حذرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين من إقدام "السلطة الفلسطينية" على تنازلات تمس بالحقوق مقابل تطبيع السعودية مع إسرائيل.
وقالت الجبهة في بيان لها ، يوم الخميس، " مع تواتر الاتصالات الأمريكيّة مع السعوديّة وتقدّمها في الوصول إلى صفقة تقود إلى تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، تجري اتصالات موازية مع السلطة الفلسطينيّة وتقديم وعودٍ وإغراءات لها على أنّ الصفقة ستدفع بما يُسمى "حل الدولتين"، وعلى أنّها ستجد من الدعم المالي والاقتصادي ما يعزّز من وضعها الذي عانى وما يزال من أزمةٍ تتعمّق أكثر فأكثر، بفعل الحصار المالي وبفعل عجزها عن مواجهة السياسات "الإسرائيليّة" الهادفة إلى حسم الصراع واستمرار الضم والقتل والتهجير، وتآكل مكانتها وما تبقى من "شرعيتها" شعبيًا، نتيجة سياساتها المدمّرة التي ما زالت تراهن على المفاوضات والاتفاقات الموقّعة مع العدو، وملاحقتها للمقاومين واعتقالهم في إطار سياستها الأمنية القائمة على التنسيق الأمني مع العدو، وقطع الطريق على تنامي المقاومة التي تشهد تمددًا في أرجاء الضفة، وتمثّل النقيض للسياسة الرسمية الفلسطينيّة."
وحذّرت الجبهة من" إقدام السلطة على تقديم تنازلاتٍ تغطّي من خلالها السعوديّة بصفقة التطبيع المنتظرة مع الكيان الصهيوني، بحجّة أنّ هذا التطبيع يفتح أمامها أفقًا سياسيًا بالعودة إلى المفاوضات، وهي تدرك في واقع الحال أنّ هذا لن يكون ممكنًا بأي حالٍ من الأحوال، وخاصّة مع الحكومة الصهيونيّة الفاشيّة القائمة -كما الحال مع سابقاتها-، وهذا ما تؤكّده مسيرة ثلاثين سنة من اتفاقات أوسلو ونهج التسوية والاستسلام للرؤية الأمريكية - الصهيونية، باسم السلام، الذي ألحق وما يزال أكبر الأضرار والمخاطر بقضية شعبنا وحقوقه الوطنية والتاريخية ومقاومته من أجل تحقيقها كاملة غير منقوصة."
وأدانت الجبهة إقدام المملكة العربيّة السعوديّة على" البحث عن صفقة تطبيع مع الكيان الصهيوني"، وعدّت ذلك تطورًا خطيرًا، "فالسعودية التي تعد إحدى الدول المركزيّة ببعديها "العربي والإسلامي"، ستكون خطوتها التطبيعيّة قاطرة لمزيدٍ من تساقط الدول، وتفتح الأبواب واسعًا أمام الكيان الصهيوني للتمدّد والتموضع في مساحةٍ عربيّةٍ وإسلاميّة لم تحققها له خطوات التطبيع مع الدول الموقّعة على "اتفاقات أبراهام"، وهذا بدوره ما يحدد موقع ودور النظام السعودي الرجعي، ليس في تعامله مع القضية الفلسطينية فحسب، بل مع مجمل القضايا القومية العربية الرئيسية، وأبعادها التحررية، والعمل على إجهاضها لحساب الرؤية الأمريكية - الصهيونية وأهدافها المعادية فلسطينيًا وعربيًا." كما قالت
وعبرت الجبهة عن إدانتها ورفضها الشديدين لأي خطوةٍ تطبيعيّةٍ يجري الإعداد لها بين السعوديّة وإسرائيل، داعية إلى "تحشيد القوى الفلسطينيّة والعربيّة للضغط من أجل قطع الطريق على هذه الخطوة، التي سيترتّب عليها عواقب وخيمة؛ ليس على قضية الشعب الفلسطيني فقط، وإنما على الشعوب العربيّة ومصالحها العليا. "
الشعبيّة: الاحتلال يستغلّ التطبيع العربي الرسميّ للاستمرار في الاستيطان
إلى ذلك، عدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعتزام حكومة الاحتلال "شرعنة" ثلاث بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة بـ"إشراف مباشر من قبل الوزير الفاشي سموتريتش والإعلان عن مخططات أخرى منها "مشاريع طاقة شمسية" جريمة حرب تتطلب ملاحقتها في جميع المحافل ومحكمة الجنايات الدولية، وعلى وهم وسراب إمكانية الوصول إلى تسوية مع هذا العدو الفاشي."
وشددت الجبهة على" أن استمرار الاحتلال الصهيوني في بناء وتشريع المزيد من الوحدات الاستيطانية على أراضي الضفة والقدس هو سياسة ممنهجة هدفها الاستيلاء على الأرض وعزل مدن وقرى الضفة عن بعضها البعض عبر كانتونات مقطعة الأوصال تنهي إمكانية تجسيد السيادة الفلسطينية عليها."
ورأت الجبهة الشعبيّة، أنّ" دولة الاحتلال تستغلّ التطبيع العربي الرسميّ معها للاستمرار في هذه السياسة الاستيطانيّة وتسريع إجراءاتها لفرض وقائع احتلالها الاستعماري لفلسطين."
وجددت الجبهة تأكيدها على "أن التصدي لهذه السياسات الصهيونية يكون بتبني وتعزيز المقاومة الشاملة ضد الاحتلال الصهيوني وفي القلب منها المقاومة المسلحة التي أثبتت نجاعتها وفعالياتها في ردع الاحتلال، ومغادرة مسار التفاوض مع الاحتلال بشكلٍ كامل ومقاومة أي دعوات للعودة إليها."