اللواء فايز الدويري: عمليات انتقائية شمال غزة وحرب مفتوحة جنوب القطاع

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب لواء جديد من شمالي قطاع غزة، في إطار تقليص عدد قواته هناك، وترجمة لتحوله إلى المرحلة الثالثة من الحرب التي تقترب من يومها الـ120.

وبحسب خريطة تفاعلية بثتها الجزيرة، فإن مجموع الألوية القتالية المنسحبة من القطاع وصل إلى 11، مقابل 10 ألوية لا تزال تقاتل نصفها في مدينة خان يونس جنوبا، وفق معهد دراسات الحروب.

وفي هذا الإطار قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن الاحتلال أعلن منذ 3 أسابيع دخول حربه بالمرحلة الثالثة في شمالي القطاع، حيث جرى سحب الآليات على مدار أيام، فيما استمرت عمليات القصف جوا.

وأوضح خلال تحليله لقناة الجزيرة، أن دخول قوات الاحتلال شمالا يقتصر على ظهور مقاتلين من المقاومة الفلسطينية، أو الحصول على معلومات حول الأسرى المحتجزين وغيرها.

وأشار إلى أن المرحلة الثالثة تعني عمليات جراحية انتقائية لتحقيق أهداف محدودة، مبينا أن سحب الألوية جاء بعدما أرهقت وألحق بها خسائر كبيرة، في وقت تتضارب فيه المعلومات حول الجهة التي ستذهب إليها إما في غلاف غزة أو الجبهة الشمالية مع لبنان.

لكن الخبير الإستراتيجي، يؤكد أنه لم يتم الدخول بالمرحلة الثالثة من وادي غزة حتى رفح جنوبا، مؤكدا أن المعركة الرئيسية تدور في مدينة خان يونس بوجود 4 ألوية إسرائيلية، فضلا عن لواء خامس بالمنطقة الشرقية لها.

ولفت إلى أن مخيم خان يونس صغير المساحة، وبلغ أقصى دخول إليه 200 متر بعد 10 أيام من القتال، مؤكدا أن هذا يعطي فكرة عن طبيعة المعركة بالجنوب، واصفا المعركة بأنها حرب مفتوحة.

وشدد على أن التحدي الأكبر للاحتلال يتمثل بالخسائر البشرية وفاتورة التكاليف من أجل الوصول للصيد الثمين "إن كان يستطيع الوصول إليه"، وفق الدويري.

وبثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية جديدة للمعارك البرية بين كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بحي تل الهوى غربي مدينة غزة.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل ضابط ثان برتبة رائد من وحدة النخبة "شلداغ" ليرتفع عدد القتلى إلى ضابطين وجنديين وإصابة 10 في المعارك الدائرة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري -في معرض تعليقه على فيديو القسام الجديد- إن منطقة تل الهوى تواجد بها الاحتلال في الأسابيع الأولى للهجوم البري الواسع قبل الهدنة المؤقتة، مؤكدا أن الاحتلال فشل في السيطرة عليها وإنما نجح بالدخول والتثبت فيها، قبل إجباره على التراجع.

ويضيف أن الفيديو يعطي مؤشرا واضحا ودقيقا أن كتائب القسام أعادت تنظيم قوتها بالقاطع الشمالي، منوها إلى أن هذه المنطقة يفترض أنها آمنة لجيش الاحتلال بعد زعم مسؤوليه تدمير الهيكل التنظيمي لمقاتلي حماس، وقتل الآلاف منهم، و"لكن الواقع يقول عكس ذلك".

وأشار إلى أن الاحتلال دخل قبل 48 ساعة إلى غربي غزة -وفق المرحلة الثالثة للحرب- عن طريق حيي الشيخ عجلين وتل الهوى، مرجحا أن تكون لقطات القسام قد التقطت أمس الثلاثاء أو اليوم الأربعاء.

وحول الخسائر بوحدة شلداغ، يؤكد الدويري أن الاحتلال كان قد دفع في بداية الحملة البرية بقوة مدرعة كبيرة وهي ليست متخصصة بقتال المدن، قبل أن يعزز قوات المشاة على حساب القوات المدرعة في محاولة منه لتغيير شكل ومسار المعركة.

وبين أن الاحتلال أبقى على 3 ألوية قتالية وكتيبة شمالي غزة، مشيرا إلى أن المنطقة لا تحتمل أكثر من لواء -وفق المنظور العسكري- لذلك سحب لواء احتياط وأبقى على لواءين.

وفي سياق ذي صلة انتقد الخبير الإستراتيجي، فيديوهات جيش الاحتلال، وقال إنه يجري تصويرها بمنطقة انتهت فيها العمليات وتغطي جانبا واحدا من المعركة، ولا تقدم الحقيقة، معتقدا أنه يتم تقديمها للجناح اليميني المتطرف ممثلا بوزيري المالية بتسلئيل سموتريش والأمن القومي إيتمار بن غفير.

ولفت إلى أن فيديوهات الاحتلال مغايرة لتلك التي تبثها القسام أو سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مؤكدا أنها تبث روح الأمل وتقدم صورة مصغرة عن حقيقة ما يجري من معارك.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة - الجزيرة