شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس، على ضرورة امتثال الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية للقرارات الصادرة عنها، في معرض تعليقه على قرار المحكمة باتخاذ تدابير مؤقتة ضد إسرائيل في إطار قضية ارتكابها "الإبادة الجماعية" في غزة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غوتيريش، في نيويورك، مقر المنظمة الأممية، أكد فيه دعم الأمم المتحدة قرارات محكمة العدل الدولية.
وقال إنه "بالإضافة إلى الموت والدمار الناجمين عن العمليات العسكرية، يتأثر الفلسطينيون في غزة من الجوع والمرض".
وأضاف أنه "على الرغم من بعض الخطوات المحدودة، تم منع وتأخير واستهداف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة".
وأكد غوتيريش، أن "إحدى قوافل مساعدات الأمم المتحدة إلى غزة تعرضت لأضرار جراء استهدافها من قبل مدفعية البحرية الإسرائيلية في وقت سابق من الأسبوع الحالي".
وأشار إلى أن "10 فقط من أصل 61 قافلة مساعدات كان من المقرر إرسالها إلى شمال غزة في يناير/كانون الثاني الماضي، تمكنت من الوصول إلى وجهتها".
وقال غوتيريش: "لنكن واضحين. منع وصول المساعدات الإنسانية؛ يعني منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين".
وتطرق إلى الكثافة السكانية والمشاكل في مدينة رفح (جنوب) حيث تحتضن الفلسطينيين النازحين إليها من المناطق الشمالية لقطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية.
وقال غوتيريش: "أشعر بقلق خاص إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يركز (على القيام بعملية عسكرية) تجاه رفح، حيث سكان غزة محاصرون فيها، فليس لديهم مكان يذهبون إليه ولا أمل".
وأشار إلى أن السكان في رفح يكافحون من أجل البقاء في ملاجئ مؤقتة وفي ظروف غير صحية.
وقال: "هناك حاجة فورية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وهناك حاجة للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
كما تلقى غوتيريش، خلال المؤتمر الصحفي سؤلا عن قرار محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير مؤقتة تجاه إسرائيل، في إطار قضية رفعتها جنوب إفريقيا للمحكمة اتهمت فيها تل أبيب بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
وأكد في هذا الإطار، دعم الأمم المتحدة قرارات محكمة العدل الدولية بالكامل، وشدد على ضرورة امتثال كافة الدول الأعضاء فيها لقراراتها.
وأعرب غوتيريش، عن ثقته الكاملة في قدرة محكمة العدل الدولية على اتخاذ إجراءات (إضافية) إذا لم يتم تنفيذ قراراتها.
وشدد على تضامنه الكامل مع شعب غزة، وأنه سيواصل الدعوة إلى وقف إنساني عاجل لإطلاق النار.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، ما أدى إلى محاكتها بتهمة الإبادة الجماعية لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بعدما خلّفت الحرب عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية. -