في اليوم الـ143 للعدوان الإسرائيلي على غزة، استمرت مجازر الاحتلال بحق المدنيين بالقطاع في وقت واصلت المقاومة تصديها للجيش الإسرائيلي وأوقعت فيه خسائر جديدة، فيما سجلت الجبهة اللبنانية تطورات بارزة.
وفيما تفاقمت أزمة الجوع خاصة في شمال قطاع غزة وسط تحذيرات أممية من كارثة وشيكة، أعلن الأردن تنفيذ أكبر عملية إنزال مساعدات لسكان غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مجازر وشهداء
وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 90 فلسطينيا في يوم واحد مع استمرار القصف الإسرائيلي على أحياء سكنية في رفح وخان يونس جنوبي القطاع، ودير البلح في الوسط.
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال ارتكب 10 مجازر في القطاع راح ضحيتها 90 شهيدا و164 مصابا خلال 24 ساعة.
كما أعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 29 ألفا و782 شهيدا، إلى جانب 70 ألفا و782 مصابا.
كمائن وخسائر للاحتلال
ميدانيا، استمرت المعارك المحتدمة بين المقاومة وجيش الاحتلال في جنوب القطاع وشماله.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) إيقاع قوتين إسرائيليتين بين قتيل وجريح في منطقة عبسان بخان يونس، وقصف تجمع لجنود الاحتلال جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.
كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها استهدفت آليتين عسكريتين في الحي نفسه، وقنصت جنديا شرقي خان يونس جنوب القطاع.
من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 8 من جنوده في المعارك، وقال إنه عثر على منظومة أنفاق بطول 10 كيلومترات تربط شمال القطاع بجنوبه، وفق زعمه.
عملية إنزال أردنية للمساعدات
أعلن الجيش الأردني أنه نفذ -اليوم الاثنين- أكبر عملية إنزال مساعدات لسكان غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال الجيش الأردني، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن عمليات إنزال المساعدات قامت بها 3 طائرات أردنية وطائرة فرنسية من طراز "سي-130" واستهدفت 11 موقعا على ساحل غزة من شمال القطاع وحتى جنوبه.
وأضاف أن المساعدات التي تم إنزالها بتوجيه من الملك عبد الله الثاني تضمنت مواد إغاثية وغذائية بينها وجبات جاهزة عالية القيمة الغذائية، مشيرا إلى أن الهدف منها التخفيف من معاناة سكان القطاع.
تصعيد على جبهة لبنان
أعلن حزب الله اللبناني أنه قصف -اليوم الاثنين- مقر قيادة فرقة الجولان التابعة للجيش الإسرائيلي بعشرات الصواريخ ردا على استهداف الطيران الإسرائيلي مواقع تابعة له في بعلبك شرقي لبنان.
وقال حزب الله -في بيان- إنه استهدف مقر قيادة فرقة الجولان في نفح بـ60 صاروخ كاتيوشا ردا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف بعلبك في البقاع وأسفر عن مقتل عنصرين من الحزب.
وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الإسرائيلي منطقة بعلبك منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وصباحا، أعلن حزب الله إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع "هرمز 450" بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح جنوبي لبنان.
بدوره، شن طيران الاحتلال غارات على عدة مناطق جنوبي لبنان، بينما قصف حزب الله مواقع إسرائيلية عدة في الجولان السوري المحتل وقبالة الحدود اللبنانية.
رد إسرائيل للعدل الدولية
أكدت محكمة العدل الدولية للجزيرة أنها تلقت الرد الإسرائيلي وحوّلته إلى جنوب أفريقيا التي أقامت دعوى أمام المحكمة اتهمت فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وأشارت المحكمة إلى أن مضمون الرد الإسرائيلي جاء بعد انتهاء مهلة الشهر الممنوحة لتل أبيب لاتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، ولفتت إلى أن ذلك الرد سيبقى سريا.
وقد كشفت أرقام صدرت من وزارة الصحة بغزة أن الجيش الإسرائيلي قتل 3500 فلسطيني منذ قرار محكمة العدل بإلزام إسرائيل بتدابير مؤقتة لمنع الإبادة الجماعية؛ وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن حجم دخول المساعدات انخفض للنصف منذ الشهر الماضي.
وفاة الطيار الأميركي
أكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، يوم الاثنين، وفاة طيار في البحرية الأميركية أحرق نفسه أمام سفارة إسرائيل بواشنطن احتجاجا على الحرب في غزة.
وتوفي الطيار آرون بوشنيل (25 عاما) متأثرا بالحروق الخطيرة التي أصيب بها أمس الأحد. وتأتي هذه الحادثة وسط احتجاجات متصاعدة في الولايات المتحدة على الحرب المستمرة في غزة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت في وقت سابق عن متحدثة باسم سلاح الجو الأميركي أن بوشنيل أضرم النار في جسده خارج سفارة إسرائيل بواشنطن بعد ظهر أمس الأحد في "عمل احتجاجي على ما يبدو على الحرب في غزة".
استقالة حكومة اشتية
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الاثنين، تقديم استقالة حكومته إلى الرئيس محمود عباس، نظرا للتطورات السياسية والأمنية والاقتصادية المتصلة بالوضع في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية.
وألقى اشتية كلمته خلال جلسة الحكومة الأسبوعية في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، حيث أكد أن حكومته تمكنت من تحقيق توازن بين احتياجات الشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات السياسية والمتغيرات في المنطقة.
وأشار اشتية إلى أنه قدّم استقالة حكومته لعباس الثلاثاء الماضي، وأكد اليوم تقديمها رسميا بشكل كتابي، ولاحقا أعلن الرئيس الفلسطيني قبول استقالة حكومة اشتيه وكلفها بتسيير الأعمال.