراجع الاحتلال وانسحابه من بعض المناطق الذي حصل فيها انسحاب أحادي عام 2005.

وأوضح أن المقاومة لها حواضن تاريخية في مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، ما يجعلها قادرة على استرداد عافيتها ومن كافة فصائل المقاومة بشكل سريع، مضيفاً أنها ستتطور لمواجهة مخططات اليمين الصهيوني التي تستهدف جميع محافظات الضفة بالتهويد وخاصة مدينتي القدس والخليل.

وشدد العاروري على أن محاولة تطوير العمل المقاوم تشكل أولوية لدى حركة حماس ومعها فصائل المقاومة، مبيناً أن الوصول لقدرة على إيذاء العدو واستنزافه، يعتبر هدفا أساسي من أجل إجباره على الاعتراف بحقوقنا الوطنية والسياسية.

وأردف قائلاً: "لذلك تعتبر مهمة تطوير المقاومة لتكون فاعلة ومؤثرة، هي غاية كبرى يجب أن تنخرط فيها جميع القدرات والطاقات بما فيها الوصول لأن يكون موضوع الصواريخ مؤثر وفاعل".

وأشار إلى أن المقاومة في الضفة حققت نقلات نوعية خلال الفترة الزمنية الماضية في ظل ظروف صعبة وضعف الإمكانيات، نتيجة الحصار الأمني والعسكري الذي يفرضه الاحتلال على المناطق الفلسطينية وأدوات تطوير المقاومة، لكن الإرادة الفلسطينية في شباب الضفة صلبة وقوية.

وذكر أننا نرى اليوم أن الأجيال الشابة من أبناء المقاومة يبذلون جهودا في عمليات التصنيع والتطوير، وهذه الإرادة الفلسطينية كانت وستظل دائما حاضرة، فالنقلات النوعية للمقاومة دائما تأتي من خارج حسابات الاحتلال ورغما عنه، كما أن نموذج تطور المقاومة في غزة يشكل حالة إلهام أن الإرادة الفلسطينية لا تعرف الاستسلام أو الانكسار، ولذلك المقاومة في الضفة ستواصل درب التطوير الذي سيصل حتما لنشوء حالة مقاومة قادرة على مواجهة الاحتلال.

ولفت إلى أن التنسيق بين حماس والتشكيلات العسكرية مرتفع، فكتائب القسام متواجدة في مدن جنين ونابلس وطولكرم، وهي تشارك بالتصدي للاقتحامات لجانب أبناء الفصائل الأخرى، كما أن العدد الأكبر من العمليات النوعية نفذها مجاهدون من كتائب القسام.

وتطرق إلى نظرية القتل التي يتبناها الاحتلال من أجل الردع، والتي نتج عنها ارتقاء أكثر من 200 شهيد منذ بداية العام، مشدداً على أن شعبنا وعلى مر التاريخ يرى في الثمن المدفوع من أجل فلسطين الوطن والقدس القضية ثمن مستحق.

ونوه إلى أن الساحات الفلسطينية موحدة في مواجهة العدو، وهي تعيش حالة نضال تكاملية في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني، موضحاً أننا "نواجه نفس الخطر، والأدوار التكاملية التي تديرها قيادة المقاومة هي من أجل تشكيل بيئة ضاغطة على العدو من أجل دفعه نحو التراجع والانكفاء".

وذكر أن "الضفة اليوم رأس حربة في مواجهة العدو لأن المشروع الاستيطاني لا تكفي معركة واحدة لدفعه نحو التراجع والتفكك، بينما معركة استنزاف ميدانية تدور رحاها على أرض الضفة وبوجود دعم وإسناد من الساحات الأخرى سواء في داخل فلسطين أو خارجها، سيجعل المشروع الاستيطاني ينكفئ ويتراجع ويردع قادة العدو وحكومته المتطرفة عن مواصلة برنامجها في تهويد الضفة".

