قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن اجتياح منطقة رفح، الذي لجأ إليه نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني "ضروري" لتحقيق الأهداف الإسرائيلية للحرب المدمرة التي تنشها على قطاع غزة منذ 159 يوما، معتبرا أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد سيعتبر إنجازا لحركة حماس".
جاء تصريحات نتنياهو خلال لقاء جمعه ، أمس الأربعاء، برئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، في مقر رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو. علما بأن هذا اللقاء هو الرابع الذي يعقد بين نتنياهو وروته منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وذكر البيان الإسرائيلي أن " نتنياهو أكد أمام نظيره الهولندي على أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح يشكل خطوة ضرورية لتحقيق أهداف الحرب، وأن اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية سيعتبر إنجازا لحماس"، وهي ذات الرسائل التي بات نتنياهو يركز عليها في تصريحات الأخيرة، وتلخص الخلافات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وأضاف البيان أن "الطرفين بحثا قضية المساعدات الإنسانية، حيث دعا نتنياهو رئيس الوزراء الهولندي إلى الانضمام إلى مبادرة الممر البحري"، وأكد نتنياهو أن إسرائيل مصممة على "تبديل الأونروا في قطاع غزة بدون المساس بتقديم المساعدات"، بحسب مزاعمه وشكر روته على تجميد التمويل الهولندي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وأمس الثلاثاء، قال نتنياهو، أمام مؤتمر اللوبي الأميركي المؤيد لإسرائيل (إيباك)، إن إسرائيل لن تتمكن من الانتصار في حربها على قطاع غزة، دون "القضاء على قوات حركة حماس في منطقة رفح"، جنوبي قطاع غزة، التي نزح إليها نحو مليون فلسطيني في ظل الحرب.
وفي انتقاد ضمني وجهه للرئيس الأميركي، جو بايدن، قال نتنياهو: "إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب مهما حدث. ولكي ننتصر في هذه الحرب علينا أن ندمر ما تبقى من كتائب إرهابية تابعة لحماس في رفح؛ ولأصدقائنا في المجتمع الدولي أقول: لا يمكن دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من جهة، ثم نعارضها عندما تمارس هذا الحق من جهة أخرى".
وتابع "لا يمكنك أن تقول إنك تدعم هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس، ثم تعارض إسرائيل عندما تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. ولا يجوز لك أن تقول إنك تعارض إستراتيجية حماس المتمثلة في استخدام المدنيين كدروع بشرية، ثم تلوم إسرائيل على الخسائر في صفوف المدنيين نتيجة لإستراتيجية حماس هذه".
جاء ذلك فيما أفاد موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي، بأن بايدن يبحث إمكانية جعل المساعدات العسكرية لإدارة تل أبيب مشروطة، إذا ما قررت تل أبيب المضي قدما بخطط الهجوم البري على مدينة رفح، وأشارت التقرير إلى أن إسرائيل لم تقدم للإدارة الأميركية بعد خطة قابلة للتنفيذ لحماية المدنيين في رفح.