في الشرطة والجيش الإسرائيليين توجد وحدة "المستعربين"، وهم أشخاص بملامح شرق أوسطية يجيدون اللغة العربية ويرتدون ملابس تقليدية فلسطينية.
وعلى مدى سنوات، نفذت هذه العناصر اغتيالات واعتقالات عديدة في صفوف الفلسطينيين، أحدثها اغتيال 3 شبان فجر الثلاثاء في مستشفى "ابن سينا" بمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
ووفقا لمقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة في المستشفى، أحصى مراسل وكالة الأناضول مشاركة 13 عنصرا ملثما يحملون أسلحة رشاشة في عملية الاغتيال.
ومن بين هؤلاء شخص ظهر بزي طبيب، وآخر في هيئة مسعف، وآخرون في هيئة سيدات محجبات ورجال بملابس عربية.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال في عملية مشتركة بين جهاز الأمن العام (الشاباك) والوحدة الشرطية الخاصة (مستعربين)، 3 فلسطينيين داخل مستشفى ابن سينا.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في تغريدة على منصة "إكس"، إن مَن نفذوا عملية الاغتيال هم عناصر من وحدة النخبة في شرطة حرس الحدود.
وبحسب الشرطة على موقعها الإلكتروني، فإن هذه الوحدة تتعاون بشكل وثيق مع جميع قوات الأمن، بما في ذلك الشاباك والجيش، ويتم تفعيلها في عمليات عديدة، بينها حوادث الرهائن.
ويتكون طاقم الوحدة من جنود أنهوا الخدمة العسكرية الكاملة في الوحدات القتالية والخاصة، وينخرطون في الجيش لفترات طويلة كأفراد دائمين، ويستمر عدد كبير منهم في الوحدة حتى سن 45 عاما.
ومتطلبات عنصر الوحدة، وفقا للموقع، هي القدرة على استخدام جميع أنواع الأسلحة ذات الصلة، واللياقة البدنية، ومهارات عالية للتعامل مع الآخرين، والقدرة على استيعاب البيانات في فترات زمنية قصيرة وتطبيقها في الميدان.
وحدة "دوفدوفان"
وإلى جانب الشرطة، توجد أيضا "وحدة مستعربين" في الجيش الإسرائيلي تعرف باسم "وحدة دوفدوفان" (217).
وهذه الوحدة، بحسب الجيش على موقعه الإلكتروني، "أُنشئت في يونيو/حزيران 1986، على أساس ضرورة تطوير أسلوب حرب محدد للتعامل مع مختلف الأحداث الأمنية في منطقة الضفة الغربية، وخاصة في المناطق المدنية المكتظة بالسكان".
و"تختص وحدة النخبة هذه بالقتال في مختلف المناطق، وتعمل على منع الأنشطة المعادية وتعمل بشكل علني وسرية بين السكان العرب المحليين"، وفقا للجيش.
اغتيال واعتقال
وبدأ الفلسطينيون بتداول اسم "المستعربين" في الانتفاضة الفلسطينية الأولى (الحجارة) التي اندلعت عام 1987، ثم الانتفاضة الثانية (الأقصى) عام 2000.
واشتق اسم هذه الوحدة من طريقة تنكر أفرادها، إذ غالبا ما يرتدون ملابس مشابهة لتلك التي يرتديها الفلسطينيون ويضيفوا إليها الكوفية الفلسطينية، أما النساء فيرتدين الحجاب.
وخلال الانتفاضتين وغيرهما من الاحتجاجات الفلسطينية ضد اعتداءات الاحتلال، كان أفراد هذه الوحدة يتغلغلون وسط المحتجين قبيل تنفيذ مهمة اغتيال أو اعتقال نشطاء.
وعادة ما يستخدمون سيارات تحمل لوحات فلسطينية للتنكر أثناء اقتحامهم البلدات والمخيمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات الاغتيال والاعتقال.
ويتزايد اعتماد إسرائيل على وحدة "المستعربين" في ظل تكثيف عملياتها في الضفة الغربية المحتلة، على وقع حرب مدمرة تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومنذ اندلاع الحرب وحتى الثلاثاء، قتلت إسرائيل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 380 فلسطينيا واعتقلت 6 آلاف و390، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.