في اليوم الـ67 من الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، الموافق 12 ديسبمر/كانون الأول 2023، تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكذلك مناطق بالضفة الغربية، في حين شهد الصعيد السياسي تصريحات أميركية لافتة منتقدة إسرائيل.
العدوان مستمر
في قطاع غزة، الساحة الرئيسية لعدوان الاحتلال الإسرائيلي، تواصلت الاشتباكات في مناطقة متفرقة أبرزها مخيم جباليا الذي استهدفه الاحتلال بعشرات القذائف المدفعية، وخان يونس التي شهدت اشتباكات متزامنة مع قصف مدفعي.
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان قال إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 25 مجزرة في غزة خلال 48 ساعة، مضيفا أنه بات لزاما على الغرب إعلان براءته من هذا الكيان الذي فشل في تحقيق أي إنجاز عسكري أو سياسي.
بدورها، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الثلاثاء إنها اشتبكت مع جنود الاحتلال، واستهدفت تجمعات وآليات إسرائيلية في القرارة بخان يونس وكذلك في منطقة الشيخ رضوان، كما استهدفت مواقع إسرائيلية في جنوب غزة.
وكشفت كتائب القسام تفاصيل كمين نصبته لفصيل مشاة من قوات الاحتلال في غرب جباليا الثلاثاء الماضي، لتوقع عشرات الجنود بين قتيل وجريح، مضيفة أن قوة إسرائيلية راجلة تقدمت بعد يومين من الكمين نحو مبنى ليتم استهدافها وقتل 15 جنديا منها.
في الأثناء، كشف "أبو حمزة" المتحدث باسم سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- عن اشتباك مقاتلي السرايا مع القوات الإسرائيلية من مسافة صفر، وقال إنهم قتلوا العشرات وأصابوا المئات منها، فضلا عن الاستمرار في قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ والحشود العسكرية بقذائف الهاون.
سياسيا، قال أبو حمزة -في كلمة مسجلة بثتها الجزيرة- إن تحرير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة لن يكون إلا بالتفاوض غير المباشر وتحت مظلة وقف إطلاق النار التام أو قتلا تحت القصف الإسرائيلي المستمر.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرف مصيره بعد الحرب الحالية، "وهو يعمل على المراوغة للبقاء في سدة الحكم".
الضفة الغربية
في الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين الاحتلال والمقاومة في الخليل وجنين، وشن الاحتلال حملة اعتقالات جنوب نابلس، كما أعلن حزب الله استهداف ثمانية مواقع إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان.
وأفاد مراسل الجزيرة بتبادل إطلاق النار بين مقاومين وقوات الاحتلال قرب مستشفى الشفاء في محيط مخيم جنين بالضفة الغربية.
وفي لبنان، أعلن حزب الله أنه قصف نقاط انتشار لجنود الاحتلال في محيط موقع العاصي وحقق إصابات مباشرة، ليصل عدد المواقع العسكرية الإسرائيلية التي استهدفها الثلاثاء قبالة حدود لبنان الجنوبية إلى 8، في حين قصفت إسرائيل محيط بلدات لبنانية وسقط أحد صواريخها قرب مدرسة.
تصريحات لافتة
يوم الثلاثاء كان يوما لتصريحات ومواقف سياسية لافتة، كان أبرزها ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن من أن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بقصفها العشوائي لقطاع غزة، مضيفا أن سلامة الشعب اليهودي باتت على المحك حرفيا، على حد قوله.
وانتقد بايدن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واعتبرها الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، مشيرا إلى أنها لا تريد حل الدولتين.
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على هذه التصريحات، معتبرة أنها تشير إلى أن الانقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل ينفجر إلى العلن، وأن تصريحات بايدن تمثل أكبر تغير في لغة الولايات المتحدة بشأن إسرائيل منذ معركة طوفان الأقصى.
وفي تصريحات مهمة أخرى، قال رؤساء وزراء أستراليا وكندا ونيوزيلندا، في بيان، إنهم يدعمون الجهود الدولية العاجلة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، مشددين على معارضتهم أي إعادة احتلال للقطاع أو تقليص مساحته أو فرض تهجير قسري للفلسطينيين، ومؤكدين دعمهم حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
على صعيد التصريحات أيضا، نددت الرئاسة الفلسطينية بتصريحات نتنياهو التي أعرب فيها عن استعداد حكومته اليمينية المتطرفة لاحتمال خوض حرب على القوى الأمنية الفلسطينية بالضفة الغربية، واعتبرتها دليلا على نيته إشعال الضفة.
وفي السياق ذاته، اعتبرت حماس أن تصريحات نتنياهو تؤكد "جاهزية جيش الاحتلال لمهاجمة السلطة الفلسطينية ونيته استهداف شعبنا في غزة والضفة".
خسائر إسرائيلية
وكانت إسرائيل كشفت الثلاثاء عن المزيد من خسائرها العسكرية جراء حربها على قطاع غزة، حيث أعلنت ارتفاع عدد الجنود والضباط القتلى منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 435، بينهم 105 قُتلوا منذ بدء العملية البرية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ثم عاد جيش الاحتلال ليعلن عن ارتفاع عدد الإصابات بين جنوده وضباطه إلى 600 منذ بدء الحرب البرية، ليرتفع عدد الجرحى بين العسكريين منذ بداية الحرب إلى 1683، بينهم 263 في حالة خطيرة و465 متوسطة و955 في حالة طفيفة.
وفي خسائر من نوع مختلف، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن العديد من الإسرائيليين قدموا طلبات للجوء إلى البرتغال في أعقاب معركة طوفان الأقصى
وكانت معطيات سلطة الهجرة والسكان في إسرائيل قد أظهرت أن نحو 370 ألف إسرائيلي غادروا منذ بدء معركة طوفان الأقصى حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
إغراق الأنفاق
معاناة جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة دفعته -على ما يبدو- إلى القيام بخطوات غير مألوفة، إذ نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين وصفتهم بالمطلعين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ ضخ مياه البحر إلى "مجمع الأنفاق التابع لحماس في غزة".
ووفقا للمسؤولين، فإن غمر "أنفاق حماس في غزة بمياه البحر من الممكن أن يستغرق أسابيع".
ورفض المتحدث باسم وزير الجيش الإسرائيلي التعليق على ما قالته الصحيفة، مشيرا إلى أن "عملية الأنفاق سرية ولا يمكن التعليق عليها".
في الأثناء، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجددا على استهداف الفرق الطبية، إذ اعتقلت مدير مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع أحمد الكحلوت واقتادته إلى جهة غير معلومة، وذلك بعد اقتحامها المستشفى واحتجاز فرق طبية.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن قوات الاحتلال أخلت سبيل 5 أطباء وكذلك السيدات من الفرق الصحية، موضحة أنها اقتادت أكثر من 70 من الفرق الصحية إلى جهة غير معلومة.
باب المندب
وعلى البعد من غزة، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) رفع الجاهزية لمواجهة كل الاحتمالات ضد إسرائيل، وذلك بعد تلويح الأخيرة باستخدام القوة ضد الجماعة.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن هجمات الحوثيين على سفن إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل في باب المندب هي مشكلة دولية تتطلب حلا دوليا.