اعتبر أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جبريل الرجوب أن استضافة الصين لدورة الألعاب الآسيوية بمدينة هانغتشو تشكل علامة فارقة، معربا عن طموحه برفع اسم فلسطين فيها.
وقال الرجوب، وهو أيضا رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين استضافت بطولات رياضية عديدة على مدار الأعوام الماضية ونتوقع منها خلال هذه الدورة تنظيما مميزا لما لديها من خبرات كبيرة.
وأضاف الرجوب أن استضافة الصين لدورة الألعاب الآسيوية في هذه المرحلة لها دلالاتها على المنظومة الرياضية الدولية وعلى الأسرة الآسيوية، مشيرا إلى أن تنظيم الألعاب الآسيوية في الصين التي تربطنا علاقة تاريخية فيها "تشجعنا وتقوينا على المنافسة والظهور في مظهر يليق باسم فلسطين".
ولدى وصفه العلاقة الرياضية الفلسطينية الصينية بأنها "رائعة جدا"، لفت إلى أنه زار الصين مرات عديدة في مهام مختلفة لكن هذه المرة سيكون على رأس البعثة الفلسطينية المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية.
وقال إنه سبق له أن زار مدينة هانغتشو، وهي مدينة جميلة تعكس مدى التطور الحضاري والمعماري الصيني، ومدى عراقة وأصالة الشعب الصيني، مضيفا "شهدنا في المدينة كرما في الضيافة وحفاوة في الاستقبال وهو ليس بالأمر الغريب ولا الجديد على الشعب الصيني الصديق".
وأشار إلى أن البعثة الفلسطينية تشارك في 16 لعبة، 3 منها جماعية، مضيفا أن المشاركة الفلسطينية في الدورة الآسيوية "لحظة سعيدة نقدم فيها أكبر عدد في تاريخنا من اللاعبين والفنيين والإداريين".
وأكد أن الرياضة في الأراضي الفلسطينية "ليست جزءا من الانقسام الداخلي وهناك لجنة أولمبية واحدة لكل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والخارج ولدينا اتحاد كرة قدم وحركة كشفية واحدة".
واستطرد قائلا "ستكون دورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها الصين هذا العام وتشكل أكبر محفل رياضي قاري، فرصة كبيرة لتعزيز العلاقة بين الشعوب في قارة آسيا، وذلك انطلاقا من قدرة الرياضة على كسر القيود والحواجز وتحقيق ما عجزت السياسة عن تحقيقه في توطيد علاقات الشعوب الآسيوية."
ستقام دورة الألعاب الآسيوية الـ19 في هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، في الفترة من 23 سبتمبر إلى 8 أكتوبر. ومن المقرر أن تكون الدورة أكبر نسخة على الإطلاق بمشاركة 12500 رياضي من 45 دولة ومنطقة.
كما تطرق الرجوب في حديثه إلى الوضع السياسي، قائلا إن "الصين دولة تقود اليوم نهضة لمساعدة الشعوب الفقيرة والأخذ بيدها وتقديم كافة المساعدات، إن كان في آسيا أو أفريقيا أو أمريكا الجنوبية".
وبيّن أن "الصين تقدم خدمات ومساعدات بمنظور له علاقة بقيم وليس مصالح وأطماع وتوسعات"، مشيرا إلى أن ما جرى بين السعودية وإيران هو إنجاز لآسيا والعرب والخليج، لكنه أيضا رسالة للجميع بعظمة الدولة الصينية وقدرتها على التأثير وكسر حالة التوتر.
وحول زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الصين في يونيو الماضي، قال الرجوب إن الصين كانت دوما دولة صديقة لفلسطين وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وفي الزيارة الأخيرة تم الإعلان عن إقامة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين حيث جاءت هذه الشراكة كخطوة للتأكيد على عمق العلاقات التي تربط البلدين، وذلك بالتزامن مع مرور 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشاد الرجوب بالرؤية الصينية المكونة من 3 نقاط لدفع حل القضية الفلسطينية واستعداد بكين للعب دور إيجابي لمساعدة فلسطين في تحقيق المصالحة الداخلية، قائلا "نرحب بأي جهد في هذا الملف ونحن مستعدون للتعاون مع الصين".
وبشأن مبادرة الحزام والطريق الصينية، أعرب الرجوب عن ترحيبه بالتعاون الصيني-العربي بكل مكوناته، قائلا "إنه يصب في مصلحة المنطقة وآسيا"، وأثنى على كافة المشاريع التي لها علاقة بتنمية واستقرار المنطقة والهادفة لتعزيز العلاقات الثنائية.