ابو علي مقبل .. الذهب العتيق ... وملك الهتيفة...

بقلم: علي بدوان

thumbnail_ابو علي مقبل.jpg
  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

ابو علي محمد مقبل، ابن مدينة الرملة مواليد 1945، الفلسطيني الرملاوي القُح، من رعيل البدايات، في مدرسة الدكتور جورج حبش وحركة القوميين العرب وصولاً للجبهة الشعبية...

ابو علي مقبل، من الذهب العتيق، الذهب الذي كان ومازال يِلمَع، خاصة عند الإحتكاك في ميادين الفعل والعمل...

وكان يزداد لمعاناً في اللحظات الوطنية الحرجة والحاسمة، على امتداد مسيرة فلسطينية مُكتظّمة، مسيرة غابة المناضلين والبنادق منذ انبثاقاتها الأولى في أزمانها التي تورِّدَت بيارق وبنادق، على يد شبان و(رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) (النور آية 37) .... ولا عن ذكر الوطن.

thumbnail_ابو علي مقبل مع ابو عمار.jpg


أبو علي مُقبل ملك المظاهرات من ايام البدايات في عمان والجامع الحسيني وساحاته القريبة منه، وثانوية رغدان وصولاً لجامعة دمشق ...

فقد كان ملك المظاهرات وصياغة شعاراتها، وعلى السليقة، حين كان يعتلي اكتاف الشبان، فيطلق وينحت المواقف بهتافاتٍ مُختصرة، بليغة دون ترتيب مُسبق، سيدها الإلهام وحده دون غيره، فكانت الشعارات المختصرة التي كان يُطلقها ويرددها المئات معه، أبلَغَ من مقالٍ سياسي مُدبجّ ومطوّل ومتخم بالشواهد والإسنادات والإضافات.

درس أبو علي مُقبل القانون في جامعة دمشق، وكان من نشطاء الاتحاد العام لطلبة فلسطين في سوريا، اضافة لعضويته في الجبهة الشعبية، وانتقل بعدها في عمله الى الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعاد الى فلسطين، حيث يتابع دوره في ميادين العمل الوطني المختلفة.

عاد الى فلسطين، عودة الإنتقال لميدان الفعل الأساسي، فكان وبعد سنين عمره، يتقدم الصفوف في الفعاليات اليومية خاصة في ظل الإنتفاضة الكبرى الثانية وحصار المقاطعة...

كان كما يصفه البعض، مقداماً الى حد التهور، وقال اخرون عنه، انه مشاكساً، وهو ما افضى لتوقيفه، وعندما زار الشهيد ابو علي مصطفى الرئيس الشهيد ياسر عرفات في اليوم الأول للعيد في حينها، خاطب ابو عمار : القهوة لن اشربها الا بعد اطلاق ابو علي مقبل، وهو ما كان على الفور، حين طلب ابو عمار اطلاق ابو علي مقبل، والقدوم به للمقاطعة لمكتب الرئيس ياسر عرفات وبوجود ابو علي مصطفى.

أبو علي النشيط، المبادر، ابن الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، حقه كبير علينا جميعاً باكرامه، واكرام القوافل التي تتالت ومازالت قابضة لى جمر المقاومة والفعل في مواجهة الإحتلال.

أخيراً، وبالمحبة والمودة، وروح الرفاقية والإخوة، تم تلبيس ابو علي لقب (أبو علي نص كولت)، وهو اللقب الذي ذاع صيته معه في ساحات العمل الفلسطيني بين سورية ولبنان والأردن، وصولاً الى رام الله.

اخي ابو علي الصديق الصدوق، لك كل الأمنيات بالصحة والعافية والعمر المديد.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت