في اليوم الـ90 للعدوان الإسرائيلي على غزة، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة (حماس)- التصدي بضراوة لقوات الاحتلال المتوغلة وسط القطاع وجنوبه رغم استمرار الغارات الجوية التي خلّفت مزيدا من الشهداء والدمار.
وأعلنت المقاومة إطلاق رشقة جديدة من الصواريخ استهدفت مدينة عسقلان ومناطق غلاف غزة الشمالي، في حين أقر الاحتلال بمزيد من خسائره، إذ أعلن أن وحدة إنقاذ تابعة له أجْلت أكثر من ألف جريح أصيبوا منذ بدء العملية البرية في غزة.
وفي الوقت الذي استمر فيه القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال عبر الحدود، فإن آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأميركي وصل إلى تل أبيب في مسعى "لوقف التصعيد في لبنان والمنطقة".
ارتفاع حصيلة الضحايا
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت 13 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 125 شهيدا و318 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا -وفقا للوزارة- إلى 22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
عمليات المقاومة
تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال وسط قطاع غزة وجنوبه، في حين استمرت المحاولات الإسرائيلية لدخول مخيم البريج حيث دوّت انفجارات عنيفة، كما استمر القصف المدفعي على أحياء مدينة غزة.
وتواصلت الاشتباكات أيضا في المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس، بينما استمر القصف المدفعي الإسرائيلي على شرق المدينة، كما تتواصل الغارات الجوية على أجزائها الوسطى والغربية.
وقالت كتائب القسام إنها فجّرت عبوة شديدة الانفجار بقوة إسرائيلية راجلة داخل منزل شمال مخيم النصيرات وأوقعتها بين قتيل وجريح، كما استهدفت دبابات غرب مخيم المغازي.
بدورها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها قصفت مدينة عسقلان ومناطق غلاف غزة الشمالي برشقة صاروخية مركزة. وقالت بلدية عسقلان إن القبة الحديدية اعترضت قذيفتين صاروخيتين في سماء المدينة صباح اليوم.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رشقة صاروخية كبيرة أطلقت من غزة، وأن دوي صفارات الإنذار سمع في عسقلان ومناطق أخرى في الجنوب.
خسائر جديدة للاحتلال
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 19 من جنوده وضباطه في المعارك الدائرة في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
في وقت أقرّ فيه جيش الاحتلال بأن وحدة 669 للإنقاذ التابعة له أجْلت أكثر من ألف جريح أصيبوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جانب آخر، عدّل جيش الاحتلال عدد المحتجزين الإسرائيليين في غزة، إذ قال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن 3 إسرائيليين كانوا مفقودين تبيّن أنهم "مخطوفون"، وبذلك يرتفع عدد المحتجزين في غزة إلى 136.
تطورات الضفة
وفي الضفة، استشهد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال ببلدة طمون في طوباس شمال شرقي الضفة الغربية في وقت اشتبك فيه مقاومون مع جيش الاحتلال في مناطق عدة بالضفة.
وأنهى الجيش الإسرائيلي اقتحامه لمخيم نور شمس بطولكرم، الذي وصف بالأكبر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، وسحب قواته بالكامل بعد عملية عسكرية استمرت نحو 40 ساعة.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه نفذ عملية واسعة في مخيم نور شمس، مشيرا إلى حملة اعتقالات واستجواب ميداني وإلى "تدمير قدرات" للمسلحين الفلسطينيين والعثور على أسلحة.
ونقلت رويترز عن سكان في المخيم أن قوات الاحتلال اعتقلت 120 شخصا على الأقل وهدمت 3 منازل، منها منزل لأحد أعضاء "كتائب طولكرم".
الجبهة اللبنانية
وفي لبنان، شيعت مدينة بيروت الشهيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) والقياديين في الحركة عزام الأقرع ومحمد الريس اللذين اغتالتهم إسرائيل في الضاحية الجنوبية مساء أول أمس الثلاثاء.
في وقت تصاعدت فيه حدة القصف بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في جنوب لبنان مع إعلان الحزب مقتل 4 من عناصره بقصف إسرائيلي الليلة الماضية على منزل في بلدة الناقورة الحدودية، لترتفع حصيلة قتلى الحزب إلى 147 قتيلا منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أعلن الحزب تنفيذه 10 عمليات ضد مواقع وتجمعات إسرائيلية، وقال إنه هاجم محيط ثكنات برانيت ودوفيف وزبدين وزرعيت، كما هاجم تجمعات لجنود الاحتلال في مواقع جل العلام والمالكية ورويسات العلم وبياض بليدا.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف سلاح الجو التابع له خلية تابعة لحزب الله حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه الأراضي الإسرائيلية، كما استهدف الجيش مواقع مراقبة وبنى تحتية تابعة لحزب الله في بلدة مارون الراس وعدة مواقع أخرى، جنوبي لبنان.