وحول تهديدات الاحتلال باغتياله، قال العاروري إن "العدو الصهيوني طبيعته الإجرام ضد أبناء شعبنا، فنظريته القتل من أجل الردع، ونحن في قيادة حماس مستعدين لدفع الثمن من أعمارنا وكل ما نملك من أجل الدفاع عن حقوق شعبنا وأرضنا، وسبق لهذا العدو أن اغتال القيادات من ضمنهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين لكن المقاومة لم تتوقف".

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

    كان لافتا مؤخرا تبني الجناح العسكري لحماس عدة عمليات فدائية بالضفة الغربية، بخلاف سياسة الحركة في مباركة العمليات دون تبنيها على مدى سنوات طويلة، ماذا استجد في سياستكم تجاه المقاومة في الضفة؟

حماس حاضرة في المقاومة ويخضع تبني العمليات الفدائية لتقدير الجهاز العسكري، وهي ليست سياسة جديدة، لكنها تخضع لاعتبارات مصلحة المقاومة.

وحماس اليوم تشكل العمود الفقري للمقاومة، ودخولها العلني يؤثر في بيئة المقاومة ويعطي رسالة قوية أن لهذه الحالة قيادة سياسية، وأن المقاومة ليست مجرد تعبير عن الغضب من ممارسات الاحتلال بل لها هدف سياسي، وتشارك فيها حركة بثقل وقوة حماس التي ترفع شعار المقاومة من أجل التحرير وحماية المقدسات.

في البعد العملياتي، ما تم تبنيه من عمليات المقاومة هي التي كان منفذوها من أبناء الحركة واستشهدوا أو أصبحوا مطلوبين للاحتلال. فعدد من المنفذين تركوا وصاياهم وصورهم التي تشير لانتمائهم للجهاز العسكري، لكن العمليات التي لم تكشف أو لم يستشهد منفذوها تتجنب الحركة الإعلان عنها حفاظا على المقاومين.


    كيف تفسرون تركز المقاومة المسلحة في شمال الضفة؟ وهل هو مرشح للتمدد في باقي المناطق؟

نؤمن ونعمل على أساس أن كل محافظات الضفة الغربية من شمالها لجنوبها هي حواضن للمقاومة، لكن لأسباب موضوعية فإن المقاومة في الشمال نمت بشكل سريع وكبير لتراجع الاحتلال وانسحابه من بعض مناطقها عام 2005.

كما أن المقاومة لها حواضن تاريخية في مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، تجعل قدرة المقاومة -من كافة الفصائل- على استرداد عافيتها أسرع.

وبالنسبة لخارطة العمليات، فإن انتشارها منذ بدأت في القدس قبل سنوات ثم تركزها بشمال الضفة مع عمليات في الخليل جنوبا أيضا، يؤكد أن انتشار العمل المقاوم أصبح حقيقة وأمرا واقعا، وهو بإذن الله سيتطور لمواجهة مخططات اليمين الصهيوني الذي يستهدف جميع محافظات الضفة الغربية بالتهويد وخاصة مدينتي القدس والخليل.

    شكل إطلاق "كتيبة العياش" قذائف صاروخية، وإن كانت بدائية، علامة فارقة في أداء المقاومة بالضفة. ما الرسائل التي تحملها هذه الصواريخ للاحتلال؟ وهل البنية الأمنية في الضفة تسمح بتطويرها كما حصل في غزة؟

إن محاولة تطوير العمل المقاوم تشكل أولوية لدى حركة حماس ومعها فصائل المقاومة، والوصول للقدرة على إيذاء العدو واستنزافه يعتبر هدفا أساسيا لإجباره على الاعتراف بحقوقنا الوطنية والسياسية. لذلك تعتبر مهمة تطوير المقاومة لتكون فاعلة ومؤثرة غاية كبرى يجب أن تنخرط فيها جميع القدرات والطاقات، بما فيها الوصول إلى أن يكون موضوع الصواريخ مؤثرا وفاعلا.

كما حققت المقاومة في الضفة نقلات نوعية خلال الفترة الزمنية الماضية في ظل ظروف صعبة وإمكانيات صعبة نتيجة الحصار الأمني والعسكري الذي يفرضه الاحتلال على المناطق الفلسطينية وأدوات تطوير المقاومة، لكن إرادة شباب الضفة صلبة وقوية، ونرى اليوم أن الأجيال الشابة من أبناء المقاومة تبذل جهودا في عمليات التصنيع والتطوير.

وهذه الإرادة الفلسطينية كانت وستظل دائما حاضرة، فالنقلات النوعية للمقاومة دائما تأتي من خارج حسابات الاحتلال ورغما عنه، كما أن نموذج تطور المقاومة في غزة يشكل حالة إلهام بأن الإرادة الفلسطينية لا تعرف الاستسلام أو الانكسار. ولذلك المقاومة في الضفة ستواصل درب التطوير الذي سيصل حتما إلى نشوء حالة مقاومة قادرة على مواجهة الاحتلال.


    يرى البعض أن عمليات المقاومة لا تزال محدودة الأثر لتغيير الأوضاع في الضفة لأنها تتشكل خارج دوائر الفصائل الفلسطينية المنظمة، ومثل هذا الفعل يحتاج إلى عملية تنظيمية تحكم مساره وتحصد نتائجه. ما تعليقكم؟

الشكل الدفاعي للمقاومة في الضفة يتطلب الوحدة الميدانية التي تذوب فيها الفروق الفصائلية، والحاجة لوجود قيادة ميدانية تدير العمليات الدفاعية. لكن جميع أبناء التشكيلات العسكرية هناك هم من أبناء الفصائل وكوادرها أيضا وعدد منهم قضى سنوات في سجون الاحتلال، وفيما يخص العمليات الهجومية التي نفذتها المقاومة فغالبية المنفذين من أبناء الفصائل.

والفصائل حاضرة في دعم وإسناد حالات المقاومة، وتقوم بذلك من أجل ديمومتها، وهو ما يحصل حاليا في عدة مناطق، فالعمل الدفاعي مهم لحماية حواضن المقاومة، ولتكوين أماكن عصية على الاحتلال تسمح بتطور المقاومة ومواصلة تراكم قدراتها وتموضع كوادرها البشرية. وضمن هذه الرؤية تنطلق الفصائل لدعم المقاومة في التشكيلات العسكرية الميدانية.

    دعنا نسأل بشكل مباشر، هل لحماس علاقة بكتائب جنين ونابلس والمجموعات المسلحة التي بدأت تنتشر في الضفة؟

التنسيق بين الحركة والتشكيلات العسكرية عالي المستوى، فكتائب القسام موجودة في جنين ونابلس وطولكرم، وتشارك بالتصدي للاقتحامات إلى جانب أبناء الفصائل الأخرى. كما أن العدد الأكبر من العمليات النوعية نفذها مجاهدون من كتائب القسام، مثل عملية الأغوار "الحمرا"، وعملية حوارة الأولى، وعملية مستوطنة "عيلي"، وعملية مستوطنة "كدوميم" و"عتصيون"، وعمليات إطلاق النار في تل أبيب، وغيرها مما لم يتم تبنيها.

كما أن التأثير الميداني للحركة ومشاركة أبنائها ساهم في تطور الوقائع الميدانية للمقاومة، فالعمليات الدفاعية للمقاومة مرت بعدة مراحل قبل أن تتحول لشكل حرب العصابات وتنفيذ الكمائن كما في التصدي لاجتياحات مخيم جنين.

ولا شك أن المشاركة الميدانية تخلق جوا من التفاعل الإيجابي بين أبناء التشكيلات العسكرية، والسعي نحو صناعة عقل جمعي لتطوير العمل العسكري لمواجهة العدو.

    تتواصل عمليات الاغتيال والاعتقال للمقاومين من مختلف الفصائل. هل ترى أنها ستحجم من فعل المقاومة أم تزيد التفاف الشارع وخاصة الشباب حول كتائب المقاومة في جنين ونابلس وانخراطهم فيها؟

بل ستزيد المقاومة صلابة والشعب الفلسطيني التفافا حول مقاومته، فالعدو يسعى لرفع كلفة المقاومة بعمليات القتل، وهو لا يزال يتبنى نظرية القتل من أجل الردع، التي نتج عنها ارتقاء أكثر من 200 شهيد منذ بداية العام.

لكل شهيد قصته وحكايته التي قد تطوى معها آمال وأحلام لأم وأب أو زوجة وابن وابنة، لكننا كشعب فلسطيني وعلى مر التاريخ نرى في الثمن المدفوع من أجل فلسطين الوطن والقدس والقضية ثمنا مستحَقا.

نحن شعب لا نحب الألم لكننا نعشق الحرية، فمنذ 100 عام نتوارث النضال ونقدم التضحيات، يذهب جيل ويأتي جيل وهو ينشد حرية فلسطين وحماية المقدسات.

لذلك حكومة المجرمين في تل أبيب التي تريد أن تستعيد الردع عبر مزيد من القتل واهمة، وعليهم أن يأخذوا العبرة من مخيم جنين الذي تم تدميره عام 2002، فخرج إليهم اليوم جيل المقاومة الذين كانوا أطفالا في ذلك الوقت وعاشوا على ذكريات البطولة التي يختزنها المخيم في روايته وأزقته، واليوم عادوا ليصنعوا من المخيم قلعة عصية على العدو، ويعيدوا الكرة في مواجهته.

 
    تبنيتم شعار "وحدة الساحات"، هل تقصدون بها الساحات الفلسطينية (غزة والضفة والقدس والداخل) أم المقصود الساحات العربية المحيطة بفلسطين؟ وهل الظرف الدولي والإقليمي والمحلي يسمح بالعمل بهذا الشعار فعلا؟

الساحات الفلسطينية موحدة في مواجهة العدو وتعيش حالة نضال تكاملية في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني، فنحن نواجه الخطر نفسه، والأدوار التكاملية التي تديرها قيادة المقاومة هي من أجل تشكيل بيئة ضاغطة على العدو ودفعه نحو التراجع والانكفاء.

اليوم الضفة رأس حربة في مواجهة العدو، لأن المشروع الاستيطاني لا تكفي معركة واحدة لتراجعه وتفككه، بينما معركة استنزاف ميدانية تدور رحاها على أرض الضفة بوجود دعم من الساحات الأخرى، سواء بداخل فلسطين أو خارجها، سيجعل المشروع الاستيطاني ينكفئ ويتراجع ويردع قادة العدو وحكومته المتطرفة عن مواصلة برنامجها في تهويد الضفة.

أما معركة متعددة الجبهات، فالهدف منها استعادة دور الأمة في تحرير فلسطين، المعركة في فلسطين هي في مواجهة مشروع يدعمه الغرب بكل قوته، وهنا نلمس دورا أميركيا فاعلا في محاولات تفكيك المقاومة، ومظلة أميركية لا تزال تحمي المشروع الصهيوني.

ولذلك يجب أن يتكون مسار حقيقي وعملي لشعوب الأمة وقوى المقاومة في معركة متعددة الجبهات مع العدو الصهيوني، واقتناع الأمة وشعوبها وقواها بدورهم العملي يجب أن يترجم ممارسة على الأرض بالإعداد لمثل هذه المهمة.

    ما الذي تتوقعه حركة حماس على صعيد المقاومة العسكرية والعمل السياسي من عودة علاقاتها مع سوريا؟ ولماذا يبدو أن مسار المصالحة قد تعطل منذ زيارة وفد الحركة الأخير إلى دمشق، فلم نرَ أي تطور في هذا الملف؟

سوريا دولة مهمة لفلسطين، وهي من دول الطوق التي أثرت ولا تزال في بيئة الصراع مع العدو الصهيوني. ونرى أن استعادة العلاقة مع دول محورية وإستراتيجية في المنطقة ومؤثرة في الصراع يخدم قضيتنا.

وبعيدا عن خطاب تحميل المسؤوليات، فإن ظروف وملابسات العلاقة مع سوريا شابها خلل، ونحن قررنا طي صفحة الماضي والنظر للمستقبل وما يجمع البلدين فلسطين وسوريا الكثير الذي يمكن البناء عليه في تطوير علاقتنا.

