في اليوم الـ142 للعدوان الإسرائيلي على غزة، تدور معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في حي الزيتون بخان يونس جنوبي القطاع، وسط استمرار القصف العنيف على عدة أحياء في مدينة غزة، خلف نحو 90 شهيدا في يوم واحد، بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال انتهاء عمليته العسكرية داخل مستشفى ناصر في خان يونس.
وبينما تتكثف مساعي التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بحسب مخرجات لقاء باريس، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مطالب حركة (حماس) غير واقعية، في حين تحدثت واشنطن عن تقدّم.
وعلى وقع هذه التحركات أكدت الولايات المتحدة رفضها شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ما لم يكن هناك خطة لحماية المدنيين.
وعلى الجبهة اللبنانية استمر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وتعرضت مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل لقصف مكثف، ودعا رئيس بلديتها من بقي من السكان إلى المغادرة، في حين هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بزيادة القصف شمالا حتى يستسلم حزب الله.
وفي محور البحر الأحمر، اعتبرت جماعة الحوثي أن استمرار الغارات الأميركية البريطانية على اليمن عدوان مدان ومرفوض، وتوعدت بتصعيد الرد.
معارك ضارية بحي الزيتون
وفي أحدث التطورات الميدانية في غزة، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة وجنوبه. وحصلت الجزيرة على مشاهد جديدة من المعارك الضارية بين كتائب القسام وجيش الاحتلال في خان يونس، وأظهرت المشاهد التحاما مع القوات الإسرائيلية، واستهدافا لعدد من الآليات بعبوات في المنطقة.
وأعلنت سرايا القدس أن مقاتليها قنصوا جنديا إسرائيليا بمحيط صالة النجوم جنوب حي الزيتون بمدينة غزة. كما قصفت بقذائف الهاون تجمعات لقوات الاحتلال على المحور ذاته. وأضافت السرايا أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تمركزا لجنود إسرائيليين بمحيط بوابة أبو أبسل شرق خان يونس.
وفي المقابل قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل مسلحين فلسطينيين في حي الزيتون بمدينة غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه استهدف منصات لإطلاق القذائف الصاروخية كانت معدة لإطلاقها باتجاه إسرائيل.
وبالتزامن مع ذلك أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاء عمليتها العسكرية في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد أكثر من 10 أيام من اقتحامه وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
وارتفع عدد الجنود والضباط الإسرائيليين الذين قتلوا في معارك قطاع غزة في الساعات الأخيرة وفقا للجيش الإسرائيلي إلى 3.
مجازر جديدة
قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 7 مجازر في حق العائلات بقطاع غزة، راح ضحيتها نحو 90 شهيدا، و131 مصابا، مما يرفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 29 ألفا و692 شهيدا، و69 ألفا و879 مصابا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأكدت الوزارة أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، وأن الاحتلال يمنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني.
شبح المجاعة
ولا يزال شبح المجاعة يخيم على مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث يعاني نحوُ مليوني شخص من نقص حاد في الغذاء والدواء وحتى في أماكن الإيواء.
وأظهرت مشاهد للجزيرة احتشاد النازحين في طوابير طويلة للحصول على ما يسد رمقهم رغم قلة الإمكانات والنقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية والذي ينذر بحصول مجاعة، وفق ما تحذر منه المنظمات الإنسانية الدولية.
تطورات الضفة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأحد- اقتحاماته لمدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، كما نفذ عمليات مداهمة واعتقالات طالت العشرات بينهم أسرى سابقون.
وأفاد مراسل الجزيرة أن قوات خاصة بجيش الاحتلال حاصرت منزلا واعتقلت شابين من داخله في منطقة أحراش السعادة غربي مدينة جنين شمال الضفة، ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وقال إن اشتباكات مسلحة مع مقاومين اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال المنطقة.
وأفاد مراسل الجزيرة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت حاجز "الكونتينر" العسكري شمال شرقي بيت لحم في الضفة الغربية صباح اليوم، دون تقديم أي مبررات.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 فلسطينيا، بينهم صحفي وأسرى سابقون، الليلة الماضية وصباح اليوم في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
صفقة تبادل الأسرى
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن ممثلي الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر التقوا في باريس وتفاهموا على العناصر الأساسية لصفقة الرهائن. وأضاف سوليفان في حديث لشبكة سي إن إن التلفزيونية الأميركية أن المفاوضات ما تزال جارية بهذا الشأن، معربا عن أمل بلاده في التوصل لاتفاق نهائي قريبا.
