عدّ الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن إقرار الاحتلال الإسرائيلي بعدم هزيمته لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في شمال قطاع غزة إقرار بحقيقة يمهد من خلاله لعملية موسعة جديدة يهدف من خلالها للسيطرة على شمال وادي غزة.
وأضاف الدويري أن الاحتلال يسعى بما يتناوله عن بقاء قوة القسام في الشمال عبر مصادر مختلفة إلى توظيف ذلك لدعم توجهه للسيطرة المطلقة على شمال وادي غزة بهدف جعلها منطقة عازلة خالية من السكان.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت عن قائد لواء "ناحل" الإسرائيلي قوله إن "إسرائيل لم تهزم حركة حماس تماما في شمال قطاع غزة، وإن عليها القيام بالمزيد هناك"، كما نقلت عن ضابط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن ما لا يقل عن 5 آلاف مقاتل من القسام ما زالوا متواجدين في شمال القطاع.
وأوضح الدويري في تحليل عسكري لقناة الجزيرة أن كتائب القسام في حي الزيتون الذي يشهد مواجهات شرسة خلال الفترة الأخيرة، في حالة اشتباك يومي منذ أكثر من 110 أيام، وهو ما تكشفه المقاطع التي تبثها المقاومة كما أكدته مصادر الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا.
وأشار إلى أن هذه الكتائب تشتبك هذه الأيام مع لواءين من جيش الاحتلال، أحدهما لواء 401 دروع والآخر لواء "ناحل"، وكلاهما مدعوم بقوات من النخبة، في الوقت الذي تستمر القسام في مواجتهم بما يتوفر لديها من إمكانات لا تقارن بإمكانات جيش الاحتلال المعروفة.
ويرى الخبير العسكري أن ما يدعم توجه الاحتلال لشن عملية واسعة في الشمال، هو ما يقوم به من شق وإنشاء للطرق ومطالبة المدنيين بالنزوح إلى ما يعتبرها مناطق آمنة بالجنوب، مستبعدا في الوقت نفسه إمكانية تحقيق أهدافه بإحكام السيطرة على مناطق الشمال.
ويعتبر الدويري معركة الزيتون هي المعركة الرئيسة الثالثة بعد إعلان جيش الاحتلال الدخول في المرحلة الثالثة، متوقعا أن يبدأ جيش الاحتلال عمليته الموسعة في حال تم اتخاذ قرار إنهاء معركة خان يونس في الجنوب، عبر توجيه جيش الاحتلال جانبا من قواته في تلك المنطقة إلى الشمال.
وحول ما اعتبره محللون إسرائيليون من علامة ضعف لدى حماس بتجنبها في جولات القتال الأخيرة المواجهات المباشرة، أكد الدويري أن ذلك معاكس للحقيقة على أرض الواقع، حيث ترى المقاومة أن فرصتها الأكبر في المواجهة من المسافة صفر، وهو ما تثبته المقاطع التي تنشرها بشكل دوري.
وحول معركة خان يونس في الجنوب، يرى الخبير العسكري أنها طالت بشكل لم يكن متوقعا لدى جيش الاحتلال، وذلك بعد وقوعه في سلسلة أخطاء أدت لذلك، وإعادة بنائه قواته فيها 9 مرات كان آخرها خلال الـ48 ساعة الماضية.