كشف العقيد أبو إياد شعلان، قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا بلبنان، عن التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار، مساء السبت، بمخيم عين الحلوة، بعد اجتماع للجنتين من هيئة العمل الفلسطيني المشترك.
وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الهيئة أعلنت عن وقف إطلاق النار داخل المخيم، كما تشرف بشكل مباشر على تنفيذ القرار، معتبرًا أن لا ضمانات حقيقية للحفاظ على استمرار قرار وقف إطلاق النار من قبل الأطراف الأخرى.
وقال إنه "سبق التوصل لوقف إطلاق نار في أكثر من مناسبة، لكن المجموعات الإرهابية لم تلتزم بأي اتفاق، حيث تم الاتفاق أمس الجمعة على وقف إطلاق النار، لكن هذه المجموعات هاجمت قوات الأمن الوطني وقوات حركة فتح، في صباح السبت، وتحديدا الساعة العاشرة، فيما استمرت المواجهات ومعارك الكر والفر طول اليوم حتى تم التوصل للقرار الحالي".
وأوضح أن "لا ضمانات عند هذه الجماعات الإرهابية للالتزام باتفاق الهدنة، فيما لا يوجد أمامنا خيار سوى اجتثاث هذه المجموعات من المربعات التي تسيطر عليها بقوة السلاح".
وفيما يتعلق بهدف هذه المجموعات، قال إنها تسعى للسيطرة على مخيم عين الحلوة باعتباره عاصمة الشتات الفلسطيني، وأكبر مخيم في لبنان، حيث يحاولون تأمين ورقة اللاجئين، مستبعدًا أن يكون لهم أي اهتمام سياسي بقدر إيجاد قاعدة إرهابية لهم ينطلقون خلالها إلى باقي المناطق اللبنانية.
مسؤول في "حماس": هناك أياد خفية ومخطط خارجي يعبث في أمن مخيم عين الحلوة
واعتبر المسؤول الإعلامي لحركة "حماس" في لبنان، وليد كيلاني، أنه "لا يستبعد بدء تنفيذ مشاريع في مخيمات لبنان انطلاقًا من مخيم عين الحلوة تحديدا".
وفي تصريحات لوكالة"سبوتنيك"، قال كيلاني، إنه من "الواضح أن هناك أياد خفية ومخططا خارجيا يعبث في أمن مخيم عين الحلوة".
وأشار إلى أن "مخيم عين الحلوة هو عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان، وهو أحد المخيمات الإثني عشر الموجودة في لبنان، وهو أكبر المخيمات الذي يحوي لاجئين فلسطينيين، حسب الأونروا 60 ألف ويزيد، قد يصل إلى 100 ألف، لذلك هناك مشروع يراد للاجئين الفلسطينيين وخاصة مخيم عين الحلوة، المخطط واضح، هناك من لا يريد التهدئة".
وأضاف كيلاني أنه "عقد لقاء بين ممثلين عن الفصائل الفلسطينية إن كان "فتح" و"حماس" اللذين من الممكن أن يكون لهما دور كبير في الوسط الفلسطيني".
وأشار إلى أن "حركة "فتح" هي الطرف الأساسي في الأحداث الحاصلة، كونها طرف موجود على الأرض والطرف الثاني هو الشباب المسلم وجند الشام وفتح الإسلام، وقد تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وبهذا الاتفاق سارت الأمور وعلى أساس أن يتم تثبيت وقف إطلاق النار، وصباح اليوم وقع هجوم من قبل "فتح" من الجهة الجنوبية لمخيم عين الحلوة على منطقة حطين، وهذه المنطقة يوجد فيها الشباب المسلم وباقي الفصائل، الهجوم كان مباغتا وتم الرد عليه من قبل الطرف الثاني وهو الشباب المسلم، وهنا خرقت الهدنة وبدأت تتدحرج الأمور إلى مناطق أخرى، فعدنا إلى المربع الأول وفتحت الأمور إلى معركة في منطقة أخرى والتي هي محور الطوارئ والتعمير والبركسات، وبالتالي انهار وقف إطلاق النار".
وأوضح أن "الاتصالات والتواصل كان حثيثا لوقف إطلاق النار مساء اليوم، والتقى السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وكذلك مسؤول المخابرات العامة منذر حمزة في مستشفى الهمشري وعلى أساس أن ينتقلوا إلى المخيم".
وأضاف: "دخل وفد هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى المخيم والتقى بجهات من القوى الإسلامية، وتم التفاهم على وقف إطلاق النار عند الساعة السابعة والنصف مساء اليوم، والمفروض أن سريان وقف إطلاق النار قد بدأ، إلا أنه مرهون بالوقت لنرى إذا كان سيتم تثبيته أو خرقه".
ولفت كيلاني إلى أنه "للأسف نحن بهذا الوضع منذ 42 يوما، والتصعيد وتبادل الإتهامات والتدشيم ووضع السواتر الترابية والمتاريس إلى الآن، وكل الحلول والتفاهمات كانت تنهار عند أول طلقة رصاص تطلق من شخص موتور أو شخص غير منضبط حتى وصلنا إلى هذه المرحلة".
وأضاف: "الدمار كبير في المخيم، هناك تهجير وتشريد لأهل المخيم، الناس في الطرقات والشوارع، ضرب للمتلكات وأرزاق الناس داخل المخيم وضرب أمن جوار المخيم، اليوم كانت مدينة صيدا شبه مشلولة، ولكن نقول إن الرابح في المعركة هو الخاسر لأن الكل خاسر في هذه المعركة لأنهم لا يتقاتلون على شيء واضح، يتقاتلون على شوارع ومبان".
وعقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، السبت، اجتماعات منفصلة مع كل من حركة وفتح والأمن الوطني من جانب، وآخر مع "القوى الإسلامية" بشأن أحداث مخيم عين الحلوة.
وقُتل 4 أشخاص بينهم مدني السبت خلال اشتباكات جديدة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، فيما وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي انتقادا إلى القيادة الفلسطينية بسبب تجدد أعمال العنف.
وتدور اشتباكات منذ مساء الخميس بين حركة "فتح" ومجموعات "إسلامية متشددة" في المخيم القريب من مدينة صيدا. وقتل 13 شخصا خلال اشتباكات مماثلة بدأت في 29 تموز/يوليو واستمرت خمسة أيام.
وبعد ليلة هادئة نسبيا، تجددت الاشتباكات السبت في صيدا، إذ أفيد بسماع دوي قذائف وأسلحة رشاشة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت سابق بأن "الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح والمجموعات المسلحة متواصلة، حيث تسمع اصوات الرصاص والقذائف الصاروخية في أرجاء مدينة صيدا، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى ثلاثة، بينهم واحد من حركة فتح وآخر من الشباب المسلم، فيما قتل مدني نتيجة رصاص طائش في منطقة الغازية المجاورة لمخيم عين الحلوة ويدعى حسين مقشر".
وأضافت "أصيب العشرات بجروح داخل المخيم وخارجه نتيجة الرصاص الطائش وانفجار القذائف الصاروخية".
ونقل مستشفى حكومي مجاور للمخيم جميع مرضاه إلى مؤسسات أخرى بسبب الخطر، على ما قال مديره أحمد الصمدي.
من جهته، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشاور معه في التطورات الحاصلة في مخيم عين الحلوة.
وشدد رئيس الحكومة خلال الاتصال "على أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة" وفق ما كتب على منصة "إكس".
وأضاف أن "ما يحصل لا يخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية ويشكل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصة إلى مدينة صيدا التي تحتضن الأخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها".
وعبر منصة "اكس"، دعا الجيش اللبناني الذي لا يدخل المخيمات بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، فيما تتولى الفصائل الفلسطينية نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة "جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونًا لأرواح السكان في المناطق المجاورة".
وأضاف "تشير قيادة الجيش إلى أنها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تُعرّض حياة المواطنين الأبرياء للخطر".
وفرت عشرات العائلات من المخيم منذ مساء الخميس حاملة أكياسا مليئة بالضروريات مثل الخبز والماء والدواء.
وقال محمد بدران (32 عاما) الذي نزح مع زوجته وولديه الإثنين من المخيم "خرجت مع عائلتي لأننا عشنا ما يشبه الجحيم، وشعر أطفالي بالخوف الشديد بسبب كثافة القذائف والرصاص التي كانت تسقط على الحي، ولن أعود إلى المخيم إلا حين أضمن أنه لن يكون هناك جولة جديدة من الموت... أن ننام في الشارع أرحم وأكثر آمنا على طفلي".
وقال مسؤول وحدة الكوارث في بلدية صيدا مصطفى حجازي إنه بالتنسيق بين البلدية والصليب الأحمر يجري العمل على نصب العديد من الخيم لاستيعاب نحو 250 شخصا نزحوا من المخيم.
ويتركز القتال على مجمع مدرسي تابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) وفق ما أفاد مصدر في إدارة المخيم طالبا عدم كشف اسمه.
مما يذكر أن مخيّم عين الحلوة هو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويُعرف بإيوائه مجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون. ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سورية.
وغالبا ما يشهد عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.
وفي 29 تموز/يوليو، اندلعت في المخيم اشتباكات عنيفة استمرت خمسة أيام بين حركة فتح ومجموعات إسلامية متشددة. وأودى التصعيد بـ13 شخصا، غالبيتهم مقاتلون وبينهم قيادي في فتح قتل في كمين.
بعد ذلك، عاد الهدوء إلى المخيم إثر سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، وتم الاتفاق على ضرورة تسليم المشتبه بهم في اغتيال القيادي في فتح ومقتل آخر ينتمي إلى المجموعات الإسلامية اعتبر مقتله شرارة لاندلاع الاشتباكات.