في اليوم الـ76 من الحرب على غزة، قصفت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تل أبيب الكبرى برشقة صاروخية كبيرة، وأعلنت قتل 17 جنديا إسرائيليا في عمليتين بالقطاع، في حين واصل جيش الاحتلال قصف المناطق السكنية مخلفا مزيدا من الشهداء والدمار.
فقد أعلنت كتائب القسام أنها قصفت اليوم الخميس تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة، كما أعلنت عن سلسلة من العمليات الجديدة ضد قوات الاحتلال في قطاع غزة، مؤكدة أنها قتلت 17 جنديا إسرائيليا في عمليتين منفصلتين.
وقالت كتائب القسام -عبر حسابها في تطبيق تليغرام- إن الرشقة الصاروخية التي أطلقتها على تل أبيب الكبرى تأتي ردا على المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض 20 صاروخا، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن 35 صاروخا على الأقل أطلقت باتجاه تل أبيب.
أبو عبيدة: القضاء على المقاومة فشل
وعلى صعيد متصل، قال أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام إن على إسرائيل وقف عدوانها وتحقيق مطالب المقاومة الفلسطينية للإفراج عن أسراها في غزة.
وذكر أبو عبيدة -في كلمة مسجلة حصلت عليها قناة الجزيرة- أن إسرائيل إذا أرادت أسراها أحياء، فليس أمامها خيار سوى وقف العدوان، مؤكدا أن "استمرار العدوان لا يسمح بإطلاق سراح الأسرى".
وأشار في كلمته القصيرة إلى أن هدف الاحتلال بالقضاء على المقاومة محكوم عليه بالفشل، موضحا أن "العدو التائه المأزوم لم يتعلم من تجارب التاريخ، ولا يزال يكرر حماقاته وأخطاءه التاريخية، لأنه منفصل عن واقع شعبنا وجاهل بحضارته".
وتطرق أبو عبيدة لعمليات كتائب القسام خلال الأسبوع الأخير، حيث نفذت أكثر من 15 عملية قنص ناجحة، كما بلغ عدد آليات الاحتلال التي استهدفتها منذ بدء العدوان البري 720 آلية.
شعبية حماس
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن موجة من التحليلات الجديدة التي أجرتها وكالات استخبارات أميركية حذرت من أن مصداقية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتأثيرها زادا بشدة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها خلال الشهرين الماضيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن حماس نجحت في وضع نفسها في بعض أجزاء العالم العربي والإسلامي كمدافعة عن القضية الفلسطينية ومقاتلة فعالة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أطلقت عملية طوفان الأقصى.
كما ذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية -بحسب الشبكة- أن حماس لم تكن منظمة ذات شعبية كبيرة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها أصبحت اليوم أكثر شعبية.
دعوة لحل مجلس الحرب
في المقابل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى حل المجلس الوزاري الحربي، بسبب ما اعتبره فشل مجلس الحرب في إدارة المعركة على قطاع غزة.
ويضم المجلس الوزاري الحربي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، والوزيرين بلا حقيبة بيني غانتس وغادي إيزنكوت، وكان قد تشكل في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليدير الحرب على قطاع غزة.
وقال بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، في تغريدة على منصة إكس "إذا كان هناك من ينوي، لا سمح الله، إيقاف الجيش الإسرائيلي قبل هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة جميع المختطفين، فليأخذ في الاعتبار أن القوة اليهودية ليست معه".
قضية الأسرى
وعن ملف تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب قدمت عرضا بشأن صفقة تبادل جديدة للأسرى مع الفصائل الفلسطينية، وأنها تتوقع ردا من الوسطاء القطريين خلال أيام قليلة.
ونفى المسؤولون الإسرائيليون أن تكون هناك محادثات جارية بشأن تبادل الأسرى، قائلين إنها لم تبدأ فعليا.
وفي السياق، قال إعلام إسرائيلي إن حركة حماس تصر على أن تشمل صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين المقبلة الإفراج عن 3 قادة فلسطينيين بارزين من داخل السجون الإسرائيلية، وهم: عضو اللجنة المركزية بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادي في حركة حماس عبد الله البرغوثي.
تحذير من مجاعة
وعلى الصعيد الإنساني، قال برنامج الغذاء العالمي إن غزة تواجه جوعا كارثيا، وتوقع تقرير جديد للبرنامج حدوث مجاعة في حال استمرار النزاع.
وحذر البرنامج أيضا من خطر حدوث مجاعة بغزة ما لم يتم توفير غذاء كاف ومياه نظيفة وخدمات طبية وصرف صحي.
لا أدلة على دخول الأنفاق من مجمع الشفاء
وكشف تحقيق لصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن أدلة إسرائيل لا ترقى لمستوى إظهار أن حركة حماس استخدمت مستشفى الشفاء مركزا للقيادة والسيطرة.
وأضاف التحقيق أن أيا من المباني الخمسة بمستشفى الشفاء التي حددها الجيش الإسرائيلي ليس مرتبطا بشبكة الأنفاق.
كما أكد التحقيق أنه لا أدلة على إمكانية دخول الأنفاق من داخل أروقة مجمع الشفاء الطبي.