حماس اليوم منفتحة على كل مكونات الأمتين العربية والإسلامية اللتين تشكلان عمقنا الإستراتيجي. كما نسعى لتوثيق علاقاتنا السياسية مع المكونات الدولية، فالساحة الدولية تشهد حراكا من أجل إعادة تغيير موازين القوى ووقف تفرد الولايات المتحدة الأميركية في السياسة الدولية.

    منذ مجيء حكومة نتنياهو التي تستند إلى التيارات الدينية المتطرفة، تصاعدت هجمات المستوطنين وجرائمهم في القدس والأقصى وفي قرى الضفة، كيف ترون مستقبل الصراع مع الاحتلال في ظل هذه الهجمة؟

هذه حكومة غير مسبوقة في تاريخ الكيان، وخطيرة بكل معنى الكلمة، وهي مكونة من 3 كتل:

  •     كتلة اليمين الصهيوني المتدين الذي يقوده بتسئليل سموتريتش، وهدفها الأقصى والقدس والضفة الغربية، ووضعت في يدها كل الأدوات لفرض رؤيتها في تهويد الضفة الغربية وصولا إلى تهجير شعبنا منها والاستيلاء على المسجد الأقصى، وأهم أدواتها وزارات ومؤسسات "الأمن القومي والحرس الوطني والمالية"، ولها يد في وزارة الحرب وفي إصدار التراخيص للمستوطنات.
  •     الكتلة الثانية هي "الحريديم" (اليهود المتدينين الأكثر تطرفا) وتمثلها أحزاب "شاس" و"يهوديت هتوراة"، وهدفها تهويد الدولة الصهيونية وجعلها دولة شريعة يهودية.
  •     والثالثة كتلة نتنياهو وحزب الليكود والجيش والأجهزة الأمنية، وهؤلاء هدفهم الأساس إيران وملفها النووي وحزب الله.

ولذلك هذه الحكومة تنتهج 3 مسارات خطيرة:

  •     التسبب في الانقسام داخل المجتمع الصهيوني، وهذا جيد.
  •     على الأغلب التسبب بنشوب نزاع واسع نتيجة الممارسات في المسجد الأقصى وما يخططون له بالضفة الغربية، وهذا سيحدث في المدى القصير، نتحدث عن سنتين إلى 3 سنوات وخلال المدة المتبقية لهذه الحكومة.
  •     وقد تتسبب أيضا بنشوب حرب إقليمية نتيجة سياسات نتنياهو تجاه إيران وحزب الله.

على الجميع أن يأخذ في اعتباره أن هذه الحكومة وبشكل مؤكد تدفع المنطقة كلها -وفي القريب خلال السنتين القادمتين- إلى مواجهه واسعة وشاملة خطيرة جدا.

إستراتيجيتنا نحن في حركة حماس أننا كشعب فلسطيني بكل مكوناته مطلوب منا أن نخوض معركتنا مع الاحتلال والاستيطان، والانتظار يضعف من موقفنا ويقوي من موقفهم ويزيد عدد المستوطنين ويفرض الوقائع على الأرض، خاصة أن الضفة تم تسليمها للتيار الديني القومي الذي ينفذ فيها ما يشاء.

يجب استغلال المتغيرات الدولية وخاصة المأزق الأميركي في تآكل مصداقية الشرعية الدولية التي تقف عاجزة عن إنهاء الاحتلال الصهيوني رغم جميع القرارات الدولية التي تنص على ذلك، وفي ظل توفر موقف دولي يتحدث عن عدم شرعية الاستيطان وما تقوم به حكومة المتطرفين، ورغبة دولية -خاصة أميركية- بمنع تفجر صراع واسع في المنطقة من أجل التفرغ للصراع مع روسيا.

ولذلك إذا صعدنا مقاومتنا الميدانية ضد الاستيطان وجيش الاحتلال بشكل حقيقي وفعال ومؤثر فسيصبح الاستقرار العالمي كله وأمن المنطقة على شفير الهاوية، عندها يمكننا فعلا أن نطرد الاحتلال من الضفة الغربية.


