تصاعد الخلاف في إسرائيل بشأن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة الذي يتعرّض منذ 137 يوما للحرب، فيما صعّد محتجون من خطواتهم الاحتجاجية، مساء الثلاثاء.
وشارك العشرات من المحتجين في تظاهرة أُقيمت في مدينة تل أبيب، بالتزامن مع جلسة "كابينيت الحرب" التي تنعقد في مقرّ وزارة الجيش بالمدينة.
وعمد محتجّون، بينهم عائلات الرهائن، إلى إغلاق شارع في تل أبيب، بالقرب من مقرّ وزارة الجيش، وذلك احتجاجا على "قرار عدم إرسال وفد إسرائيلي للمفاوضات في القاهرة، بشأن إطلاق سراح الرهائن"، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإلكترونيّ.
وجاءت الاحتجاجات أكثر حدّة بعد تصريحات أدلى بها رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قبل ذلك بساعات قليلة، والتي قال فيها إن استعادة الرهائن، "ليس الأمر الأكثر أهمية".
وقال سموتريتش في مقابلة أُجريت معه، عما إذا كانت استعادة الرهائن من القطاع هي الأهم في الوقت الحاليّ، فأجاب: "لا، ليس الأمر الأهم. ما هو المهم الآن؟ نحن بحاجة لتدمير حماس".
وأضاف: "يجب إعادة المختطفين، ويجب الضغط على حماس، لكنك تفهم أيضًا أن قوْل: ’بأي ثمن’ يمثّل مشكلة".
وبعد أن أثار كلام سموتريش ردودا واسعة، قال لاحقا: "لقد سُئلت في إحدى المقابلات عما إذا كانت عودة المختطفين ليست هي الشيء الأهم قبل تدمير حماس والانتصار بالحرب؛ وإجابتي واضحة: فقط من خلال تدمير حماس والانتصار بالحرب، سوف نعيد جميع المختطفين".
وبدوره، قال الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي، بيني غانتس، ردّا على سموتريتش، إن "عودة المختطفين ليست هدفنا النهائي في الحرب فحسب، بل هي واجبنا الأخلاقي كدولة وشعب. هذا هو الشيء الأكثر إلحاحا، ولن نفوّت أي فرصة لإعادتهم إلى وطنهم".
من جانبه، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد إن "هجوم سموتريتش على عائلات المختطفين هو وصمة عار أخلاقية، ولا يمكن للأشخاص الذين لا قلب لهم أن يستمروا في قيادة دولة إسرائيل إلى الهاوية".
وفي تصريحات قريبة لتلك التي أدلى بها سموتريتش، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء: "نحن ملتزمون بمواصلة الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها"، وذلك خلال مخاطبته عناصر في الجيش الإسرائيليّ متحدا عن جلسة مجلس الأمن، أثناء جولة أجراها اليوم إلى قاعدة "زيكيم".
وأضاف نتنياهو أن "هناك ضغوطا كبيرة على إسرائيل من الداخل والخارج لوقف الحرب، قبل أن نحقق جميع أهدافها، بما في ذلك (التوصل إلى) صفقة إطلاق سراح الرهائن بأي ثمن".
وتابع: "نريد حقًا تحقيق إطلاق سراح آخر، كما أننا على استعداد لقطع طريق طويلة، لكننا لسنا على استعداد لدفع أي ثمن". وقال: "بالتأكيد لن ندفع الأثمان التي تطالبنا بها حماس، والتي تعني الهزيمة لدولة إسرائيل".
مفاوضات جديدة في باريس؟
وفي سياق ذي صلة، أوردت القناة الإسرائيلية 12، أن هناك اتصالات تسعى إلى "عقد قمة باريس مرة أخرى"، في ظلّ وصول وفد حماس إلى القاهرة.
ولفت تقرير القناة إلى أن هناك "تردّدا في إسرائيل"، وبخاصة من قبل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو "حول ما إذا كان من المجدي التوجّه إلى مثل هذه القمة، قبل تلقي إشارة بأن حماس قد ليّنت (بعض شروطها بشأن أي صفقة مُحتملة)".
وأشار التقرير إلى أن هناك وزراء في حكومة نتنياهو، "يشعرون أن هناك نوعا من التقدّم"، مُرجعين ذلك إلى تواجد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز في البلاد، والوصول المرتقب الأربعاء، لكبير مستشاري الرئيس الأميركي، جو بايدن، لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك.
ولفت التقرير إلى أن "النقطة المركزية في المفاوضات تتعلق بعنصر الوقت؛ أسبوعان ونصف يفصلاننا عن رمضان، فمن الواضح أن من مصلحة جميع الأطراف استغلال ذلك للتوصل إلى اتفاق".
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيليّ لم تسمّه، أن "إسرائيل تريد اتفاقا، والقطريون والمصريون يريدون الهدوء، والأميركيون يريدون وقفا لإطلاق النار، يتيح فرصا جديدة، وحماس تريد متنفَّسا، وأن يبقوا على رهائن".