في اليوم الـ82 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكب جنود الاحتلال مجزرة جديدة في خان يونس أسفرت عن عشرات الشهداء والمصابين، كما تواصلت خسائر إسرائيل بسقوط المزيد من جنودها قتلى، وتدمير المقاومة الفلسطينية عددا من آليات الاحتلال العسكرية.
وعلى الجبهة الشمالية، أعلن حزب الله اللبناني إطلاق عدد من الصواريخ على مناطق شمال إسرائيل ومزارع شبعا مما أدى لسقوط 3 قتلى لبنانيين، وفي الضفة الغربية واصل الاحتلال اقتحامه بلدات ومدنا مما أسفر عن استشهاد 6 مواطنين بمخيم نور شمس في طولكرم.
قصف مكثف ومجزرة جديدة
ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة في خان يونس جنوبي القطاع أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، حيث قصفت قوات الاحتلال بالمدفعية والدبابات شارعا مزدحما -أمام مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني- مما أسفر عن استشهاد 30 وإصابة عشرات آخرين.
وقال مرسل الجزيرة وائل الدحدوح إن القصف وقع بينما كان عدد كبير من سكان المنطقة والنازحين يتبضعون من الشارع، موضحا أن مستشفى الأمل يعجّ بالآلاف من النازحين الفلسطينيين.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي مخيم النصيرات ومنطقة جحر الديك، وتدور اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، وبالتزامن يتواصل القصف على رفح جنوبي القطاع وجباليا في الشمال.
ووسط القطاع، استشهد 5 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم المغازي، وأسفر قصف مماثل على مخيم البريج عن استشهاد شخصين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، مساء أمس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 16 مجزرة خلال 24 ساعة، مما نتج عنه 195 شهيدا، و325 جريحا.
عمليات نوعية للمقاومة
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) أنها استهدفت قوة إسرائيلية تحصنت بمنزل في جباليا البلد بصاروخ "آر بي أو إيه" لأول مرة مما أدى لمقتل وإصابة كل أفرادها.
كما استهدفت الكتائب 7 آليات إسرائيلية بقذائف "الياسين 105" في جباليا البلد وأوقعت عددا من الجنود بين قتيل وجريح، واستهدفت القسام مروحية بصاروخ "سام 18" في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 10 جنود، وأوقعوهم بين قتيل وجريح بمحور الكتيبة في خان يونس جنوبي القطاع.
كما أعلنت السرايا أنها سيطرت على طائرة إسرائيلية كانت تقوم بمهام استخبارية شرق غزة، وعرضت مقطعا مصورا لهذه الطائرة.
خسائر مستمرة للاحتلال
أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط وجنديين في معارك شمال القطاع، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن هؤلاء القتلى من كتيبة شكيد التابعة للواء غفعاتي -أحدهم نائب قائد سرية- وسقطوا شمالي القطاع.
وتأتي حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي الجديدة بعد إعلانه أمس مقتل 5 ضباط وجنود، بينهم قائد سرية في لواء ناحال من قوات النخبة.
وبذلك يرتفع إلى 170 عدد قتلى الجيش الإسرائيلي، المعلن منذ بدء العملية البرية في غزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما يرتفع العدد الإجمالي لقتلاه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى 498 قتيلا، بين ضابط وجندي.
شهداء الضفة
واصل جيش الاحتلال اعتداءاته واقتحاماته لمختلف مدن الضفة الغربية حيث أطلق الرصاص الحي على الفلسطينيين وطعن مصابين وركلهم أثناء إسعافهم، وذلك بعد ساعات من تنفيذه غارة جوية أدت لاستشهاد 6 مواطنين في طولكرم.
وحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء في الضفة المحتلة إلى 311 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة، وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات مخلفا عشرات الضحايا ومئات المعتقلين.
وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى استشهاد نحو 21 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أزيد من 54 ألف جريح.
تصعيد في الشمال
أفاد مراسل الجزيرة بإطلاق أكثر من 80 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه مواقع وتجمعات إسرائيلية في مزارع شبعا والجليلين الأعلى والغربي، في حين واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف القرى اللبنانية، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.
وأعلن حزب الله استهداف تجمّعات لجنود الاحتلال قرب ثكنتي دوفيف وشوميرا وموقع الراهب، وأوقع قتلى وجرحى فيها، كما قصف بصواريخ "بركان" ثكنة زبدين.
في المقابل، قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة جبل بلاط بالقذائف الحارقة، وتعرض محيط عدة بلدات لقصف مدفعي، كما نفّذ الطيران الإسرائيلي غارات على محيط بلدات ميس الجبل وشوكين وجبشيت.
ومنذ اندلاع المواجهة، تعرضت نحو 91 قرية جنوب لبنان لنحو 1768 هجوما، وسجلت القرى الحدودية والجنوبية نزوح أكثر من 64 ألف شخص من سكانها، وفق تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري.