حرب غزة.. إسرائيل توسع توغلها وتفصل الشمال عن الجنوب بالنيران

واصلت الآليات العسكرية الإسرائيلية تعميق توغلها داخل قطاع غزة وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة، أسفرت عن مقتل 25 جنديا، منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية، فجر الثلاثاء الماضي.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، اشتدت وتيرة قصف الجيش الإسرائيلي من المدفعية والطيران الحربي والبوارج لمحيط المناطق التي تتوغل فيها قواته.

وعمليات القصف الشديد تسبق عادة مزيدا من التوسع في العمليات البرية الإسرائيلية فالهدف منها "حرق" المناطق التي تسعى للوصول إليها في محاولة لوقف عمليات الفصائل الفلسطينية المسلحة.

وكان القصف مكثفا في محوري شمال غرب مدينة غزة وجنوب شرقي المدينة، واستهدف طرقات وأراضي زراعية ومنازل مخلاة من سكانها.حسب وكالة "الأناضول".

وتعميق التوغل داخل أراضي غزة، يعني دخول قوات إسرائيلية جديدة للقطاع لتغطية كافة مناطق السيطرة.

وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال مصدران إسرائيليان لموقع "إكسيوس" الأمريكي، إن فرقتي مدرعات ومشاة يتجاوز عدد عناصرهما 20 ألف جندي إسرائيلي دخلتا قطاع غزة منذ بدء العملية.

 محور شمال غزة
في محور شمال غرب مدينة غزة حافظت القوات الإسرائيلية على مواقع تمركزها بمنطقة مسجد "الخالدي" على شارع "الرشيد" المحاذي لشاطئ البحر وإلى الشمال بمنطقة أبراج "المقوسي" امتداد شارع النصر.

وهذه المنطقة تقع ضمن حدود مدينة غزة من جهة الشمال، ولكنها على الأطراف وتخلو من السكان.

وخلال ساعات نهار وليل يوم الجمعة، استهدف قصفا عنيفا محيط منطقة التوغل في الشمال الغربي، وأطلقت الطائرات الإسرائيلية قنابل إنارة بكثافة في سماء الموقع نفسه.

كما تسمع أصوات إطلاق قذائف ونيران أسلحة رشاشة ثقيلة متبادلة في المنطقة، وتزداد حدتها خلال ساعات الليل.

واندلعت الاشتباكات أيضا في محور توغل القوات الإسرائيلية ببلدة بيت حانون (شمال شرق)، حسب الشهود.

وهذه المناطق عبارة عن أراض زراعية خالية من السكان، أو مناطق سكنية كانت دمرتها الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية من الحرب المتواصلة منذ 28 يوما.

ونشرت كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، مشاهد من اشتباكات خاضها عناصرها مع القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وظهر في المشاهد التي نشرتها "القسام" خروج عناصر من الكتائب من نفق حاملين أسلحة مختلفة، ويخوضون اشتباكات مع قوات إسرائيلية متوغلة في منازل وأراض زراعية فلسطينية.

وتضمن الفيديو، إطلاق عناصر "القسام" قذائف محمولة على الكتف داخل غرف ومنازل للمواطنين، احتمت بها القوات الإسرائيلية.

كما أظهر الفيديو، إطلاق قذائف على آليات إسرائيلية.

وكانت "كتائب القسام" قالت، في بيان الجمعة: "استهدفنا قوة صهيونية متحصنة في مبنى شمال بيت حانون بخمس قذائف TBG، واشتعلت النيران في المبنى".

وفي بيان آخر، قالت "كتائب القسام" إنها قتلت 4 جنود إسرائيليين "من مسافة صفر" شمال غرب مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع.

وأضافت في بيان ثالث أن عناصرها "استهدفوا دبابة صهيونية بأربع 4 قذائف من طراز الياسين 10، شمال القطاع".

كما أفادت في منشور آخر، بأن عناصرها "استهدفوا 3 آليات صهيونية في محور شمال غرب غزة بقذائف الياسين 105".

ولم تذكر "القسام" في بعض بياناتها ما إذا كانت هجماتها أسفرت عن قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

محور جنوب غزة
وفي محور الجنوب، تواصل القوات الإسرائيلية قصف منطقة حي الزيتون وتل الهوى بشكل كثيف بالأحزمة النارية من الطائرات والقذائف المدفعية منذ 3 أيام، بالتزامن مع توسيع توغلها هناك بشكل محدود وصولا إلى منطقة بعيدة نحو 500 متر عن شارع "الرشيد" على شاطئ البحر.

وتوسيع التوغل باتجاه الغرب في هذه المنطقة يعني أن القوات الإسرائيلية تحاول الوصول إلى شارع "الرشيد" لفصل شمال القطاع عن جنوبه بشكل عملي، بعد أن فصلته بالنيران.

وفصل القطاع بالنيران يعني أن الجيش الإسرائيلي يستهدف بالقناصة وقذائف البوارج الحربية كل من يحاول الوصول من شمال غزة لجنوبه عبر شارع "الرشيد" دون أن يسيطر فعليا على الأرض.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، مقتل عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي خلال نزوحهم من شمال غزة إلى جنوبها على طريق "الرشيد" الساحلي.

وقال المكتب الإعلامي في بيان: "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة راح ضحيتها عدد من الفلسطينيين كانوا يتجهون إلى المناطق الجنوبية لقطاع غزة عبر الطريق الساحلي".

وأضاف: "شهداء مجزرة الطريق الساحلي كان من المفترض أن يتوجهوا إلى المناطق الذي زعم الاحتلال أنها آمنة".

وأظهر مقطع مصور لشاب فلسطيني يستقل دراجة هوائية عددا من الجثث والأشلاء ملاقاة على الأرض نتيجة استهداف من قبل القوات الإسرائيلية على شارع الرشيد، غرب مدينة غزة.

وبالتوازي مع ذلك يواصل مقاتلو الفصائل الفلسطينية استهداف القوات الإسرائيلية بمحور جنوب غزة بالقذائف المضادة للدروع، علاوة على الاشتباكات المسلحة.

ونشرت "كتائب القسام"، مساء الجمعة، مشاهد من اشتباكات خاضها عناصرها مع القوات الإسرائيلية في بلدة جحر الديك، جنوب شرق غزة.

 أين تتوجه القوات الإسرائيلية؟
ويتضح من العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض أن التوغل البري قد يتجه من حي الزيتون باتجاه الشمال إلى حي تل الهوى الذي دمرت الطائرات الإسرائيلية أجزاء واسعة منه، خلال الأيام الماضية ما يعني أنها اتبعت ضده سياسة "الأرض المحروقة".

وهذا السيناريو يشبه إلى حد كبير العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة 2008 ـ 2009 واستمرت 23 يوما عندما توغلت من الحدود الشرقية للقطاع ودخلت حي الزيتون ووصلت من أطراف الحي الجنوبية وصولا إلى "تل الهوى" (غرب مدينة غزة).

وآنذاك احتلت الآليات العسكرية منطقة مستشفى "القدس" ومتنزه "برشلونة" وأبراج "تل الهوى" وهو مربع مساحته نحو 500 متر.

ولا يعلن الجيش الإسرائيلي خطط العمليات البرية التي ينفذها في عدة محاور بقطاع غزة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 28 يوما "حربا مدمرة" على غزة، استشهد فيها 9227 فلسطينيا، منهم 3826 طفلا و2405 سيدات، وأصاب 23516، كما قتل 145 فلسطينيا واعتقل نحو 2070 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

 

 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - مصطفى حبوش / الأناضول / الجزيرة