من جهته، أكد نتنياهو أنه لا يعلم إن كان سيتم التوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أنه "إذا تنازلت حماس عن مطالبها غير الواقعية فسيكون هناك اتفاق وستتأخر العملية في رفح قليلا".
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه سيصوت ضد أي صفقة تبادل للرهائن والأسرى إن لم تكن الأفضل بالنسبة لإسرائيل.
وفي المقابل قال مصدر قيادي في حماس -اليوم الأحد- إن أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة لا تعبر عن الحقيقة.
التهديد باجتياح رفح
وبشأن العملية العسكرية التي تهدد إسرائيل بشنها في رفح، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن موقف واشنطن واضح وهو أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تشن عملية على رفح ما لم تكن لديها خطة لحماية المدنيين. وأضاف سوليفان في حديث لشبكة إن بي سي الأميركية أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يطلع بعد على خطة إسرائيل بشأن عملية رفح.
وكان نتنياهو أعلن، السبت، أنه بصدد إقرار "خطط عملياتية" الأسبوع المقبل بشأن رفح، بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين منها".
ومنذ أسابيع تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برية في رفح الملاصقة للحدود مع مصر، رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية محتملة.
الجبهة اللبنانية
وعلى الجبهة اللنبانية شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أهمية مراكمة ما وصفه بالإنجازات التكتيكية وتحصيل أثمان متزايدة من حزب الله حسب تعبيره، حتى يتم تحقيق إنجاز عملي يغير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، ويتيح عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، بعد تقييم الوضع.
ميدانيا أعلن حزب الله عن تنفيذه عدة عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الجليل وداخل مزارع شبعا المحتلة. وقال الحزب إنه استهدف مبنيين يتمركز فيهما جنود إسرائيليون في مستوطنة المالكية وكذلك منزلا يتمركز فيه جنود إسرائيليون في مستوطنة المنارة. كما قصف الحزب بالصواريخ والقذائف المدفعية مرابض مدفعية الاحتلال الإسرائيلي وموقعا لجنوده في جنوب مستوطنة كريات شمونة.
وشنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات على بلدة بليدا جنوبي لبنان، وقصفت مدفعيتها محيط عدة بلدات حدودية. ونعى حزب الله 3 من مقاتليه.
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه من المتوقع أن تمدد الحكومة الإسرائيلية خطة لإجلاء نحو 60 ألفا من سكان بلدات الجليل لنحو 5 أشهر تنتهي في السابع من يوليو/تموز المقبل، وذلك تحسبا لاندلاع حرب مع حزب الله، وفقا للصحيفة.
محور البحر الأحمر
أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، يوم الأحد، مقتل شخص وإصابة 6 آخرين، بقصف أميركي بريطاني على محافظة تعز، وهذه أول مرة تعلن فيها جماعة الحوثي سقوط ضحايا مدنيين بغارات أميركية بريطانية، منذ بدء عمليات الدولتين في 12 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفجر اليوم الأحد، شنت مقاتلات التحالف الأميركي البريطاني سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة للحوثيين في محافظات صنعاء وعمران وتعز والحديدة.
سياسيا، قال المتحدث باسم جماعة أنصار الله محمد عبد السلام إن استمرار الغارات الأميركية البريطانية على اليمن "عدوان مدان ومرفوض، ويأتي في سياق محاولات عبثية لمنع اليمن عن مواصلة موقفه الإسنادي لصمود الشعب الفلسطيني في غزة".
من جهته، قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله يحيى سريع إن "القوات المسلحة اليمنية ستواجه التصعيد الأميركي البريطاني بمزيد من العمليات العسكرية النوعية".
وفي السياق، أدانت إيران الأحد الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "بارتكاب مثل هذه الاعتداءات، ترغب الولايات المتحدة وبريطانيا في تصعيد التوتر والأزمة في المنطقة، وتوسيع نطاق الحرب وعدم الاستقرار".
من جهته قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، واصل الحوثيون هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر بما في ذلك استهداف السفن المرتبطة بالمملكة المتحدة مما يقوض الاستقرار الإقليمي.