مجلس الحرب الإسرائيلي يوافق على إرسال وفد للدوحة لمواصلة المناقشات

مجلس الحرب اجتمع بعد عودة الوفد الإسرائيلي من محادثات في باريس (الجزيرة).webp

أعطى مجلس الحرب الإسرائيلي، أمس السبت، الضوء الأخضر لإرسال وفد إلى قطر قريبا، لمواصلة المناقشات التي جرت الأيام الأخيرة في باريس بهدف التوصل لاتفاق هدنة في غزة يشمل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في غزة، بحسب ما أفاد مسؤولون ووسائل إعلام محلية.

واجتمع هذا المجلس الليلة الماضية بعد عودة الوفد الإسرائيلي من محادثات في باريس، لمناقشة الإفراج عن رهائن واتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب ضد حركة (حماس).

وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية ليلا أن مجلس الحرب أنهى اجتماعه بإعطاء الضوء الأخضر لإرسال وفد إلى الدوحة خلال الأيام المقبلة لمواصلة هذه المفاوضات بهدف الاتفاق على هدنة لأسابيع عدة تشمل إطلاق المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين بإسرائيل.

وكان مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي قد تحدث عن اجتماع لمجلس الحرب في إسرائيل بعد عودة الوفد من محادثات في باريس، لمناقشة الإفراج عن المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة، واتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب على قطاع غزة.

وقال في تصريحات صحفية إن أعضاء مجلس الحرب "سيجتمعون عبر الهاتف" للاستماع إلى تحديث بشأن المناقشات المتّصلة بالحرب في قطاع غزة.
محادثات باريس

ويوم الجمعة، بدأت محادثات بالعاصمة الفرنسية بمشاركة رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، في محاولة للتوصل لصفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وصرّح هنغبي خلال مقابلة أجرتها معه قناة "إن 12" الإخبارية بأن هناك على الأرجح مجالا "للمضي قدما نحو اتفاق" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وتصر إسرائيل على الإفراج عن كل الأسرى الذين احتجزوا في هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن هنغبي لفت إلى أن "اتفاقا كهذا لا يعني نهاية الحرب".

وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

 
اجتياح رفح

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيبدأ مشاورات لتوسيع المعارك نحو رفح تشمل إجلاء السكان، مضيفا أن حكومته تعمل على التوصل إلى اتفاقية إضافية من أجل إطلاق الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة.

وأضاف نتنياهو أنه سيجتمع في بداية هذا الأسبوع مع أعضاء المجلس الوزاري للموافقة على الخطط الميدانية للعمل في رفح، بما في ذلك وضع خطة لإجلاء السكان المدنيين من هناك.

وكان نتنياهو قد رفض شروط حركة حماس، متعهّدا بمواصلة الحملة العسكرية حتى تحقيق "النصر الكامل".

كما جدّد التأكيد على ضرورة شن قواته هجوما على رفح جنوب غزة رغم مخاوف كبرى من تداعيات ذلك على مئات آلاف المدنيين الذي فروا إلى هناك هربا من المعارك في بقية أنحاء القطاع.

وأضاف نتنياهو أنه بعد مفاوضات باريس سيجمع مجلس الوزراء للموافقة على الخطط العملياتية في رفح بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين.

وقال "نعمل على الحصول على مخطط آخر للإفراج عن الأسرى المحتجزين بغزة، وكذلك استكمال القضاء على قوات حماس في رفح"، في وقت تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المدينة.

وقد أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي السبت جولة في قطاع غزة، وشدد على أن العمل العسكري هو السبيل الفاعل الوحيد لاستعادة الرهائن.

 إعلام إسرائيلي: اجتماع باريس وضع إطارا جديدا لصفقة محتملة مع حماس

 ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر مطلعة على محادثات صفقة تبادل الأسرى المحتملة بين حركة (حماس) وإسرائيل، أنه تم الاتفاق في باريس على "خطوط عريضة جديدة".

وأفادت هذه التقارير بأن هناك "تقدما قد يسمح بالانتقال للتفاوض بشأن التفاصيل"، مثل عدد وهوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في إطار صفقة.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الوفد الإسرائيلي عاد من باريس وتحدث عن "مفاوضات جيدة وأجواء إيجابية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن المحادثات "كانت جيدة واستمرت أكثر من المتوقع، وهناك شوط يجب قطعه".

وأجريت المباحثات في العاصمة الفرنسية أمس الجمعة بين مسؤولين أمنيين وسياسيين كبار من قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل، بعد جولات سابقة في القاهرة وباريس خلال الأسابيع الماضية.

وأشارت تقديرات إسرائيلية، في وقت سابق، إلى أن مسار المفاوضات سيكون صعبا، وأنها ستستغرق وقتا طويلا، في ظل تمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بموقفه بتحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، وعدم وقف إطلاق النار بشكل نهائي.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن من المتوقع أن يتلقى مجلس الحرب الإسرائيلي إحاطة من فريق التفاوض -الذي يقوده رئيس الموساد ديفيد برنيع- ويقرر الخطوات التالية، وهو ما قد يحدث الليلة وفقا للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن التقدم نحو مفاوضات أكثر تفصيلا يعتمد على قدرة الوسطاء على "إقناع حركة حماس بالموافقة على الإطار الجديد الذي تم تحديده في اجتماع باريس".

وفي مباحثات باريس السابقة أواخر الشهر الماضي، تم التوصل إلى الخطوط العريضة لأول وقف ممتد لإطلاق النار في الحرب وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة. وردت حماس باقتراح مقابل رفضه نتنياهو ووصفه بأنه "خيال".

وتقول حماس إنها لن تطلق الأسرى الإسرائيليين لديها إلا ضمن هدنة تنتهي بانسحاب إسرائيلي من غزة، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وفي المقابل، تقول إسرائيل إنها لن تنسحب حتى يتم القضاء على حماس.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق البيانات الفلسطينية، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وكانت الوساطة القطرية المصرية قد أفضت إلى هدنة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى غزة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات