في اليوم الـ151 للحرب على غزة، يكثّف طيران ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة مخلفا عشرات الشهداء والجرحى، في حين يحتدم القتال بين المقاومة الفلسطينية والقوات المتوغلة في حي الزيتون بمدينة غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة بسقوط جرحى برصاص الاحتلال لدى سعيهم للحصول على مساعدات في مدينة غزة، في وقت تصاعدت فيه الآمال بالتوصل لاتفاق هدنة قبل حلول شهر رمضان، رغم الجمود المسيطر على محادثات القاهرة.
10 مجازر
أعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الثلاثاء ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 30 ألفا و631 شهيدا، و72 ألفا و43 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت الوزارة الفلسطينية في منشور على حسابها بموقع فيسبوك اليوم إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 97 شهيدا وأصيب 123 خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأضافت أنه في "اليوم الـ151 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، والاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم".
مباحثات "صعبة"
قال مسؤول إسرائيلي الثلاثاء إنهم ينتظرون ردا من حركة (حماس) على المقترحات بشأن مباحثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي تصريحات نقلتها "القناة 13" الإسرائيلية، قال ذلك المسؤول إنها تأتي على خلفية تقارير تحدثت عن "انهيار" المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.
وفي الجهة المقابلة، قال قيادي بحماس إنه من المتوقع أن يعقد قادة من الحركة مزيدا من المحادثات في القاهرة مع الوسطاء المصريين والقطريين ضمن المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق اليوم، أكد مصدر مطلع في حماس موقف الحركة الذي يشترط وقف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية من دون قيود، من أجل استمرار مشاركة حماس في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى.
وفي القاهرة، نقلت مصادر إعلامية محلية عن مصدر مصري رفيع أنه ثمة "مصاعب" تواجه هذه المباحثات، لكنه أكد أنها "ما زالت مستمرة".
وفي مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بواشنطن مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال بلينكن "لدينا فرصة للوصول إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة ويجب أن نصل إليه لزيادة وصول المساعدات الإنسانية".
من جهته، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن "نود أن يتم تحرير كل الرهائن في قطاع غزة وإيصال المساعدات للمدنيين" مضيفا أن "الوضع الحالي غير مسبوق والفوضى تعم كل مكان في غزة والبحر الأحمر وسوريا".
الأطفال يعانون
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من تدهور وشيك وزيادة في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية في قطاع غزة، موضحة أن معدلات الوفيات شمال القطاع أعلى بـ3 أضعاف من المسجلة في الجنوب.
وقال متحدث اليونيسيف جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في جنيف، إن أعداد الوفيات من الأطفال نتيجة سوء التغذية ستستمر بالارتفاع إذا لم يتم حل أزمة التغذية المتفاقمة في قطاع غزة.
وأوضح إلدر أن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة -في الشمال- أعلى بـ3 مرات من تلك الموجودة في رفح جنوبا.
وبالإضافة إلى الجوع، قال إلدر إن هناك خطرا متزايدا من الأمراض المعدية، حيث أصيب 9 من كل 10 أطفال دون سن الخامسة (نحو 220 ألف طفل) بالمرض خلال الأسابيع الماضية.
عملية طعن بالضفة
وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر إسرائيلية بأن جنديا أصيب خلال عملية طعن نفذها شاب فلسطيني قرب مستوطنة يتسهار جنوب نابلس.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال أطلقت النار على الشاب خلال العملية. بينما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه جرى "تصفية" منفذ العملية التي أصيب فيها إسرائيلي عند مستوطنة يتسهار.
وأفاد مستشفى بيلينسون الإسرائيلي في تل أبيب بأن وضع الجندي المصاب "خطير".
صواريخ على كريات شمونة وقتلى بلبنان
وعلى الجبهة اللبنانية، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مدينة كريات شمونة تتعرض لهجوم بنحو 70 صاروخا.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس بلدية كريات شمونة أعلن حالة الطوارئ، وطلب من السكان المغادرة فورا.
وكانت صفارات الإنذار قد دوّت في عدد من المستوطنات بمنطقة الجليل الغربي القريبة من حدود لبنان الجنوبية.
ويأتي ذلك في وقت تواصل إسرائيل قصف قرى في جنوب لبنان مما أدى لمقتل 3 مدنيين، وفي المقابل أعلنت إغلاق بعض مستوطناتها التي تضربها صواريخ حزب الله، محذرة من "الوصول لمرحلة الحسم العسكري".
ونقلت رويترز عن مسؤول قوله إن ضربة إسرائيلية قتلت 3 مدنيين في منزلهم جنوب لبنان.
من جانبه، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إن "عدوان حزب الله يقربنا من نقطة الحسم بشأن عملنا العسكري جنوب لبنان".