    ما الجديد في مفاوضات تبادل الأسرى مع الاحتلال؟ وهل ترون أن الاحتلال معني بعقد صفقة حاليا؟ وما إستراتيجية حماس لتحرير الأسرى؟

إستراتيجيتنا ومسؤوليتنا الوطنية والدينية أن نواصل العمل من أجل إطلاق سراح الأسرى، وضمن ذلك قامت الحركة بعمليات أسر جندي إسرائيلي في السابق تُوجت بصفقة وفاء الأحرار عام 2011، وتقديرنا أنه لا توجد حكومة في كيان العدو تمتلك الشجاعة لإبرام صفقة تبادل، فقد جرت محاولات جادة للتفاوض على الجنود المأسورين في غزة لكن حكومة العدو تقف عاجزة عن اتخاذ القرار، وتواصل كذبها على عائلات الجنود بأنها تبذل جهدها لمعرفة مصيرهم.

لذلك قرار الحركة دائما أنه يجب أن يكون لدينا عمل من أجل إطلاق سراح الأسرى، فهناك المئات منهم في سجون الاحتلال منذ ما قبل عام 2000 وخلال سنوات التسعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مثل الأسير نائل البرغوثي الذي قضى أكثر من 40 عاما من عمره في سجون الاحتلال.

    هل ترون أن انشغال الغرب بالصراع الإستراتيجي مع الصين وروسيا يمكن أن ينعكس إيجابا على القضية الفلسطينية؟ وكيف؟

الصراع الدولي الحاصل في أوكرانيا هو حرب غربية على روسيا، تسعى الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب لضم مزيد من الدول لمنظوماتها الأمنية من أجل مواصلة إحكام السيطرة على العالم ومنع ظهور قطبية جديدة، ونشر أسلحتها ومنظوماتها الدفاعية والتجسسية في محيط الدول التي تصنفها ضمن قائمة الأعداء.

لذلك لأول مرة نشهد حراكا عالميا منذ العام 1990 يحاول إنهاء الأحادية القطبية التي فرضها الغرب والولايات المتحدة والتي أسهمت بشكل أو بآخر في الاستفراد بالقضية الفلسطينية والمنطقة العربية. كما أن عددا من الدول الصاعدة في العالم والمتضررة من الهيمنة الأميركية والأحادية القطبية في البعدين العسكري والاقتصادي تدفع باتجاه إنهاء هذه الحالة.

واستشعارا من الولايات المتحدة بأهمية المعركة الحالية مع روسيا في النفوذ العالمي فإنها تضع أولوية لمنع تفجر صراعات أخرى والحفاظ على الهدوء والاستقرار العالمي لحين انتهاء معركة أوكرانيا. ومسؤوليتنا أن نستغل هذه الفرصة ونصعد من مقاومتنا بشكل حقيقي وخطير يهدد هذا الهدوء والاستقرار الذي يريدونه.

كما أن من واجبنا منع العدو وحكومته الصهيونية من تنفيذ مخططاتها في فلسطين بهذا الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالصراع الدولي.

ولن ننتظر أن يبادر العالم لإنهاء الاحتلال، فهذا العالم تقوده قوة منافقة بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا، تدفع عشرات المليارات لأوكرانيا تحت عنوان "الدفاع عن حرية الشعب الأوكراني"، وتمدها بكل أنواع الأسلحة، أما فلسطين فهي تحت الاحتلال منذ 75 عاما، وقرارات الأمم المتحدة بالعشرات بخصوصها ولم تتحرك المنظومة الدولية من أجل إحقاق حقوق شعبنا.

يجب أن نضع العالم أمام مسؤولياته وأن نفضح هذه الازدواجية والنفاق في الموقف العالمي -وخاصة أميركا والغرب- الذين يزعمون الدفاع عن حرية الشعب الأوكراني وفي الوقت نفسه يساهمون بشكل مباشر في سلب وقمع حرية شعبنا والاستيلاء على أرضه ومقدساته.

هذه فرصة يجب ألا تُفوت أبدا، ويجب استغلالها بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية. لكن الوسيلة المركزية الحقيقية هي تصعيد المقاومة من خلال مواجهة مباشرة وشاملة بين شعبنا وبين الاحتلال والاستيطان.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الجزيرة نت